ارتفعت مبيعات قطع الغيار في الدولة بنحو 12% خلال العام 2009 مقارنة بالعام 2008 مقابل تراجع مبيعات السيارات الجديدة بنحو 30%، بحسب عاملين في تصنيع وبيع قطع الغيار. وأرجع هؤلاء ارتفاع المبيعات إلى تزايد رغبة المستهلكين في رفع كفاءة سياراتهم المستعملة عوضاً عن شراء سيارات جديدة في ظل التحديات الاقتصادية والتمويلية المصاحبة للأزمة الاقتصادية. وقالوا إن مبيعات قطع غيار السيارات واصلت التحسن والارتفاع خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، حيث سجلت زيادة في المبيعات بنسبة تتراوح بين 15% و20% مقابل ارتفاع مبيعات السيارات الجديدة بنسبة لا تتعدى 5% خلال الفترة. وأكدوا أن شركات تصنيع وبيع قطع الغيار استفادت من تراجع مبيعات السيارات الجديدة منذ بداية الأزمة المالية العالمية. وقال بدر إبراهيم الحسامي مدير المبيعات والتسويق في الشرق الأوسط في “ايه سي ديلكو” الوحدة المتخصصة في تصنيع قطع غيار السيارات التابعة لجينرال موتورز لـ”الاتحاد” إن مستخدمي السيارات في الإمارات وباقي الدول أصبحوا أكثر وعيا وإدراكا لأهمية إجراء الصيانة اللازمة لمركباتهم في المواعيد المقررة. وأرجع الحسامي تنامي الوعي العام بجداول الصيانة إلى رغبتهم في إطالة عمر المحرك والسيارة والحفاظ على كفاءة أدائها بوجه عام نتيجة تشككهم في القدرة على شراء سيارة جديدة في ظل الظروف التي أحدتها الأزمة المالية العالمية. وقال إن العديد من العوامل الاقتصادية والسيكولوجية أسهمت في زيادة المتوسط العام لمدة احتفاظ الفرد بالسيارة في منطقة الشرق الأوسط، وذلك نتيجة صعوبات التمويل واتجاه الأفراد إلى تقليص نفقاتهم الاستهلاكية بوجه عام. وأضاف الحسامي: أسهمت الأجواء الاقتصادية التي أفرزتها الأزمة المالية العالمية في زيادة مبيعات قطع الغيار بما فيها البطاريات والفلاتر والمكابح والأجزاء الميكانيكية للمحرك وغيرها قطع الغيار التي تستخدم لمدد محددة. وأشار الى أن مبيعات شركة “أية سي ديلكو” في منطقة الشرق الأوسط في الشرق الأوسط زادت بنسبة 12 % خلال العام 2009 لافتاً إلى مبيعات الشركة من قطع الغيار المختلفة واصلت التحسن خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الحالي حيث زادت بنسبة 15% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وأوضح الحسامي أن شركة “أيه سي ديلكو” تستحوذ على حصة سوقية في مجال البطاريات تصل إلى نحو 40 في منطقة الشرق الأوسط حيث حققت الشركة مبيعات بلغت نحو 3.7 مليون وحدة بقيمة 134 مليون دولار خلال العام 2009 استحوذت السعودية على نحو 50 % فيما بلغت حصة الإمارات نحو 15%. ومن جانبه، قال ستيفن جيتويز مدير المبيعات في شركة “كيه ايه تي” الألمانية المتخصصة في قطع غيار السيارات إن مبيعات الشركة في المنطقة ارتفعت خلال الأربعة أشهر الأولى من العام 2010 بنسبة تتراوح بين 15 % و20% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وقال جيتويز إن مبيعات قطع غيار السيارات كانت الأقل تأثراً بتداعيات الأزمة المالية العالمية مقارنة بمبيعات السيارات الجديدة التي تراجعت خلال العام 2009 بنسبة تصل إلى نحو 30% عالمياً متوقعاً إن تواصل المبيعات ارتفاعها خلال الفترة المتبقية من العام الحالي لتسجل نسبة نمو إجمالية تتجاوز 20% بنهاية العام. وأشار إلى أن الإمارات تعد مركزاً إقليمياً لإعادة تصدير قطع غيار السيارات لباقي دول المنطقة مقدراً حجم السوق المحلى بنحو ملياري دولار خلال العام 2009. مشيراً الى أن شركات بيع وتصنيع قطع غيار السيارات تمتلك آفاقا واعدة للنمو في منطقة الشرق الأوسط بوجه عام ودول الخليج على وجهه الخصوص نتيجة التغير الكبير في سلوك مستخدمي السيارات في المنطقة وزيادة اهتمامهم بالصيانة الدورية واستبدال قطع الغيار اللازمة لإطالة عمر المركبة في الوقت الذي زاد فيه تحفظ الإفراد على شراء السيارات الجديدة. وأضاف أن أهم الدول الموردة لقطع غيار السيارات للإمارات هي اليابان وبريطانيا وألمانيا فيما تعد باقي دول مجلس التعاون الخليجي في صدارة الدول التي يتم إعادة التصدير إليها وخاصة السعودية والكويت. وأكد جيتويز أن شركات قطع الغيار الألمانية والأوروبية استفادت مؤخراً من انخفاض سعر اليورو مقابل الدولار والين الياباني، حيث أصبحت قطع الغيار الأوروبية أكثر قدرة على التنافس ولديها فرصة لزيادة حصتها السوقية في منطقة الشرق الأوسط خاصة أن المنتجات الأوروبية تتمتع بالجودة والكفاءة الفائقة في هذا المجال. ومن جانبه، قال ايبـل زونج مديــر المبيــعات بشركة وينبو المتخصصة في تصنيع قطع غيار السيارات والكماليات “الإكسسوارات” انه في الوقت الذي حققت فيه مبيعات الشركة من قطع الغيار المختلفة نموا بنسبة تقدر بنحو 20 % منذ بداية الأزمة المالية العالمية تراجعت مبيعات الكماليات بنحو 30%. وقال إن أسعار قطع غيار السيارات تراجعت بنسبة تتراوح بين 5و7% خلال العام 2009 مقارنة 2008 بسبب عدة عوامل منها انخفاض سعر البترول وتكاليف التشغيل والشحن التي قلصت الى حد بعيد تكاليف الاستيراد والتصدير والتوزيع والنقل. وتشمل قطع غيار السيارات جميع أجزاء المحركات، ومكونات القيادة وهياكل السيارة، والمجموعات الإلكترونية والكهربائية ومعدات خدمات المركبات والإصلاح بالإضافة إلى الإطارات، البطاريات ونظم الأداء. وفي المقابل ارتفعت مبيعات السيارات في الدولة خلال الربع الأول من العام الجاري بنسبة 5% مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي ليسجل القطاع أول معدلات نمو فصلية منذ بداية الأزمة المالية العالمية في الربع الأخير من عام 2008.