أبوظبي (وام)
نجح مستشفى في أبوظبي في إجراء أول عملية جراحية من نوعها لاستبدال مفصل الركبة على مستوى الشرق الأوسط يتم فيها استخدام مفصل صناعي مطلي بطبقة من سبائك مادة التيتانيوم والمعروفة بكونها توفر مستوى عالياً من المرونة والثبات للمريض أثناء الحركة والجلوس، وأصبح محمد عبدالرحمن البلوكي، وهو مواطن إماراتي في الخمسينيات من عمره يمارس حياته بشكل طبيعي بعد استعادة قدرته على الحركة بحرية.
وأجريت العملية في مستشفى هيلث بوينت، التابع لشبكة مبادلة للرعاية الصحية المتكاملة، وأجرى عملية استبدال المفصل الدكتور راشد آل شعيل، استشاري جراحة وتقويم المفاصل وإعادة ترميمها بعد الإصابات الرياضية.
وأكدت الدكتورة مي أحمد الجابر، المدير الطبي في مستشفى هيلث بوينت إن «هيلث بوينت» ومرافق مبادلة للرعاية الصحية تلتزم بتقديم خدمات رعاية صحية عالمية المستوى، إلى جانب تطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجال الرعاية الصحية، وذلك للحد من حاجة سكان الإمارات للسفر إلى الخارج لتلقي الخدمات العلاجية.
وعبّرت عن فخرها بإجراء هذه الجراحة النادرة على مستوى الركبة في «هيلث بوينت»، من خلال تقديم كافة أشكال الدعم للأطباء المحترفين في المجتمع، وتمكينهم من الاستفادة من أحدث التجهيزات والخبرات الطبية المتوافرة بالمستشفى، موضحة أن هذا النوع من العمليات الجراحية للركبة كان متاحاً فقط في أميركا الشمالية، وذلك على الرغم من أن تصميم الأطراف الاصطناعية ظل موجوداً منذ حوالي 20 عاماً.
ومن جهته، قال الدكتور آل شعيل: «كان هذا النوع من الأطراف الاصطناعية في السابق متاحاً فقط في الولايات المتحدة وكندا، لذا أشعر بالفخر لكوني أول جراح في الشرق الأوسط يستخدم هذا المفصل في عملية جراحية ناجحة».
إن هذا النوع من العمليات الجراحية سيحدث فرقاً كبيراً في حياة المرضى لا سيما وأنها تساعد الأفراد على ممارسة حياة طبيعية واستعادة عافيتهم ومستوى النشاط والحركة الذي كانوا يتمتعون به قبل تضرر مفصل الركبة».
ونوه إلى أن التصاميم السابقة للركبة الاصطناعية كانت تمنح المريض إما مستوى جيداً من الثبات ولكن بحركة محدودة، أو بنشطة حركية جيدة ولكن بمستوى ضعيف من الثبات، أما عملية استبدال مفصل الركبة المحوري الجديد، فتمكن المريض من اكتساب مستوى عالٍ من الحركة والثبات الكامل وذلك خلال فترة زمنية قصيرة من تاريخ الجراحة مقارنة بزراعة الركبة التقليدية.
ووفقاً للدكتور آل شعيل، فإن مفصل الركبة الاصطناعي مزود بطبقة من نيتريد نيوبيوم التيتانيوم، والتي تخلق طبقة واقية ضد الإفراز المحتمل للأيونات المعدنية الشائعة التي تنتج عن عمليات الزراعة التي تستخدم مواد «الكروم كوبالت»، ويعد ذلك أمراً مهماً بشكل خاص للمرضى الذين يعانون حساسية المعادن.
ويساعد التصميم المحوري الدقيق للمفصل الاصطناعي الذي استخدم في العملية الجراحية في جعله أكثر مرونة مقارنة بعمليات الزرع التقليدية، من خلال توفيره حركة تشريحية أفضل ومستوى عالياً من الثبات عند ثني الركبة هذا إلى جانب الخصائص الأخرى التي تحد من التآكل. وتابع الدكتور آل شعيل: «لقد أثبت الدراسات والتجارب أن هذا النوع من المفاصل الاصطناعية للركبة يمكن أن يدوم لفترة طويلة مع فترة صلاحية مثبتة تمتد لما يقارب الـ 20 عاماً».