تتصدر خدمة التراث المحلي ونشره بين صفوف الإماراتيين والمقيمين والسائحين، أهداف “مركز الحرف اليدوية” التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث. ولأن المركز يتطلع إلى إيصال تراث الدولة إلى كل بقاع العالم، لم يعد يقتصر إنتاجه على منتجات الحرف اليدوية الثلاث “السعفيات، السدو، التلي”، بل أدخل مجموعة من المهن لها طابع تراثي وتتناغم مع العصر الحديث، من بينها الفخاريات وقطع الأزياء النسائية الشعبية والحقائب والبخور والعطور وغير ذلك، خاصة مع التطوير الذي طرأ على المركز بعد انتقاله إلى مقره الجديد في المسرح الوطني. تقول صافية القبيسي- مديرة المركز: “نواصل سعينا لنشر تراثيات الدولة في مجال الحرف النسائية القديمة التي يوفرها القسم في مجالات “السدو، السعفيات، التلي”، ولأننا نحرص على تنشيط وتشجيع الحرف التراثية، طرحنا بل عززنا خط إنتاج الأزياء المحلية والحناء والمواد العطرية والفخاريات ولوازم أخرى مساندة”. وتقترب القبيسي من العاملات في المركز تسألهن عن سير العمل قبل أن توجه كلامها لنا قائلة: “في هذا البهو تنتشر أجهزة معدنية وخشبية وغير ذلك من أدوات ومستلزمات أداء الحرف النسائية التراثية، فيما تجلس مجموعة من النساء كل منهن تعمل على آلتها اليدوية الصنع لتنجز سعفيات من الخوص، أو أحزمة وشرائط “التلي”، أو منتجات صوفية “السدو”. وثمة عاملات ينجزن أثواب وبراقع وشيلات “الأزياء المحلية”، أو مزيج المواد العطرية والحناء. لكننا لا نكترث كثيراً بالمقابل المادي، فنحن لسنا مؤسسة ربحية وهذا ما تؤكده أسعار منتجاتنا التي لا تكاد تغطي قيمة المواد الخام، فخدمة التراث ونشره بين صفوف الناس غايتنا”. وتنشغل 16 إماراتية ما بين سيدة وفتاة في إنجاز ما يوكل إليهن من أعمال يدوية في تلك الحرف التراثية، فيما تشيد القبيسي بعملهن وتلفت إلى براعتهن على اختلاف فئاتهن العمرية، وتقول القبيسي في ذلك: “حرصاً على جودة المنتج نقوم بتقييم أداء العاملات الصغيرات وطرق إنجازهن للقطع المشغولة خاصة أننا نشارك بمنتجاتنا في المعارض والمهرجانات الدولية داخل الدولة وخارجها. حيث جذب المركز شابات يتدربن على صناعة “الكاجوجة وأعمال التلي والحياكة والسدو والمواد العطرية”، ويضعن عليها إضافاتهن ولمساتهن المعاصرة دون أن يفقدنها أصالتها ورونقها. حيث ينتجن يومياً عشرات القطع، وأهمها المنتجات الحديثة من الكنادير والبراقع والشيلات والمواد العطرية والحناء والحقائب القماشية وغيرها من قطع الهدايا للتسويق المحلي وللمشاركات الخارجية، ومنها لاستمرارية إنتاج القسم الذي يشعر العاملات بأهمية عملهن ويحفزهن على مزيد من العطاء والابتكار”. إلى ذلك يحرص المركز على توفير قطع من منتجاته تلك بأحجام صغيرة بهدف توفير مجسمات وهدايا تذكارية للزوار. إذ يرغب السياح من كل جنسيات العالم في اقتناء بعض تفاصيل أو قطع ترمز إلى تاريخ وتراث الدولة ليصحبونها معهم إلى الأهل والأصدقاء.