أجرت جامعة كولومبيا دراسة مسحية لحالة الصحافة الرقمية، وخلصت إلى أن الصحفيين في هذا المجال يجب أن يعيدوا التفكير في علاقتهم وعلاقة جمهور قرائهم مع المعلنين، وهذا لا يعني حسب تقرير الدراسة تشجيع تأثير الرعاة التجاريين على المقالات والتحرير، ولكنه يتطلب اتخاذ مبادرات لإيجاد بدائل كفيلة بترك انطباع مؤثر يراعي تكلفة، وأسعار هذه الإعلانات وابتكار محتوى عالي القيمة للإنترنت بالولوج مباشرة إلى صفحة إظهار البيانات، وتقديم المساعدة لضمان أن تكون لإعلانات الإنترنت بها «قيمة بذاتها». أبوظبي (الاتحاد) - ذكرت صحيفة «فايننشيال تايمز» أن تقرير الدراسة التي أجرتها جامعة كولومبيا لحالة الصحافة الرقمية، ويقع في 139 صفحة، سيقدم للصحفيين توصيات وأساليب مقترحة، تركز على ضرورة تقديرهم لكيفية وصول المعلنين إلى زبائنهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، وقالت إن «المؤسسات الإخبارية الكبرى عليها أن تأخذ في عين الاعتبار ضرورة إنشاء أو إعادة تكوين فريق عمل رقمي منفصل عن جهازها المهني الآخر وخاصة في الجانب التجاري». خطوط عامة ذكرت صحيفة «فايننشيال تايمز» أن هذا التقرير، الذي قامت به كلية الصحافة في جامعة كولومبيا، يضع الخطوط العامة التي ستساعد الصحف والمجلات ومحطات التلفزيون على المنافسة أكثر، وإيجاد موقع أفضل لها في سوق الإنترنت. وتنطلق التوصيات، التي يتضمنها التقرير، من عملية تشخيص لمشاكل الإعلام الرقمي قام بها مؤلفو التقرير. ومن المشاكل البارزة التي وجدوها أن «الإعلانات في «الويب» تميل إلى أن تكون أقل قيمة في نظر المستهلك الذي يزور المواقع من الإعلانات في الوسائل الأخرى». ويضيء هذا الموضوع على أبعاد كثيرة تتعلق أيضا بكيفية جذب المؤسسات الإخبارية وشركات الإنترنت الكبرى للقراء ونوعيتهم، وبالتالي للتأثير في قرارات المعلنين؛ فهناك أولا البعد المتعلق بالشكل الفني للمواقع والصفحات والذي يبدو أنه ما يزال في طور تجريب قد يطول، وليس أدل على ذلك من موقع أخبار «جوجل» والمحاولات المستمرة لصحف كبرى مثل «ذي جارديان» البريطانية لإيجاد قنوات تواصل تفاعلي مع القراء. وعلى الرغم من التفوق الباهر لعملاق الإنترنت «جوجل» في العالم، غير أن موقعه الإخباري ما زال يخضع لتغيرات مستمرة، ما يؤشر إلى صعوبة التوصل قريبا إلى قواعد ومواصفات للنجاح في هذا المجال. صيغة جديدة بدأ «جوجل»، في الأسابيع القليلة الماضية، اختبار صيغة جديدة لصفحته الإخبارية، وقال لموقع «ميديا بوست» إن «التصميم الجديد يستمر في جعل البحث مسألة أكثر شخصية»، وتم تطعيم الشكل الجديد بجانب اجتماعي أكبر عبر الكثير من الأدوات منها؛ توسيع إطار التظهير لأقسام أخرى تتضمن قصصا ذات علاقة بالموضوع، وإبراز نماذج متحركة في الصفحة الرئيسية، ويسمح التصميم الجديد بتحريك يدوي لشريط الصور ليظهر المزيد منها عندما تتحرك الفأرة عليها، كما أضافت إلى أخبار «جوجل» مواقع بحث أخرى مثل «كورا» و»بليكسي» و»تويتجو». وبات مسموحا للزائر بوضع محتويات وتعليقات على «تويتر» و»فيسبوك» مباشرة من صفحة أخبار «جوجل». أما صحيفة «الجارديان» فبعد سنة من مشروع تخصيص مدونات إخبارية بثلاث مدن في بريطانيا، قررت وقف مدونة مدينة «كارديف»، قائلة إن تجربتها ليست قابلة للاستمرار علما أن إجراءها قوبل بغضب من مشجعين وصفوا قرار التوقف بالمخيب للآمال. وأوضحت شبكة «بي بي سي» البريطانية أن «الجارديان» كانت أطلقت مشروع المدونات المحلية في عام 2010، وعينت فرق عمل في مدن ثلاث استهدفها المشروع هي كارديف وليدز وأدنبرة، وتميّزت فرق العمل هذه بأن أعضاءها يجمعون بين الصحافة التقليدية والإعلام الاجتماعي، ويركزون على تشجيع السكان المحليين على الانخراط في هذه المدونات الإخبارية. وعندما نشرت الصحيفة قرارها بإقفال مدونة «كارديف»، على أن يلي ذلك إيقاف المدونتين الأخريين، قوبل قرارها بحملة انتقادات واسعة على موقع الصحيفة نفسه.