اجتماع للحكومة العراقية في كركوك والأكراد يعتبرونه استفزازاً
بغداد (الاتحاد) - أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن حل مشكلة كركوك لا يتحقق بالقوة والإملاءات، وذلك في جلسة لمجلس الوزراء عقدها في محافظة التأميم وسط إجراءات أمنية مشددة، واعتبرها إقليم كردستان العراق خطوة استفزازية، مطالباً المالكي بسحب كتيبة مدفعية تابعة للجيش العراقي سبقت دخوله إلى كركوك. فيما اتهم رئيس القائمة العراقية أياد علاوي مجدداً المالكي بالتفرد بالقرار، مهدداً مرة أخرى باستبداله. ووصف المالكي كركوك بأنها “مدينة جميع العراقيين وعراق مصغر لجميع المكونات، ويصدق عليها القول إنها عراقية بمكوناتها”. ودعا الإدارة المحلية إلى “جعل جميع الأطياف السياسية شركاء في القرار”.
وكان المالكي وصف أمس قبيل مغادرته بغداد إلى كركوك، الأزمة السياسية الراهنة بـ”المصطنعة”. وقال خلال استقباله في مكتبه ببغداد شيوخ محافظة نينوى إن “ما يحصل من أزمة في البلد هي أزمة مصطنعة ومصدرها من الخارج، لذلك نقول إن أي خلاف أو اختلاف يجب معالجته عبر طاولة الحوار وإيجاد الحلول بموجب الدستور الدائم”.
من جهته، قال النائب شريف سليمان عن الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني، إن “زيارة المالكي إلى كركوك خطوة استفزازية للإقليم، كونها تأتي في ظروف حساسة جداً يعيشها البلد”، مشيراً إلى أن “المالكي ليست لديه النية الصادقة للاطلاع على أحوال العراقيين في كركوك”. وأضاف سليمان أن “المالكي يريد من هذه الزيارة إيصال رسالة استفزازية لإقليم كردستان وشركائه في العملية السياسية، لكن الزيارة ستؤدي إلى رفع وتيرة التصعيد بين الكتل السياسية”.
وطالبت كتلة التحالف الكردستاني المالكي بسحب كتيبة مدفعية تابعة للجيش العراقي استبقت وصوله إلى كركوك. وقال القيادي في الكتلة خالد شواني إن “التحالف الكردستاني يطالب وزارة الدفاع العراقية ومكتب القائد العام للقوات المسلحة بضرورة سحب كتيبة المدفعية التي وصلت مؤخراً إلى كركوك”.
وأكد شواني أن “تحريك كتيبة مدفعية من بغداد إلى كركوك يجب أن يتم بالتشاور بين الحكومة الاتحادية والإدارة المحلية لكركوك”، معتبراً أن “بقاء هذه الكتيبة في مكانها الحالي سيؤدي إلى حدوث توتر”. ودعا إلى “عدم استخدام الجيش لحسم الخلافات السياسية التي تحدث بين الإقليم والمركز”، وشدد على “ضرورة تهدئة الأوضاع وعدم اللجوء إلى لغة العنف والقيام بنشاط عسكري في تلك المناطق”.
واتهم علاوي المالكي، بـ”التفرد بالقرار السياسي” في البلد. وقال في حديث تلفزيوني لإحدى القنوات الفضائية “الآن توقفت الشراكة الوطنية بالكامل، وهذا يؤدي إلى مخاطر جمة وكبيرة”.
ورد ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي بطرح ثلاثة خيارات للخروج من الأزمة السياسية. وقال مصدر من داخل الائتلاف إن الأخير اقترح على التحالف الوطني الذهاب إلى اجتماع وطني والحوار المباشر، أو تشكيل حكومة غالبية سياسية، أو إجراء انتخابات مبكرة.