سعيد ياسين (القاهرة)

مديحة يسري.. واحدة من أهم الفنانات العربيات اللاتي تعاملن مع الفن على أنه قضية ورسالة لابد أن تفيد المجتمع، وقدمت أجمل أفلام السينما المصرية، وتبنت العديد من القضايا والمشاكل، وساعدتها مقوماتها الشكلية والذهنية في احتلال مكانة متميزة ولعقود طويلة، وأطلق عليها لقب سمراء السينما العربية.
قدمت الفنانة الكبيرة عشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية والإذاعية، وتميزت طوال مشوارها بعلاقات طيبة مع زملائها في الوسط الفني، واعتبرت نموذجاً لما يجب أن تكون عليه الفنانة من ثقافة ومعرفة وجمال وتواصل مع الآخرين.
ولدت مديحة يسري في 3 ديسمبر 1921، وعشقت الفن منذ صغرها، وشجعها والدها الذي كان يهوى الفن التشكيلي واقتناء اللوحات النادرة على الرسم، وكانت تحرص على قراءة القصص والروايات بصورة جيدة، وهو ما ساعدها فيما بعد في الاستفادة من كبار كتاب السيناريو الذين تعاونت معهم.
كتبت مديحة مجموعة من قصص أفلامها، منها فيلم «وفاء إلى الأبد» إخراج أحمد ضياء الدين، واختارتها مجلة «التايم» الأميركية في بدايتها الفنية في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي كواحدة من أجمل عشر نساء في العالم، بعدما نشرت إحدى المجلات المصرية صورتها العام 1939 كأحد الوجوه الجديدة.
لعبت الصدفة دوراً كبيراً في حياتها حين شاهدها المخرج محمد كريم بصحبة خالتها التي كانت تشجعها على ممارسة الفن، فجذبه جمالها ومنحها دوراً صغيراً وهي في العشرين من عمرها في فيلم «ممنوع الحب» أمام محمد عبدالوهاب 1940، وبعد عامين أسند لها المخرج كمال سليم دور البطولة في فيلم «أحلام الشباب» أمام فريد الأطرش.
تعاقد معها يوسف وهبي على مشاركته في ثلاثة أفلام صورت في عام واحد، وهي «ابن الحداد» و«فنان عظيم» و«أولادي»، ثم شاركها بطولة «الأفوكاتو مديحة» الذي تولى إخراجه.
كما شاركت في أول وثاني فيلم عراقي مصري مشترك، وهما «ابن الشرق» 1946 لإبراهيم حلمي، و«القاهرة ـ بغداد» 1947 لأحمد بدرخان، وأنتجت 15 فيلماً تعرضت من خلالها لقضايا ومضامين شائكة، ودارت حول علاقة المرأة بالرجل والمجتمع.
لم تشارك خلال رحلتها في أي عمل مسرحي، إلا أنها شاركت في بطولة عدد من المسلسلات التلفزيونية، منها «طائر العنق» و«رحمة» و«وداعاً يا ربيع العمر» و«صباح الورد» و«هوانم جاردن سيتي» و«يحيا العدل» و«قلبى يناديك»، وأختيرت العام 1998 عضواً في مجلس الشورى في لجنة السياحة والإعلام والثقافة.