هزاع أبو الريش (أبوظبي)

أكد معالي زكي أنور نسيبة، وزير دولة، أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قدم دروساً عظيمة وملهمة للعالم أجمع، فقد كان شخصية استثنائية في التاريخ المعاصر.
وقال معاليه إن ذكرى توليه، رحمه الله، مقاليد الحكم في أبوظبي، هي استدعاء للذاكرة وسيرته العطرة التي لا تزال تتردد في أرجاء الكون، لما تركته من أثر طيّب في الحياة. مضيفاً «إننا لا ننتظر ذكرى تذكرنا بمآثره طالما صورته الجليّة لا تزال حيّة في أفئدتنا وفي نفوسنا، مطبوعة في قلب كل من عاصره أو شهد المرحلة التي تشرفت بقيادته وإدارته، فسيرته أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تاريخ المنطقة، ولا تزال مساعيه الدؤوبة لتحقيق الاستقرار في محيطه الإقليمي حاضرة في نفوس العالم والناس، حيث إنه عمل جاهداً طيلة حياته على توثيق علاقات التعاون والتقارب مع شعوب العالم التي باتت مدونة على صفحات خالدة من تاريخ البشرية.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الحوارية التي استضافتها مكتبة اتحاد الإمارات بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أمس، تحت عنوان: «زايد عن قرب»، بمناسبة ذكرى تولي المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، مقاليد الحكم في أبوظبي 6 أغسطس 1966، بحضور سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز، وعدد من المسؤولين والإعلاميين والمهتمين بالجلسات التي تنظمها المكتبة.
وقال معاليه إن سمعة الشيخ زايد كرجل استطاع بناء دولة في أصعب الظروف، وأسس لمدرسة في الحكم والإدارة، جعلت العديد من المؤرخين يجمعون على عظمته كإنسان، خاصة بعد نجاحه في تأسيس دولة الاتحاد رغم المعوقات الداخلية والتحديات الإقليمية والدولية الصعبة.
وتحدث معالي زكي نسيبة عن أربعة أبعاد رئيسة ميزت شخصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وانعكست بشكل مباشر على طريقته في الحكم وفي التعامل مع كل من حوله، سواء تعلق الأمر بالمواطنين العاديين أو بالشخصيات والأحداث الدولية، وأول تلك الأبعاد هو البعد الديني العميق الذي جعل كل تصرفاته تنطلق منه، ثم البعد الإنساني الذي تجسد في عطفه على كل الضعفاء والمحتاجين، وتفاعله مع كل الأحداث الإنسانية في العالم، ليأتي بعد ذلك البعدان الأمني والقومي اللذان دفعا الشيخ زايد إلى تبني العديد من القرارات التي تصب في مصلحة الأمن الداخلي والإقليمي، والوقوف إلى جانب الشعوب العربية الشقيقة، والسعي من أجل وحدة المصير العربي.
وفي ما يتعلق بالسياسة الخارجية للشيخ زايد، أشار معالي زكي نسيبة إلى أنها استندت إلى أركان أساسية عدة، من أبرزها العمل على تقوية العلاقات مع دول الجوار من خلال حل الخلافات معها بالطرق السلمية، والعمل على نزع فتيل الخلافات العربية – العربية، وإيلاء شبه القارة الهندية اهتماماً كبيراً، فضلاً عن تحالفه مع عدد كبير من دول العالم الأخرى، وتمسكه بمبدأ قول الحقيقة والحسم في القضايا المصيرية بالتوازي مع انتهاج الوسطية والاعتدال في التعامل مع القضايا المطروحة، والتواصل البناء مع الآخرين.