كشفت دراسة حديثة أن تقليل تناول الصوديوم يحفظ حياة الآلاف، ويقلل نسبة التعرض لعدد من المشكلات الصحية ويوفر المال، فمتى يقوم أصحاب المطاعم والصناعات الغذائية بأخذ الأمر على محمل الجد ويقللوا من الملح؟ أفاد باحثون في دراسة نشرت نتائجها في مجلة “ذا أميركان جورنال أوف هيلث بروماوشن” أن الولايات المتحدة الأميركية كان بإمكانها تفادي تعرض 11 مليوناً من الأميركيين إلى ارتفاع الضغط، وتوفير 18 مليار دولار من المصاريف الطبية العلاجية، وإضافة 312000 سنة إلى حيواتنا الجماعية من خلال التقليل من استهلاك الصوديوم من كمية 3.300 ميليجرام يومياً إلى ما لا يتجاوز 2.300 ميليجرام يومياً. وفي دراسة أخرى حول الموضوع ذاته نشرت في مجلة “نيو إنجلند جورنال أوف ميتسين”، خلص باحثون إلى أن خصم 1.200 ميليجرام من الصوديوم من أنظمتنا الغذائية بشكل يومي كان كفيلاً بوقاية ما مجموعه 120000 حالة من الإصابة بأمراض القلب والشرايين، و66000 من الجلطات، و99000 من السكتات القلبية، وتقليل عدد الوفيات السنوية بعدد 92000، ووجدت هذه الدراسة أن المدخرات المالية التي كان من الممكن جمعها تصل إلى 24 مليار دولار، وأن عدد سنوات أعمار الأميركيين التي يتسبب الملح في خسارتها تقدر بـ392000 سنة. قد يصعب على دماغ الإنسان استيعاب هذه الإحصاءات، ولتبسيطها أكثر وتوعية الناس بها قام باحثون من كلية الطب بجامعة ستانفورد بإجراء تحاليل مقارنة لنتائج مختلف الدراسات التي تمت حول استهلاك الملح، وقد استخدموا نموذجاً حاسوبياً لتقدير ما سيحدث لو أن المستهلكين وصناع الغذاء الأميركيين اتبعوا نفس نهج الحملة البريطانية للتقليل من استهلاك الملح، فخلصوا إلى أنه ينبغي على الأميركيين البالغين من العمر ما بين 40 و85 سنة أن يقللوا استهلاكهم بنسبة 9.5% فيتفادى المجتمع بذلك فقدان 513885 شخصاً بسبب الجلطات، و480358 آخرين بسبب السكتات القلبية، وقدر هؤلاء الباحثون قيمة مدخرات نظام الرعاية الصحية في هذه الحالة بأكثر من 32 مليار دولار، ومن بين التوصيات التي خلص إليها هؤلاء الباحثون نصح صناع الغذاء ومورديه بتقليل نسبة الملح التي يضعونها في الأطعمة والمواد الغذائية وطلب السلطات الصحية والغذائية بالدولة تحمل مسؤوليتها من خلال وضع قوانين تلزم الصناع والموردين بكميات الملح المسموح بوضعها في الأطعمة ومعاقبة كل من يخالف ذلك. عن “لوس أنجلوس تايمز”