لم يتنفس السودان الصعداء وحده فقط بعد توقيع المجلس العسكري وائتلاف المعارضة بالأحرف الأولى على الإعلان الدستوري لتنظيم الفترة الانتقالية الممتدة إلى ثلاث سنوات، بل ومعه كل الدول التي تريد السلام والاستقرار لبلد عانى كثيراً خلال حقبة حكم عمر البشير و«الإخوان».
الاتفاق لم يكن سهلاً في ظل ما شهده السودان من محاولات لعرقلته بالدم والعنف والفوضى، لكن إصرار الطرفين على الجنوح إلى الحل بمباركة وسطاء الخير أفريقياً وعربياً، يؤكد أن هناك طريقاً للتقدم إلى الأمام، وإن كان صعباً بين الحين والآخر.
ليس هناك من اتفاق يرضي الجميع، لكن قد يقبله الجميع على قاعدة عدم الإقصاء والتهميش. والأهم أن الوثيقة الدستورية باستحقاقاتها المعلنة لتشكيل مجلس سيادة ومجلس وزراء تطوي أولى أوراق الحكم العسكري وتستبدلها بتاريخ جديد لحكم مدني يحقق حلم شعب يتوق للتحول إلى دولة مؤسسات.
طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، والشعب السوداني اختار العبور إلى الأمام بأول خطوة، وتوجيه رسالة حازمة إلى كل متربص وحاقد من أمثال قطر وشركائها، بأن الانتصار في النهاية للعقل والحكمة التي تدفع البلاد نحو الأمن والأمان.

"الاتحاد"