عمر الحلاوي (العين)
اختتمت أمس فعاليات برنامج «رمسة» التدريبي التعليمي في مدينة العين، والمتمثل في احتضان عائلات إماراتية 10 طلاب جانب من بلغاريا وكوريا وروسيا والأورغواي وأميركا وأستراليا والصين والبرازيل وفنلندا، لتعلم اللهجة المحلية ضمن البرنامج الذي استمر 18 يوما، وجاء بعد انتهاء الطلاب من تعلم اللغة العربية الفصحى لمدة عام ونصف.
وتضمنت فترة التدريب مساقات مكثفة للهجة العامية الإماراتية والأمثال المحلية والثقافة والعادات والتقاليد الإماراتية، في مركز القطارة للفنون بمدينة العين عبر برنامج متكامل مصمم لتعليم اللهجة الإماراتية يتكون من 4 كتب ألفها ويدرسها ناصر محمد أسليم أستاذ أول لغة عربية بجامعة نيويورك أبوظبي، حيث تزامن التدريب المكثف مع برنامج الاحتضان العائلي مع الأسر الإماراتية.
وشارك الطلاب الأجانب تلك الأسر الأنشطة الاجتماعية والأسرية المختلفة وتحدثوا خلالها بالعامية الإماراتية وتعرفوا علي الحياة الإماراتية اليومية والأنشطة المحلية حيث ارتدوا الزي التقليدي وتناولوا المأكولات المحلية المختلفة وتجاذبوا أطراف الحديث مع الأسرة في المجالس ولم يكن يسمح لهم الحديث إلا باللهجة الإماراتية.
وتتيح جامعة نيويورك أبوظبي لجميع الطلاب الأجانب والمعلمين والموظفين لديها الانضمام مجانا لبرنامجي تعلم اللغة العربية الفصحى و«رمسة» لتعلم اللهجة العامية الإماراتية مجاناً، وذلك في إطار التواصل مع المجتمع المحلي ومنح الطلاب فرصة نادرة لتعلم اللغة والثقافة الإماراتية التي تفتح لهم آفاقا مستقبلية بعد تخرجهم من الجامعة ودراستهم تخصصات أخرى أساسية مع تعلم اللغة العربية.
وقال الطالب هودريكو من البرازيل إنه بدأ تعلم اللغة العربية منذ عام ونصف ثم انضم إلى برنامج «رمسة»، لافتاً إلى أنه متحمس للتحدث باللغة العربية وكانت تجربة فريدة أن يعيش مع أسرة إماراتيه مثل ابنهم.
وعبر الطالب هنري روبت من أستراليا الذي يدرس الفيزياء عن فرحته العارمة بتعلم اللهجة الإماراتية، مشيراً إلى أن ذلك يساعده في العيش والعمل بدولة الإمارات وفي التواصل مع المجتمع، كما يكسبه خبرات إضافية وهي فرصة نادرة، مؤكداً أن اللغة العربية جميلة برغم صعوبة تعلمها في البداية وهي لغة موسيقية تتضمن الأوزان وتشبه إلى حد كبير مادة الرياضيات، لافتاً إلى أنه كان لديه صورة نمطية عن اللغة العربية بأنها عبارة عن تكرار لحرف «الخاء».
واعتبرت الطالبة دانيلا من روسيا أن تجربة الأسر الإماراتية الحاضنة كانت رائعة وشعرت براحة كبيرة، حيث تم استقبالها كأنها جزء من العائلة ما يدل على الكرم الإماراتي وتعلمت في تلك الفترة القصيرة أشياء كثيرة عن الثقافة والتقاليد بالإضافة للهجة الإماراتية.
ومن جانبها قالت كارول براند نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي إن برنامج تعلم اللغة العربية واللهجة الإماراتية يساهم في ربط الجامعة بالمجتمع المحلي واكتساب الطلاب المنتمين للبرنامج مهارات جديدة وتجربة عظيمة لمعرفة لغة جديدة، وجميع الطلاب بعد تخرجهم من البرنامج يجيدون التحدث باللغة العربية ويقدرون الثقافة المحلية التي أثرت فيهم.
إلى ذلك قال ناصر محمد أسليم الأستاذ المشرف على البرنامج إن الطلاب يتعلمون من 4 كتب، كتاب رمسة للهجة الإماراتية المحلية، وكتاب الأمثال الشعبية الإماراتية، وكتاب الأفلام الإماراتية وكتاب «يلا نرمس»، ومن خلال التطبيق الفعلي للبرنامج يدرس الطلاب من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهراً ثم يبدؤون أنشطة تتعلق بالدراسة مثل زيارة الأسواق والمناطق السياحية.ولفت إلى أن البرنامج نجح في تخريج 70 طالبا ينتمون إلى أكثر من 20 دولة.