عباس: من حق كل فلسطيني أن يرى فلسطين
(غزة، رام الله) - أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس، أنه من حق كل فلسطيني أن يرى فلسطين، موضحاً أن عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم المشردين منها، منذ نكبة احتلال فلسطين عام 1948، "ممارسة وليست شعاراً".
وقال عباس، خلال استقباله المشاركين في "الملتقى التربوي الثقافي الفلسطيني الرابع"، في رام الله، "إن الطرف الآخر (الإسرائيلي) لا يريد أن يبحث قضايا اللاجئين والقدس والأرض والمياه، وهذا شأنه غير أن القيادة الفلسطينية لن تفرط أبدا بحق العودة لأن الوطن هو وجهتنا الأخيرة”.
وأضاف “فلسطين لنا. من كان من الشمال أو الوسط أو الجنوب وسكن في أي مكان فيها، هو بالتالي في الوطن. وأنا بعودتي إلى رام الله أو نابلس، أكون قد وضعت قدمي على أرض الوطن”.
إلى ذلك صرح عباس في مقابلة مع صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية نشرتها أمس بأنه قد يتنحى هذا العام إذا تحققت كل أهدافه السياسية وبينها إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وأوضح أن برنامجه يتضمن إرساء المزيد من الأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأراضي الفلسطينية وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ثم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ويمكن أن يتحقق كل ذلك هذا العام وبعده سيتقاعد.
وكرر عباس تأكيد أن القيادة الفلسطينية ستطلب من الأمم المتحدة في شهر سبتمبر المقبل الاعتراف بالدولة الفلسطينية المنشودة، إذا لم يتم استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين حتى ذلك الحين.
ميدانياً، استشهد فتى فلسطيني، فجر أمس، متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها جراء إطلاق رصاصة متفجرة عليه أثناء المواجهات بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين اليهود في القدس الشرقية أمس الأول. وقمعت القوات الإسرائيلية، بمساندة المستوطنين، مسيرة جنازته، وتصدى لها المشيعون واشتبكوا معها. كما انتشرت الشرطة الإسرائيلية بكثافة في الشوارع بعدما توقعت خروج المزيد من التظاهرات بمناسبة ذكرى نكبة احتلال فلسطين عام 1948.
وذكر شهود عيان فلسطينيون أن مستوطناً أطلق الرصاص عشوائياً باتجاه الفتية والشباب خلال المواجهات في ضاحية سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك أمس الأول، فأُصيب ميلاد سعيد عياش (17 عامًا) برصاصة من نوع "دم دم" المتفجر في بطنه مما أدى إلى تمزيق أمعائه وشرايينه. وقال المسؤول في مستشفي المقاصد الخيرية بالقدس الشرقية، الطبيب الجراح خالد قريع، إن عياش وصل إلى المستشفى مصاباًٍ بنزيف دم حاد، وتم تزويده بأربع عشرة عبوة وحدة من الدم، وأُجريت له عملية جراحية لمدة أكثر من خمس ساعات لإنقاذ حياته، لكنه توفي بسبب استمرار النزيف.
وتم تشيع جثمان الشهيد الصغير إلى مقبرة باب الرحمة في حي رأس العامود، وتحولت جنازته إلى مواجهات عنيفة بين مئات المشيعين قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية والمستوطنين.
وقال شهود عيان إن شباناً فلسطينيين رشقوا الجنود الإسرائيليين والمستوطنين بالحجارة، بعدما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع على المشيعين وأُصيب مقدسيان بجروح.
وأم المئات من الأهالي بيت عائلة الشهيد، وفي مقدمتهم أعضاء لجان أحياء سلوان وعدد من الوجهاء المقدسيين. وقال عضو "لجنة الدفاع عن سلوان" فخري أبوذياب إن الفلسطينيين انتظموا في مسيرة جماهيرية انطلقت من بيت الشهيد إلى المسجد الأقصى، وأثناء اقتراب الجنازة من المسجد الأقصى، هرب الجنود الإسرائيليون من عند بواباته، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية عليه.
وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفيلد، إن عشرات الفلسطينيين اشتبكوا مع قوات الاحتلال التي اعتقلت عدداً منهم. وزعم أنه لم يكن واضحاً من أطلق النار على عياش، وأن الشرطة تحقق في الأمر.
وقالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان أصدرته بهذا الشأن، إن عياش أُصيب في كتفه، وإنها ما زالت تحقق في كيفية حدوث ذلك، زاعمة أن جنودها والمستوطنين لم يستخدموا أي ذخيرة حية في المواجهات. وأضافت أنها طلبت من عائلة الشهيد السماح تشريح الجثة، ولكنها رفضت ذلك. وقال البيان "تواصل شرطة القدس المعززة بقوات إضافية الانتشار في القدس الشرقية والقرى المجاورة لمنع حدوث أي محاولة لتعكير صفو السلام". وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن قوات الاحتلال صدت محاولة لاقتحام منزل للمستوطنين.
وكانت قوات الاحتلال شددت الحصار العسكري على سلوان، ورأس العامود بشكل خاص، كما عززت انتشارها في محيط المقبرة وعند باب الأسباط الذي تم عبره دخول وخروج الجنازة والمشيعين.
إلى ذلك، اعتدت قوة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، على حارس المسجد الأقصى المبارك مهند إدريس بوحشية خلال أدائه عمله داخل المسجد، حيث أُصيب بجروح، وتم نقله بسيارة إسعاف إلى مستشفى المقاصد الخيرية في حي جبل الطور لتلقي العلاج.
كما أصيب فتى فلسطيني، عمره 13 عاماً، بجروح متوسطة الخطورة، في أنحاء جسمه، جراء إصابته بشظايا قنبلة من مخلفات الاحتلال في منطقه المالح شمالي الضفة الغربية المحتلة
واعتقلت قوات الاحتلال شاباً فلسطينياً في حاجز "الكونتينر" العسكري الإسرائيلي قُرب قرية السواحرة الشرقية، جنوب شرق القدس. وأوضح مصدر أمني فلسطيني أن الجنود المتمركزين على الحاجز أوقفوا مركبة عمومية، وأنزلوا محمد أحمد غنيم (18 عاماً)، من أهالي كفر عقب، في محافظة القدس، واقتادوه إلى جهة مجهولة.
مسيرة حاشدة للاجئين في لبنان نحو فلسطين اليوم
جودت صبرا (بيروت ) - أعلن الجيش الاسرائيلي أمس حالة الاستنفار العام لقواته على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة ودفع بتعزيزات عسكرية ضخمة الى مواقعه الأمامية والخلفية استعداداً لمواجهة أول مسيرة حاشدة للاجئين الفلسطينيين في لبنان لدى انطلاقها اليوم الأحد إلى نقاط حدودية محاذية لشمال فلسطين تحت شعار "حق العودة إلى فلسطين". وكثفت قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان "يونيفيل" والجيش اللبناني تسيير الدوريات الآلية والراجلة على الجانب اللبناني من الحدود تحسباً لأي طارئ. وقال قائد المقر العام لحركة "فتح" في لبنان اللواء منير المقدح لصحفيين في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بجنوب لبنان "إن المسيرة ستكون سلمية، وهدفها التأكيد على حقنا كلاجئين في لبنان في العودة إلى ديارنا في فلسطين التي هُجِّرنا منها يوم النكبة". وأضاف "لن يسمح الشعب الفلسطيني لأحد بأن يمحو اسم فلسطين من عقله وحبها من قلبه".