حين يجتمع الإبداع مع دقة النظر والإحساس العالي بالأشياء نكون أمام صورة مكتملة الجمال والمدارك، ففن الصورة ليس مجرد لقطات يأتي بها من يحمل الكاميرا أيا كان، وليس مجرد رصد لما يلفت الانتباه من أشياء، بل هي الموهبة والقدرة على اقتناص الصورة التي يراها بعين قلبه وبصيرته. بدأ رحلته في عالم التصوير منذ عام 2002 وحتى الآن ولسنوات طوال استطاع من خلال لقطاته التصويرية أن يعيد تسجيل وصياغة الواقع وتوثيقه والاحتفاظ به على الورق بهدف تغيير قناعة المتلقي بالمضامين المراد التنوية عنها في تلك اللقطات. سعيد الخاصوني شاب دخل مجال التصوير الفوتوغرافي من باب الهواية لكن تلك الهواية أصبحت ملازمة له في كل تنقلاته ورحلاته من خلال الكاميرا التي لا تفارقه عن بدايته يقول:»رحلتي في التصوير مثل غيري فكل منظر طبيعي أو وجه جميل أو سباقات رياضية تدفعني لاقتناص الفرصة لتصويرها. لكن أكثر ما يشدني لتصويره هو « البورترية والسباقات الرياضية». فن البورتريه يتابع الخاصوني:» كثيراً ما ترصد عيناي الأشياء الدقيقة وخاصة السباقات الرياضية، ففي أثناء حضوري لتلك الأماكن غالباً ما أصور الأشياء الدقيقة مثل تطاير حبات التراب فمن خلال الكاميرا لدي القدرة على تصويرها ولا يمكن رؤيتها إلا بالعين المجردة، وهذه اللقطات هي ما تجعلني مختلف عن الكثير من المصورين الأخرون. أما البورترية فله طريقة خاصة في التصوير يشرح الخاصوني ذلك ويقول: «تصوير البورتريه يحتاج إلى عدسة مناسبة بحيث يكون البعد البؤري صغيراً ، ويفضل أن تكون فتحة العدسة «5.6 وما فوق»، أما وضعيات التصوير فيفضل عند التصوير النزول لمستوى الشخص حتى لا تكون هناك بعثرة جانبية عند رؤية الصورة إلى جانب وضعية الانبطاح وهذه مناسبة لتصوير الأطفال ومن بعد ذلك يمكن استخدام وضعية الانثناء على الركبة وهي وضعية مناسبة جداً للتصوير العفوي. ولتظهر الصورة بشكل جمالي ينصح الخاصوني ويقول: «في حالة البورترية يجب أن يكون الفاصل بين المصور والشخص مترين أو أكثر ، وعند تصوير الأشخاص من الأفضل تجنب الاقتناص فهذا يفقد الصورة جماليتها، ومن المستحسن عدم استخدام الفلاش المباشر مع الانتباه لوضعية الشمس أثناء التصوير فعندما تكون الشمس بشكل عمودي يؤدي إلى سواد تصف الوجه وإشراق النصف الآخر. أما بخصوص تصوير الأطفال فيفضل النزول إلى مستوى عين الطفل لتظهر الصورة تلقائية، مع تجنب التوسيط في كل الأحوال لأنه يُـفقد جمالية الصورة». بلا تخطيط أكبر خطأ أن يخرج المصور للتصوير بدون تخطيط أو تفكير. هذا ما يلاحظه الخاصوني عند البعض، ويقول: «لتحقيق أفضل الصور الجمالية والإبداعية لابد أن يكون المصور ملما وعلى دراية كافية بنوع الموضوع المراد تصويره « أشخاص - مناظر طبيعية - غروب- رياضة- بورترية» وعلى أساسها يتم اختيار العدسة المناسبة والتوقيت المناسب، كما إن الإضاءة عالم مساعد على نجاح أي لقطة فوتوغرافية، وتأتي الصورة المميزة والجميلة بحسب تنوع العدسة عن ذلك يشرح الخاصوني « العدسة الطويلة مثل ( 105 مم و 300 مم ) تعمل على تجسيم المواضيع وتقريبها، في حين أن العدسات القصيرة مثل ( 11 مم و 18 مم و 20 مم ) تقوم بعكس ذلك وتُظهر المواضيع أصغر وأبعد مما هي عليه في الواقع. باختلاف الطول البؤري. والعدسات ذات الأطوال البؤرية من (120مم -300مم ) وأكثر تصنف على أنها عدسات طويلة، لذلك كلما كانت العدسة أطول يكون بالإمكان الابتعاد عن الموضوع أكثر. ويشير الخاصوني» العدسات الطويلة جداً( 300- 400 مم ) مثالية لتصوير الألعاب الرياضية خاصة حين يكون التصوير خارج حدود الملعب في حين أن عدسة 120مم تعتبر الأفضل لالتقاط صور البورتريه». استوديو فني عشق الخاصوني لعالم التصوير وامتلاكه تلك الموهبة دفعه إلى المشاركة في بعض المعارض من أهمها كما يقول: « معرض في المنطقة الغربية ومعرض آخر للتصوير الفوتوغرافي وقد فزت بالصورة المشاركة في المعرض وحصلت على المركز الأول كأجمل صورة. وهذا الفوز يدفعني إلى أن احقق إحدى أمنياتي وهو افتتاح إستديو فني للتصوير».