«بورشه 918 سبايدر هايبرد» اقتران ناجح بين الخصائص الرياضية الفخمة والدفع الهجين
تمكن خبراء شركة بورشه من ترجمة نتائج بحوثهم المضنية في مجال تطوير الدفع الهجين للسيارات، عندما عمدوا مؤخراً إلى الكشف عن سيارة رياضية عامرة بمظاهر الترف وإيحاءات القوّة تحت اسم “بورشه 918 سبايدر هايبرد”، من المنتظر إطلاقها في معارض البيع التابعة للشركة العام المقبل. ولا زالت السيارة الجديدة تصنّف في قواميس قسم الإنتاج في شركة بورشه تحت بند “السيارة التصوّرية”، إلا أن مصادر مقرّبة منها أكدت أن “918 سبايدر” ستظهر على الطرق عام 2011 لتضيف تحفة جديدة إلى عالم السيارات الرياضية.
ويتساءل جورج كاتشير المحلل في موقع “أوتوموبيل إيماج” في معرض حديثه عن الضجّة الإعلامية التي أثارها الكشف عن السيارة الجديدة: “ما هو الشيء المميز الذي تحمله هذه السيارة الخارقة؟”. ويشير إلى أن من الغريب حقاً أن يتمكن محرّكها البترولي المؤلف من 8 أسطوانات وتبلغ سعته 3.4 لتر، من توليد 495 حصاناً من الطاقة الميكانيكية. وهذا يدلّ على دقّة بالغة في تصميمه وبنائه وضبطه. ويضاف إلى هذه القدرة العالية على الانطلاق أن السيارة مجهّزة أيضاً بثلاثة محركات كهربائية يمكنها أن تضيف 215 حصاناً من طاقة الدفع الميكانيكية لترتفع بذلك الطاقة الميكانيكية الإجمالية للسيارة إلى 710 أحصنة.
وقال وولفجانج دورهايمير، عضو قسم البحث والتطوير في شركة بورشه في مؤتمر صحفي عقده عشيّة الكشف عنها في جنيف “يمكن لهذه السيارة الخارقة أن تلفّ حلبة نوربورجرينج للسباقات بسرعة تفوق تلك التي يمكن للبورشه كاريرا جي تي أن تبلغها. وبالرغم من هذا الزخم القوي في قوة الاندفاع فإن استهلاكها من البنزين يبلغ لتراً واحداً في كل 32.2 كيلومتر أو أكثر بقليل من 3 لترات في كل 100 كيلومتر. وقد تسألون: هل نعتزم في شركة بورشه تحويل 918 سبايدر من نسخة تصوّرية إلى نسخة إنتاجية؟ والجواب هو أننا سنتريّث في اتخاذ القرار النهائي بهذا الشأن حتى نرى ما إذا كانت عقود وطلبيات البيع المسبّق المحتملة سترقى إلى مستوى طموحاتنا من وراء إطلاق هذا المشروع. ولا يزال الوقت مبكراً للحديث حول السعر أو حجم الإنتاج أو موعده”.
وحول الدوافع الأساسية التي تم اعتمادها عند تنفيذ مشروع بناء 918 سبايدر هايبرد قال دورهايمير “عندما انطلقنا في مشروع بنائها كنا نضع نصب أعيننا هدفاً استراتيجياً مهماً؛ فلقد كنا نريد تقديم الإثباتات والأدلّة المقنعة للعالم أجمع على أن السيارة الخارقة يمكن أن تكون صديقة للبيئة أيضاً. ويمكن لكل من يقودها أن يتملّكه الشعور القوي بمتعة القيادة. ولعل من الجدير أن يقال إن هذه السيارة تمكنت من الجمع بين القبول الشعبي من ناحية الاستدامة والصداقة مع البيئة، والخصائص المتطرّفة من حيث القوة والقدرة على الانطلاق. كما أن 918 سبايدر تتفق مع الرؤى التصميمية التي وضعها الأب الروحي ومؤسس الشركة فرديناند بورشه عندما أكّد على ضرورة عدم الفصل بين صناعة السيارات الرياضية والالتزام بما تفرضه الموضة”.
وبالرغم من أن بورشه اعتادت على إطلاق سيارات منفردة في تميّزها من النواحي النوعية والوظيفية، إلا أنها شذّت عن هذه القاعدة عندما أعلنت أن “918 سبايدر” ليست إلا واحدة من عدّة نسخ تشترك في منصّة واحدة؛ ومن المنتظر أن تكشف عما قريب عن السيارة الرياضية “918 كوبيه” ، ثم عن نسخة كهربائية منها تحت اسم “918 إلكتريك”، وأخرى تحت اسم “918 آر إس” و”918 آر إس آر”.
ويمكن لـ”بورشه 918 سبايدر هايبرد” أن تكون مدفوعة بعجلتين فقط، أو بالعجلات الأربع. وفي كلتا الحالتين، ستكون مجهّزة بقابس كهربائي “فيش” لشحن مجموعة البطاريات من أي مأخذ كهربائي منزلي أو تجاري. ويمكن دفع السيارة بمحرك البنزين أو بالمحركات الكهربائية الثلاثة أو بمجموعة الدفع الكاملة. وتتيح هذه الخيارات المفتوحة للسائق فرصة التحكم بطريقة القيادة وفقاً للظروف التي يراها مناسبة؛ كما أنها توفر عليه مشكلة التوقف التام عند نفاد أحد مصدري الطاقة، فلو نفدت شحنة البطاريات فسوف يكون المحرك البترولي متاحاً، ولو نفد البنزين فإن في وسعه الاعتماد على المحركات الكهربائية الثلاثة.
وتأتي “بورشه 918 سبايدر هايبرد” إما بسقف مكشوف أو مغطى؛ وإما بتكنولوجيا القيادة في السباقات، أو للقيادة في الشوارع. وهذه النسخة الأخيرة مستعارة من أنظمة السباق الموجودة في نسخة “911” التي سبق لها الفوز في “سباق لومان للقدرة” الذي يدوم 24 ساعة متواصلة وينظم سنوياً في فرنسا.
ويمكن للمحرك البترولي لـ”بورشه 918 سبايدر هايبرد” أن يولد 495 حصاناً عند دوران المحرك بسرعة 9200 دورة في الدقيقة، وهذا يعني أنه قادر على توليد قدرة ميكانيكية أعلى من تلك التي يولدها محرك “بورشه كاريرا جي تي” الخارق الذي يتألف من 10 أسطوانات. وبالرغم من أن وزن “بورشه 918 سبايدر هايبرد” يبلغ 1488 كيلوجراماً، أو أكثر بنحو 109 كيلوجرامات من “كاريرا جي”، إلا أنه قادر على القفز بالسيارة من سرعة الصفر إلى 100 كيلومتر في الساعة خلال 3.2 ثانية لتتفوق بذلك عليها بنحو 0.7 ثانية.
عن موقع automobilemag.com
المصدر: الاتحاد