سمر إبراهيم، الاتحاد (القاهرة)

خصص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مبلغ 50 مليون جنيه للمعهد القومي للأورام في القاهرة الذي كان قد تعرض لأضرار كبيرة جراء عمل إرهابي وقع فجر أمس الأول.
وقال جمعة مبارك الجنيبي، سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية الشقيقة ومندوب الدولة الدائم لدى جامعة الدول العربية: «نتقدم بخالص التعازي لأسر الشهداء الذين سقطوا نتيجة الحادث الإرهابي الآثم في محيط منطقة القصر العيني، كما نتمنى الشفاء العاجل للمصابين، داعياً الله أن يحفظ مصر وأهلها من كل مكروه».
وأضاف في تصريحات لـ«الاتحاد» أن تخصيص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة 50 مليون جنيه لصالح المعهد القومي للأورام في القاهرة، إنما يعد امتداداً للمواقف والأيادي البيضاء لسموه، وفي إطار وقوف الإمارات ودعمها لمصر، وعلى نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قدم الكثير لمصر، انطلاقاً من رؤيته الثاقبة بأنها تستحق دائماً الوقوف إلى جانبها لمكانتها ودورها الكبير في عالمنا العربي. لذلك- وكما يقول- يحب المصريون الشيخ زايد والإمارات وشعبها وقيادتها.
وأوضح سفير الدولة أن هذه المساهمة من قبل سموه ليست بالأولى ولا الجديدة أو الغريبة من سموه، سواء في مصر أو غيرها من مناطق العالم، وحيثما تتطلب الحاجة الإنسانية في وقفات أخوية وإنسانية نبيلة، مضيفاً أنه بعد وقوع العمل الإرهابي فجر أمس الأول مباشرة جاءت التوجيهات السامية بتخصيص هذه المساهمة التي كانت أصداؤها عظيمة وكبيرة وقوية لدى المسؤولين المصريين، ووسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي المصرية ومختلف فئات الشعب المصري الشقيق الذين عبروا عن امتنانهم لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولقيادة وشعب دولة الإمارات، وقالوا إنها وقفة ليست بالجديدة من سموه، وعلى خطى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وقال السفير الجنيبي، إنه بمجرد وصول التوجيهات السامية جرى التواصل مع وزارة التعليم العالي المصرية التي يتبعها المعهد للبدء في الاستفادة من المساهمة. وأوضح أن المعهد القومي للأورام يعد من المراكز الرئيسة التي تعالج مرضى السرطان، إلى جانب كونه مركزاً للأبحاث يتبع جامعة القاهرة له مكانته العلمية الرفيعة وإسهاماته الطبية المتميزة، مضيفاً أن المعهد حظي باهتمام ودعم خاص من قبل الإمارات وقيادتها على فترات مختلفة. وتابع قائلاً: «بلا شك، فإن هذا العمل الإرهابي الذي تعرض له المعهد سيؤثر عليه وعلى المرضى الذين يعالجون فيه، ومن هنا جاءت المبادرة والمساهمة السريعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي أدرك أنه من الصعب أن يتأخر المعهد عن أداء رسالته العلمية والطبية، ومن أجل تسريع قيامه بواجباته والتزاماته».
وأعربت شخصيات عامة مصرية عن شكرها للإمارات، ولصاحب السمو ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، واصفين سموه بأنه «قلب الإمارات الذي يخفق دائماً لمصر»، معتبرين هذا التضامن انعكاساً لما يكنه لمصر والمصريين، وامتداداً لحب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه». وأوضحوا في تصريحات لـ «الاتحاد» أن المصريين يبادلون الإمارات حباً بحب، مستذكرين مآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومواقفه الجليلة تجاه مصر والأمة والعروبة والعالم.

السيسي: ما أجمل تكاتف الأشقاء
أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تقديره لتكاتف الأشقاء العرب مع الدولة المصرية.
وكتب على حسابه في «تويتر» أمس: «ما أجمل حُسن التكاتف والتكافل في مواجهة قبح تأثير الإرهاب، وأنا أرى تسارع وتسابق وتضامن الجميع، سواء من أشقائنا العرب أو أهل بلدنا المصريين في تقديم ما يستطيعونه لتجاوز ما خلفه الإرهاب الغاشم من خراب ودمار».
وأضاف: «هذا إن دل فهو يدل على حقيقة راسخة في وجداننا كعرب ومصريين بأن نظل متكاتفين في مواجهة الإرهاب وقبحه بكل ما نستطيع من قوة.. حمى الله أوطاننا ووقاها من كل شر».

«الاتحاد» تتابع انطلاق عمليطيبات الترميم
قال لـ«الاتحاد» عمال ومهندسون يتبادلون ساعات العمل على مدار الساعة في ترميم معهد الأورام بعد الحادث الإرهابي: «لن يهدأ لنا بال ولن ترتاح أجسادنا إلا بعودة مبنى المستشفى أفضل مما كان عليه في السابق.. ونقول للإرهابيين سنبني ما هدمتم ونصلح ما كسرتم»..
وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد، فالحادث الإرهابي الذي وقع أمام معهد الأورام المطل على نيل القاهرة واستشهد فيه 22 مصرياً وأصيب 43 آخرون، ومشاهد الذعر والموت التي شهدها أطفال مرضى الأورام، أعادت المصريين من جديد إلى 49 عاماً مضت، عام 1970 عندما استهدفت غارة «إسرائيلية» مدرسة أطفال ابتدائية في قرية بحر البقر واستشهد فيها نحو 30 طفلاً.

دمار.. وإعمار
وقال الدكتور حاتم أبو القاسم، مدير معهد الأورام، إن عدداً كبيراً من السيارات احترق أمام المبنى، وطالت الموجة الانفجارية غرف المرضى، حيث تهشم زجاج النوافذ وسقطت أجزاء من الأسقف المُعلقة داخل المبنى، لافتاً إلى أن شظايا اللهب طالت منازل في الناحية المقابلة من النيل وأصابت السكان بجروح وكدمات.
«الاتحاد» التقت العمال والمرضى، وبحثت في الركام عن كواليس الحادث وحكايات المصابين والناجين، فآثار الانفجار ما زالت موجودة واختلطت بقايا الأسوار الحديدية الحائلة بين الطريق ونهر النيل بدماء الشهداء، وللوهلة الأولى ما أن تطأ قدماك محيط الحادث حتى تجد أنه تحول إلى خلية نحل بين ليلة وضحاها، فالعمّال بخوذاتهم وملابسهم الصفراء انتشروا في كل صوب، ليعملوا على إصلاح ما هدمه التفجير الإرهابي.
وقال العامل محمد سعيد إنهم يعملون بقلوبهم قبل أيديهم لدعم أطفال السرطان ومواجهة الإرهاب «شغلنا في ترميم معهد الأورام مختلف عن أي عمل آخر، فنحن نساهم في دعم أطفالنا من مرضى السرطان، الذين يحتاجون إلى جرعات علاجية كل يوم، ونواجه خراب الإرهاب بالبناء والتعمير».
وقال سعيد -البالغ من العمر 31 عاماً- إنه يعمل مع العمال والمهندسين على مدار اليوم، وبكامل طاقتهم لإعادة بناء وترميم معهد الأورام خلال أيام، بإشراف كامل من الجهات المسؤولة التي لا تترك العاملين طوال الـ24 ساعة.
ويُمسك المهندس خالد محمد المشرف على عمال ترميم معهد الأورام -50 عاماً، بالأنابيب والسقالات والخشب، رغم أن عمله هو الإشراف، لكنه أكد أن روح العمل في ترميم المعهد تختلف عن العمل في أي مشروع آخر شارك فيه «أشعر بأني أبني شيئاً لأطفالي، وأريد أن أقدم كل جهد أستطيع تقديمه في أسرع وقت».

حركة دؤوبة
خالد جمال هو أحد المشرفين على العمّال المتواجدين في موقع العمل وهو يوجه تعليماته إلى العمال بصورة مستمرة للانتهاء من العمليات المكلفين بها في أسرع وقت وبجودة عالية، وقد قال لـ«الاتحاد»، هناك أكثر من 300 عامل ومهندس وإداري في اليومين الأول والثاني من العمل في ترميم المعهد، مضيفاً أن هناك ضخاً لمزيد من العمال والمهندسين إلى العمل للانتهاء من تشطيب الواجهة الخارجية للمعهد قبيل عيد الأضحى المبارك.
أعمال الإصلاح في محيط معهد الأورام تتم تحت رقابة من رجال الأمن الذين ينظمون أيضاً دخول الحالات الخاصة من مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى جرعات كيماوية، بحسب «محمد فهمي» أحد رجال الأمن بالمعهد الذي أوضح لـ«الاتحاد» أنه يتم استقبال الحالات قدر المستطاع، حتى أثناء إتمام الإصلاحات.
وفي تصريح لـ«الاتحاد»، قال مدير العيادات الخارجية بمعهد الأورام، الدكتور عمرو الدميري، إنهم حرصوا على استقبال المرضى عقب وقوع الحادث بساعتين فقط، مضيفاً: فوجئنا بأن كل الأطباء قد حضروا دون انتظار استدعائهم، في لفتة إنسانية يصعب التعبير عنها بالكلمات، مؤكداً أن المعهد استقبل نحو 1500 مريض في اليوم التالي للحادث ومازالت الأعداد في ارتفاع في اليوم الثالث، ولم يتوقف المعهد عن استقبال الحالات قط.
وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية غادة والي، وجهت حديثها للإرهابيين في تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «يعني هتهدوا هنبني، هتجرحوا هنداوي، هتقتلوا هناخد بالتار، والسن بالسن، واسلمي يا بلادي وتسلم أيادي الأطباء والمهندسين والعمال».

مواجهة سرطان الإرهاب
على الرغم من استمرار عمليات الترميم والعمل في المعهد، والتأثير الكبير للانفجار على عياداته وأجهزته،
إلا أن معهد الأورام لم يتوقف عن تقديم خدماته لمرضى السرطان، حسب ما أكد محمد طلعت «27 عاماً» من القاهرة الذي يعاني ورماً سرطانياً في وجهه، وقال لـ«الاتحاد»: «رغم الحادث الإرهابي المعهد لم يغلق أبوابه أمامنا، وأنا داخل آخد جرعة كيماوي».

وزراء وسفراء: شكراً محمد بن زايد
ثمّن وزراء وسفراء وأساتذة المعهد القومي للأورام في مصر، تبرع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمبلغ 50 مليون جنيه للمعهد القومي للأورام في مصر.
وأشادوا في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، بمواقف سموه، مؤكدين أن هذه المواقف الكريمة ليست بغريبة على قادة وشعب الإمارات في وقوفهم بجانب مصر والمصريين في الأزمات والمحن.

مثال للعطاء
وثمنت الدكتور غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وأشادت بوقوف سموه وأهل الإمارات الشقيقة مع مصر، مؤكدة أن هذه المواقف الكريمة ليست بغريبة على الإمارات قادة وشعباً في وقوفهم إلى جانب مصر والمصريين في الأزمات والمحن، مشيدة بالتكاتف والتضامن من كل الأشقاء العرب.
وأكد الدكتور محمد لطيف الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات، أن شعب الإمارات يقف إلى جانب الشعب المصري، وأن الإمارات دائماً تتكاتف مع مصر في كل الأزمات والمحن التي تتعرض لها، وتعطي مثلاً رائعاً على العطاء والخير انطلاقاً من روح الأخوة التي بين البلدين الشقيقين.

نهج كريم
وأكد الدكتور حاتم أبو القاسم عميد المعهد القومي للأورام، أن هذا النهج الكريم ليس بغريب على دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ولا على صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يمد يد العون والمساعدة لجميع الأشقاء العرب وخاصة مصر، داعياً الله تعالى أن يكون في ميزان حسناته.
وتمنى الدكتور حاتم أن تَشرف مصر بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ليشهد افتتاح معهد الأورام بعد ترميمه، ولفت إلى أن عمليات الترميم في المعهد بدأت بالفعل، مؤكداً أن مبلغ الـ50 مليون قيمة التبرع مبلغ كافٍ ليعود المعهد للعمل مرة أخرى أفضل من الفترة الماضية، مشيراً إلى أن هذا التبرع يعد أكبر دعم ومساهمة حصل عليها المعهد في تاريخه، وبالتالي سوف يعوض الخسائر الكبيرة التي تعرض لها المعهد وخاصة الأجهزة التي تضررت.
وأكد أن عودة العمل بالجزء الداخلي للمستشفى وعودة المرضى ستكون بعد العيد مباشرة، أما الجزء الخارجي الذي تعرض للضرر الأكبر فسينتهي العمل به بعد شهر ونصف، مؤكداً أن ما تقدمه الإمارات لمصر دليل على الأخوة القائمة بين البلدين منذ أعوام طويلة، قائلاً «الإمارات ومصر شعب واحد، ونقدم الشكر لهم على ما يقدمونه لنا في هذه الأوقات الصعبة والحرجة التي تمر بها مصر خاصة في حربها مع الإرهاب»، موجهاً الشكر لكل الشعب الإماراتي الشقيق.

مساعدات جليلة
وثمن السفير محمد العرابي وزير خارجية مصر الأسبق، تبرع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لمعهد الأورام، وأكد لـ«الاتحاد»، أن جميع المصريين يثمنون أيضاً هذا التوجه الكريم الذي جاء بصورة سريعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والذي يؤكد على أن مصر في وجدانه، وأنه يتابع كل ما يحصل في مصر لحظة بلحظة، مؤكداً أن سموه يسعى بكل إمكاناته حتى لا ينال الإرهاب اللعين من مصر. وأشار العرابي إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يقدم مساعدات جليلة لمصر منذ أعوام في مجالات عدة، والمصريون يعلمون ذلك ويقدمون له الشكر على هذه المبادرة الكريمة. وأكد أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أصاب حقاً في توجيه هذا التبرع الكبير ليغطي تكاليف إعادة ترميم معهد الأورام، حيث يُعد المعهد ملجأ للفقراء المرضى الذين يعانون من هذا المرض اللعين، وبالتالي فإن هذا التبرع السخي من سموه يلمس قلوب المصريين.

مغردون: «شكراً وطن الإنسانية»
دشن مصريون على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيس بوك» أمس هاشتاغ «شكراً الإمارات» وهاشتاغ «شكراً محمد بن زايد»، تعبيراً عن الامتنان لدولة الإمارات قيادة وحكومةً وشعباً، والترابط بين شعبي البلدين، عقب تبرع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بمبلغ 50 مليون جنيه لصالح ترميم المعهد القومي للأورام بالقاهرة.
وسجل رواد «تويتر، وفيس بوك» عدداً من عبارات الامتنان لما تقدمه الإمارات من دعم معنوي، ومادي في أوقات الأزمات لمصر، قائلين «على الحلوة والمُرة مع مصر.. شكراً الإمارات».
وكتب المغرد أيمن أبو السعود: «صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يتكفل بترميم وتجديد المعهد، إنسان عظيم، شكراً الإمارات». بدوره، كتب عمرو رفعت «50 مليون جنيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لمعهد الأورام، شكراً الإمارات».
وقالت المغردة آية حسني «تبرع سموه لصالح ترميم المعهد القومي للأورام بـ50 مليون جنيه، شكراً الإمارات».
وكتب مصطفى السيد «ألف شكر لدولة الإمارات»، وكتب يوسف مصطفى حسن علي «شكراً جزيلاً على كل الدعم الذي قدمته لمصر، دائماً نجد الإمارات بجانبنا في كل المِحن والمصائب، شكراً محمد بن زايد». ونشر المغرد علي رضوان على «تويتر» صورة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، معلقاً عليها «الشهم يظهر وقت الشدائد، شكراً بن زايد».
وكتب الغطريفي «شكراً يا رجل الحكمة والأخلاق والطيبة، الإمارات في القلب، شكراً محمد بن زايد».
ونشرت المغردة هالة سامح على «تويتر» صورتين للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكتبت: «أبناء زايد أبناء أصول وحافظين وصاينين وصية الشيخ زايد لهم على مصر، شكراً بن زايد».