سيد الحجار (أبوظبي)

تسهم الإجراءات والقوانين التي تم إقرارها مؤخراً بشأن دعم الشركات الناشئة في تكريس مكانة الإمارات وجهة رائدة وجاذبة لرواد الأعمال واستقطاب الشركات الناشئة.
وأكد مسؤولون وخبراء اقتصاديون لـ «الاتحاد» أن الفترة الأخيرة شهدت إقرار العديد من الإجراءات والقوانين التي تجعل الإمارات المكان المفضل لرواد الأعمال والشركات الناشئة، حيث تعد الدولة نقطة انطلاق هذه الشركات إلى التوسع عالمياً.
وأشاروا إلى أهمية إطلاق أبوظبي مارس الماضي منصة HUB71 لدعم المشاريع التكنولوجية الناشئة بقيمة 520 مليون درهم، كما تم الإعلان عن إطلاق صندوق استثماري بقيمة 535 مليون درهم للاستثمار في الشركات التكنولوجية الناشئة ضمن منصة HUB71، لتصل بذلك قيمة الاستثمار الحكومي المخصص لدعم المشاريع التكنولوجية الناشئة أكثر من مليار درهم.
وتباشر المنصة التكنولوجية العالمية «Hub71»، إحدى مبادرات برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية، «غداً 21»، إنهاء إجراءات تسجيل عدد جديد من الشركات، عقب انضمام 4 شركات ريادية ناشئة للمنصة يونيو الماضي.
كما أعلنت حكومة الإمارات منح تأشيرات لمدة خمس سنوات لأفضل 100 شركة عربية ناشئة، والتي تم اختيارها خلال منتدى الاقتصاد العالمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمملكة الأردنية الهاشمية أبريل الماضي.
وأكد مراقبون أن اعتماد الإمارات لنظام الإقامة الدائمة «البطاقة الذهبية» للمستثمرين، ورواد الأعمال، وأصحاب المواهب التخصصية، والباحثين في مجالات العلوم والمعرفة، مؤخراً، نقطة فارقة في مسيرة تكريس مكانة الإمارات كبيئة عمل جاذبة للمبدعين وأصحاب المشاريع الناشئة حول العالم.
كما جاء إطلاق مكتب أبوظبي للاستثمار، ودائرة المالية أبوظبي، وبنك أبوظبي الأول، مؤخراً لمبادرة ضمان الائتمان للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ليسهم في توفير حلول لأهم عقبات المشاريع الصغيرة عبر توفير فرص التمويل للشركات الناشئة، حيث تمنح هذه الآلية ضمانات تصل إلى 75% من قيمة القروض، وذلك للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها عبر جميع القطاعات، والتي تتراوح إيراداتها من 15 إلى 250 مليون درهم، والمملوكة من قبل مواطني دولة الإمارات والمقيمين، على حد سواء.
وتحتل الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى عربياً في استضافة المقار الرئيسة للشركات الناشئة بمجموع 3500 شركة، تشكل 35% من مجموع هذه الشركات بالمنطقة، كما استحوذت الدولة على 28% من صفقات الاستحواذ في المنطقة خلال عام 2018، حسب التقرير الذي أصدرته شركة «ماجنيت»، المتخصصة في رصد عمليات الاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط.

توفير الدعم
وقال محمود عدي، الرئيس التنفيذي للمنصة التكنولوجية العالمية «Hub71»، إحدى مبادرات برنامج «غداً 21»، إن المنصة تباشر حالياً إنهاء إجراءات تسجيل عدد جديد من الشركات، عقب انضمام 4 شركات ريادية ناشئة للمنصة خلال شهر يونيو الماضي، متوقعاً أن يصل عدد الشركات المسجلة بالمنصة بنهاية العام الجاري إلى 25 شركة، يرتفع إلى 100 شركة خلال 3 سنوات.
وأوضح عدي أن «هب 71» تعد إحدى المبادرات الرئيسة ضمن برنامج حكومة أبوظبي للمسرعات التنموية «غداً 21»، حيث تعمل على توفير الدعم الكامل من حيث المعيشة والمساحات المكتبية والضمان الصحي بالنسبة للشركات التكنولوجية في مراحل تأسيسها الأولية، مشيراً إلى أن الشركات التي تنقل أعمالها إلى المنصة تحصل على مزايا بشأن السكن والمكاتب والتأمين الصحي بخصومات تتراوح بين 50 و100%، وذلك حسب حجم الشركة.وذكر أن الشركات الصغيرة التي تضم 5 موظفين تحصل على دعم لمدة عامين في تكاليف السكن واستئجار المكاتب والحصول على التأمين الصحي، فيما تحصل الشركات المتوسطة التي تضم 6 إلى 25 موظفاً على دعم بنسبة 50% لمدة 3 سنوات.
ومؤخراً أعلنت «Hub71»، بالتعاون مع شركة «مبادلة للاستثمار» و«مايكروسوفت» وصندوق «سوفت بنك فيجن»، و«سوق أبوظبي العالمي» عن إطلاق مسابقة Hub71 للتوسع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي يديرها منتدى MIT لريادة الأعمال في العالم العربي، بالشراكة مع كل من شركة«الدار العقارية» ودائرة الصحة - أبوظبي، وسوق أبوظبي العالمي.
وتهدف Hub71 من خلال هذه المسابقة إلى جذب أفضل روّاد الأعمال من الشرق الأوسط، وتسريع خطط توسعهم، وذلك من خلال توفير حزم الدعم من حيث المعيشة والضمان الصحي والمساحات المكتبية وتأشيرات لروّاد الأعمال مدتها خمس سنوات.
كما تمنح المنصة لرّواد الأعمال الاستفادة من البرامج المخصصة للمؤسسات، والتمويل من شركات رأس المال الجريء والمستثمرين، بما في ذلك الدعم الذي يوفره مكتب أبوظبي للاستثمار.
وتم مؤخراً الإعلان عن الجولة الأولى للتمويل في إطار صندوق مشاريع غداً، الذي أطلقه مكتب أبوظبي للاستثمار مؤخراً، والبالغة قيمتها 50 مليون درهم للاستثمار في شركات ناشئة تتخذ من أبوظبي مقراً لها وشركات إدارة صناديق جديدة.
وتشمل المجموعة الأولى الشركتين الناشئتين «بت أُواسيس» و«لمسة»، اللتين تتخذان من منصة Hub71 مقراً لهما. كما حصلت كلٌ من شركتي «ياكوب» و«بروتندرز» التزامات بتمويلات من المنصة، ومن المقرر أن تتلقى هذه الشركات درهماً يعادل درهماً مقابل كل درهم ينفقه المستثمرون الأساسيون بها.

بيئة مثالية
بدوره، قال الدكتور صالح الهاشمي، العضو المنتدب لشركة «كريبتو لابز» والرئيس التنفيذي لشركة «ألغوريثما»، إن أبوظبي توفر بيئة مثالية تساعد المبدعين على تحقيق رؤيتهم للمستقبل، وتدعم الشركات الناشئة.
وأوضح أن شركة «كريبتو لابز» وفرت الدعم والمساندة والإرشاد لأكثر من 300 مشروع ناشئ ورائد أعمال، حيث استثمرت في المشاريع الناشئة، القائمة على التكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي، عشرات الملايين من الدراهم خلال العام الماضي، مشيراً إلى أن محفظة «كريبتو لابز» تضم حالياً أكثر من 16 مشروعاً ناشئاً ضمن برنامج حاضنة المشاريع العالمية
وقال الهاشمي إن شركة «كريبتو لابز» تأسست عام 2017 في الإمارات، كمركز للابتكار العالمي وحاضنة للمشاريع الناشئة بدعم من مجموعة أبوظبي المالية، ومنصة «500 ستارتابس» الأميركية، حيث تسعى لتذليل الصعوبات التي تواجه رواد الأعمال، وتوفير بيئة إبداعية يستطيعون من خلالها تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة».
وكانت مجموعة أبوظبي المالية كشفت خلال أكتوبر 2017 عن إطلاق صندوق استثماري بقيمة 100 مليون دولار لتمويل مشاريع حاضنة الأعمال «كريبتو لابز» في مدينة مصدر بأبوظبي، التي تم افتتاحها كحاضنة متكاملة للمشاريع، ومركز لتسريع الاستثمارات الناشئة وبيئة للعمل المشترك، موضحة أن الحاضنة ستباشر تمويل المشاريع المبتكرة بنحو 50 إلى 250 ألف دولار للمشروع.
وقال الهاشمي: «تحرص «كريبتو لابز» على تعزيز صناعة الأعمال الناشئة، والمساهمة الفعالة في تأسيس اقتصاد قائم على المعرفة، وقادر على إحداث تغيير جذري في مفهوم ريادة الأعمال، انطلاقاً من دولة الإمارات، وصولاً إلى أنحاء العالم، عبر تحويل المفاهيم والأفكار إلى الشركات الناشئة، كما تهدف الشركة إلى دعم الشركات الناشئة المحلية والدولية، وتعتزم استقبال طلبات تمويل المشاريع على امتداد مراحل تطوير المشروع المختلفة، في مقابل استثمار يتم التفاوض عليه».
وأضاف: تأكيداً لأهمية التعاون بين الهيئات الحكومية والقطاع الخاص، تضع شركة «كريبتو لابز» العديد من البرامج المبتكرة والحلول الذكية حتى تتمكن من دعمها لمساعدة دولة الإمارات التي تسعى للريادة في مجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة.
وحول دعم الأفكار المبتكرة المحلية، قال الهاشمي: «نحرص في «كريبتو لابز» على توفير منصة محلية للكشف عن الكفاءات الإماراتية الواعدة، وصقل مهاراتها، وتشجيعها على الابتكار في جميع المجالات، حيث تمّ مؤخراً بالتعاون مع (وكالة الإمارات للفضاء) إطلاق برنامج (جيوتيك للابتكار)، وشارك في هذا البرنامج نخبة من الموهوبين الذين طرحوا أفكاراً عديدة مبتكرة، والتي سيكون لها أثر ملموس عند تنفيذها عملياً».
وخلال أبريل الماضي، أعلنت «وكالة الإمارات للفضاء»، و«كريبتو لابز»، عن الفريقين الفائزين في برنامج «جيوتيك للابتكار»، حيث تنافس عددٌ من المشاريع المختلفة على مدار مراحل البرنامج، بهدف الفوز بتمويل نقدي قيمته 100 ألف درهم، يوزع بالتساوي بين الفائزين الاثنين، وتسهيلات بقيمة 500 ألف درهم على شكل خدمات ومنتجات، إضافة إلى فرصة تسريع نمو هذه الأفكار المبتكرة، وتحويلها إلى منتجات جاهزة تجاريًا، وقابلة للتطوير والتسويق.

اقتصاد رقمي
إلى ذلك، أوضح يوسف باصليب، المدير التنفيذي لإدارة التطوير العمراني المستدام في «مصدر» أن العام الحالي شهد إطلاق مدينة مصدر لمجمع «تك بارك» الذي يمثل وجهة جديدة للشركات الناشئة التي يتركز نشاطها في مجالات التكنولوجيا والاستدامة والاقتصاد الرقمي، ما يبرز دور «مصدر» في دعم الشركات الصغيرة والناشئة.
ويشكل المجمع مقراً للشركات التي تتلقى الدعم المالي والمشورة من قبل «وحدة دعم الابتكار التكنولوجي»، حيث تمثل الوحدة أول مسرعة أعمال للشركات الناشئة المتخصصة بالتقنيات النظيفة والاستدامة في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها تعتبر منصة لأنشطة البحث والتطوير، وغيرها من مجالات ريادة الأعمال ضمن هذا القطاع.
وأوضح أن إطلاق المجمع يأتي بهدف توفير الدعم للشركات الناشئة، واستقطاب المزيد من الشركات العاملة بمجال التقنيات والتكنولوجيا النظيفة، موضحاً أن المجمع استهل نشاطه بنحو 8 شركات، فيما تخطط «وحدة دعم الابتكار التكنولوجي» لاستضافة أكثر من 30 شركة ناشطة ضمن المجمع بحلول عام 2021، وذلك في إطار استراتيجيتها لاستقطاب 12 شركة ناشئة محلية ودولية سنوياً على أقل تقدير.
وأشار باصليب إلى أن مدينة مصدر تشهد كذلك استكمال إنشاء المناطق المخصصة للصناعات الخفيفة، على مساحة 20 ألف متر مربع، حيث تم مؤخراً افتتاح شركة «هانيويل» العالمية لحلول التكنولوجيا مركز «هانيويل مصدر للابتكار» بمدينة مصدر في أبوظبي الذي يركز على تبادل المعرفة لدعم مسيرة التحول الرقمي في مجالات النفط والغاز والصناعات البتروكيماوية والبنى التحتية في دولة الإمارات، ويستعرض المركز مجموعة من أحدث حلول الأتمتة من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، بما في ذلك الحلول التي يجري تطويرها في الدولة، فيما يتوقع أن تستقبل المدينة عدداً جديداً من مراكز الابتكار خلال الفترة المقبلة.

تسهم في خفض التكاليف.. مبادرة تعزز تنافسية الاقتصاد الوطني
أكد رجال أعمال وخبراء أن اعتماد عدة مبادرات لدعم الشركات الناشئة، خلال العام الحالي يسهم في تحسين بيئة الأعمال وخفض تكلفتها، وتعزيز جاذبية وتنافسية الاقتصاد الوطني.
وأكد سند المقبالي، رئيس مجلس إدارة جمعية رواد الأعمال الإماراتيين وعضو مجلس إدارة غرفة أبوظبي، أن الفترة الأخيرة شهدت إطلاق العديد من المبادرات التي تدعم المشاريع الصغيرة، وتكرس مكانة أبوظبي وجهة رائدة للشركات الناشئة، موضحاً أن قطاع المشاريع الناشئة يعد من أكثر القطاعات المستفيدة من مبادرات تحفيز الاقتصاد.
وأشار إلى أهمية إطلاق أبوظبي خلال شهر مارس الماضي منصة HUB71 لدعم المشاريع التكنولوجية الناشئة بقيمة 520 مليون درهم، كما تم الإعلان عن إطلاق صندوق استثماري بقيمة 535 مليون درهم للاستثمار في الشركات التكنولوجية الناشئة ضمن منصة HUB71، لتصل بذلك قيمة الاستثمار الحكومي المخصص لدعم المشاريع التكنولوجية الناشئة لأكثر من مليار درهم. وأوضح أن إعلان حكومة الإمارات منح تأشيرات لمدة خمس سنوات لأفضل 100 شركة عربية ناشئة، والتي تم اختيارها خلال منتدى الاقتصاد العالمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمملكة الأردنية الهاشمية أبريل الماضي، يعزز مكانة الإمارات بيئة جاذبة للشركات الناشئة.
وأكد المقبالي أهمية اعتماد مجلس الوزراء مؤخراً لنظام الإقامة الدائمة «البطاقة الذهبية» للمستثمرين، ورواد الأعمال، وأصحاب المواهب التخصصية، والباحثين في مجالات العلوم والمعرفة، في تعزيز تنافسية الإمارات على صعيد استقطاب الشركات الناشئة. ويستفيد من قرار مجلس الوزراء عدة فئات هم المستثمرون في الاستثمارات العامّة بإجمالي استثمارات لا تقل عن 10 ملايين درهم، ويحصلون على إقامة لمدة 10 سنوات، فيما تضم الفئة الثانية (مستثمر في عقار) بشرط ألا تقل قيمة العقار عن 5 ملايين درهم، ويمنحون إقامة لمدة 5 سنوات.
أما الفئة الثالثة، فهي رواد الأعمال وتنطبق على من يمتلك مشروعاً سابقاً وناجحاً بقيمة 500 ألف درهم كحد أدنى، والحاصلون على موافقة من حاضنة أعمال معتمدة في الدولة، حيث يمنح من تنطبق عليهم شروطها إقامة لمدة 5 سنوات مع قابلية التأهل للحصول على إقامة طويلة الأمد للمستثمرين في حال استيفاء شروط فئة المستثمر.
كما يحصل أصحاب المواهب التخصصية والباحثون في مجالات العلوم والمعرفة من أطباء ومتخصصين وعلماء ومخترعين ومبدعين في مجال الثقافة والفن الذين شملهم قرار مجلس الوزراء، على إقامة لمدة 10 سنوات قابلة للتجديد، كما يحصل الطلاب المتفوقون على إقامة مدتها 5 سنوات.
وأشار المقبالي إلى أهمية مبادرة ضمان الائتمان للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتي تمنح ضمانات تصل إلى 75% من قيمة القرض، تدفع للبنك في حال تخلفت الجهة المقترضة عن السداد، ما يشجع البنوك على توفير التمويل للشركات الصغيرة، ويضع حلولاً لأهم العقبات التي تواجه أصحاب المشاريع الناشئة. وأوضح المقبالي أن الأشهر الأخيرة شهدت صدور العديد من القرارات لتقديم المزيد من الإعفاءات وتسهيل إجراءات الاستثمار، ما يدعم فرص تأسيس المزيد من المشاريع الناشئة، منها صدور قرار المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي نهاية العام الماضي بإعفاء جميع الرخص الاقتصادية الجديدة في الإمارة من جميع الرسوم المحلية لمدة عامين، بدءاً من تاريخ صدور الرخصة، فضلاً عن إعفاء وخفض رسوم 98 خدمة أساسية من خدمات بلديات أبوظبي المترتبة على القطاع الخاص، كما اعتمد مجلس الوزراء مؤخراً قراراً بتعديل وإلغاء حزمة من الرسوم لخدمات بعض الجهات الاتحادية، يشمل تعديل أو إلغاء رسوم أكثر من 1500 خدمة حكومية في كل من وزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد ووزارة الموارد البشرية والتوطين، موضحاً أن مثل هذه القرارات تشجع على تأسيس المزيد من الشركات الناشئة. وأعلنت وزارة الاقتصاد مؤخراً إلغاء وتخفيض الرسوم المطبقة على 110 خدمات وغرامات من أصل 235 رسماً تطبقها وزارة الاقتصاد، حيث تم إلغاء رسوم 102 خدمة، وتخفيض رسوم 8 خدمات.
من جانبه، أشار علي بن يحيى، الرئيس التنفيذي لشركة نطاق للحلول الإلكترونية إلى أهمية إعلان حكومة أبوظبي مؤخرا عن مبادرات جديدة، ضمن برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية «غداً 21»، في تعزيز مساهمة الشركات الصغيرة والناشئة في التنمية.
وأوضح أن إطلاق مكتب أبوظبي للاستثمار، ودائرة المالية، وبنك أبوظبي الأول، مبادرة ضمان الائتمان للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، يسهم في توفير فرص التمويل للشركات الناشئة، مؤكداً أن منح ضمانات تصل إلى 75% من قيمة القروض، والتي تدفع للبنك في حال تخلفت الجهة المقترضة عن السداد، يشجع البنوك على توفير التمويل للشركات الصغيرة. ويوفر قرض النمو الخاص بالشركات الصغيرة والمتوسطة فرص تمويل أكثر سهولة للشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في أبوظبي، من خلال توفير ضمان ائتمان مقدم من حكومة أبوظبي لبنوك أبوظبي. وتمنح هذه الآلية ضمانات تصل إلى 75% من قيمة القروض، والتي ستُدفع للبنك في حال تخلفت الجهة المقترضة عن السداد، وبالتالي تقدم ضماناً للبنوك لتأمين مستوى معين من الإقراض في السوق. ويدار برنامج تقاسم المخاطر المدعوم من الحكومة من قبل مكتب أبوظبي للاستثمار ويشغّل من قبل بنك أبوظبي الأول، وستنضم البنوك الأخرى إلى البرنامج خلال العام المقبل. ويتاح قرض النمو الخاص بالشركات الصغيرة والمتوسطة للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها عبر جميع القطاعات، والتي تتراوح إيراداتها من 15 إلى 250 مليوناً، والمملوكة من قبل مواطني دولة الإمارات والوافدين، على حد سواء.

مسؤولون بشركات ناشئة: أبوظبي حاضنة للمبتكرين
أكد مسؤولون بشركات ناشئة أن أبوظبي تمضي بوتيرة متسارعة لتصبح وجهة لتحقيق النمو، وتمكين المبتكرين وأصحاب الأفكار المتميزة من تحويل أفكارهم إلى واقع، وذلك بفضل ما توفره من بنية تحتية متميّزة ودعم، ما يسهم في استقطاب المزيد من الشركات الناشئة الريادية إلى أبوظبي بما تمتلكه الإمارة من تقنيات تسهم في إحداث نقلة بالقطاعات والصناعات المتنوعة.
وأعلنت منصة «Hub71»، إحدى مبادرات برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية «غداً 21»، خلال شهر يونيو الماضي انضمام 4 شركات ريادية ناشئة قررت نقل معظم قدراتها الهندسية إلى المنصة في أبوظبي، وهي«بت أُواسيس»، وتعد أكبر منصة لتداول الأصول الرقمية في الشرق الأوسط، وتطبيق«لمسة» لتعليم اللغة العربية، وشركة «سوركوس» إحدى منصات التسوق التجريبية في مجال التكنولوجيا، وشركة «بيزات»، وهي منصة الحلول السحابية للتأمين وإدارة الموارد البشرية.
وسوف تشكّل هذه الشركات المجموعة الأولى من الشركات الناشئة المقرر أن تنضم إلى منصة Hub71 والتي ستستفيد من حوافز الدعم التي تتيحها المنصة. وتشمل هذه الحوافز توفير الدعم من حيث المعيشة والمساحات المكتبية والتأمين الصحي لمؤسسي الشركات الناشئة والموظفين العاملين فيها، وتهدف حُزم الدعم إلى تخفيف العبء على الشركات ومساعدتها على استثمار رأس المال المتوفر لديها في التوسع بأنشطتها واستقطاب الكوادر ذات الكفاءات العالية في المجال الهندسي. وقالت علا دودين، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لـ«بت أُواسيس»: انضمامنا لمجتمع الشركات الناشئة المتنامي ضمن Hub71، يوفر منصة متميزة للتوسع ويضيف قيمة لأعمالنا، وباعتبارنا إحدى شركات التكنولوجيا المبتكرة في بناء الهيكل الأساسي في مجال الخدمات المالية، فإننا نقدّر أهمية التعاون مع شركاء يدركون احتياجاتنا التقنية، ويدعمون خططنا للتوسع عالمياً. وأشارت دودين إلى تخطيط«بت أُواسيس»، التي تأسست في عام 2015 لدخول أسواق جديدة مثل المملكة العربية السعودية، وإطلاق أولى منتجاتها من العملات الإلكترونية من خلال انضمامها إلى منصة Hub71.
من جهته، قال بدر ورد، الرئيس التنفيذي لـ«لمسة»: نرغب أن نكون المنصة التعليمية الرائدة لتعليم اللغة العربية للأطفال عالمياً، ونسعى لتنفيذ استراتيجيتنا للنمو على الصعيد العالمي انطلاقاً من منصة Hub71 التي تتيح لنا فرصة التعاون مع أصحاب العقول المبتكرة من جميع أنحاء العالم.
أما «سوركوس» التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها وتُعتبر أكبر منصة تسويق تجريبية من حيث القدرات على مستوى العالم، فلديها خطط نمو طموحة للتوسع في أسواق آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.
وأضاف ستيفن جورج، الرئيس التنفيذي لـ«سوركوس»: حصولنا على الموافقة للانضمام إلى منصة Hub71، يمنحنا ثقة كبيرة من حيث خططنا لتوسيع أعمالنا في المنطقة، حيث تمضي أبوظبي في مسيرتها لأن تصبح مركزاً تكنولوجياً عالمياً وتحتضن الشركات الناشئة العالمية لتتخذ من الإمارة مقراً لعملياتها، كما سنستفيد في الوقت نفسه من الدعم الذي ستوفره منصة Hub71 من حيث البنية التحتية المتميزة والإطار التنظيمي المرن والتشريعات ذات الصلة، فضلاً عن مستوى المعيشة المتميز، وهي العوامل التي تؤكد التميز الفائق للمنصة والتي شكّلت جميعها حوافز لنا للانتقال بعملياتنا إلى Hub71. ونتطلع إلى تحقيق طموحاتنا من خلال العمل ضمن المنصة التي تمتلك فريق عمل يعمل بجهد في تعزيز قدراتها».
وبالنسبة لـ «بيزات»، فهي شركة تكنولوجيا مقرها دولة الإمارات العربية المتحدة، وتوفر الشركة منصة سحابية تقوم بتشغيل عمليات التأمين وإدارة الموارد البشرية والرواتب والميزات لصالح الشركات الصغيرة والمتوسطة دون تكلفة. وتستخدم «بيزات» أحدث تقنية في هذا المجال، حيث تلتزم بتوفير تجربة عالمية الطراز لإدارة شؤون العاملين لهذه الشركات.
وقال طلال بياع، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لـ «بيزات»: متحمسون للمساهمة في تعزيز مجال الابتكار واقتصاد المعرفة في أبوظبي، وفي الوقت الذي تمضي «بيزات» في المرحلة الثانية لنمو عملياتها، فإن توسعنا في Hub71 شهادة من جانبنا على الثقة في المنصة، سواء من حيث التزامها بدعم شركات التقنية على امتداد دورة نشاطها بالكامل، وتوفير قيمة وقدرات راسخة ومتميزة لها.
وتجدر الإشارة إلى أن أبوظبي تمضي بوتيرة نمو سريعة بحيث أصبحت الوجهة المفضّلة لشركات التكنولوجيا الناشئة، مدعومة بما توفره منصة Hub71 من حزم تحفيزية وشركاء تسريع أعمال عالميين، وهم «تيك ستارز» و«ستار بيرست» وشراكة «بلق آند بلاي» مع «سوق أبوظبي العالمي». ومن خلال الشراكات الاستراتيجية التي تعقدها Hub71 وشبكة المستثمرين والاستفادة من صنّاع السياسات والجهات التنظيمية، فإن المنصة تحظى بمكانة فريدة تتيح للشركات المسجّلة بها تحقيق النجاح بالمنطقة وعلى امتداد أسواق العالم. ومن المقرر فتح باب تقديم الطلبات للانضمام إلى منصة Hub71 في شهر سبتمبر 2019.