شروق عوض (دبي)

حولت وزارة التغير المناخي والبيئة، الحديقة الواقعة في حرمها بمنطقة الروية في دبي إلى بستان من الزهور والنباتات يضم أكثر من 100 نوع من النباتات المحلية في الدولة، مثل أشجار (السمر، الغاف، السدر، الشوع، الفرفار، الحنة، الصباريات، اللوز، التوت، والتين) وحشائش (الليبد، الثمام، الضعي، الرغل، السنط، الحماض، الوثا، والكويثر)، وذلك لتحقيق أهداف عدة، منها تعميق الارتباط بين أفراد المجتمع ونباتاته المحلية واستدامتها بصورة تعود بالفائدة على المجتمع والبيئة معاً، وتوزيع البذور المنتجة من مزروعات الحديقة على المهتمين من الجهات المحلية والاتحادية والمجتمعية وطلاب الجامعات والباحثين في مجال علم النبات، وتحويل الحديقة في المستقبل إلى بنك لبذور النباتات المحلية وغيرها من الأهداف.
وأوضح محمد الظنحاني، مدير إدارة التنمية والصحة الزراعية في وزارة التغير المناخي والبيئة، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن حديقة الوزارة تم تأسيسها مؤخراً ضمن حرمها، وتم الإشراف على إنشائها من قبل إدارة التنمية والصحة الزراعية، وبالتعاون مع إدارات الوزارة الأخرى، كما تسعى الوزارة من خلال هذه الحديقة إلى إظهارها نموذجاً متميزاً بالمحافظة على النباتات المحلية التي تنعم فيها دولة الإمارات، والوصول بها لأن تكون موئلاً للعديد من الأنواع، بما في ذلك الطيور والحشرات والزواحف، والعمل على تحويلها في المستقبل إلى بيئة للتعليم والبحث العلمي والابتكار في مجالات التنوع الحيوي والزراعة الذكية مناخياً والبستنة المستدامة، وتعميق دورها النموذجي في تطوير نهج الزراعة التجميلية في البيئات الصحراوية باستخدام النباتات المحلية، بصورة تحافظ على الموارد المائية والتنوع الحيوي من جهة والتخفيف من التأثيرات البيئية لتلوث الهواء والتغير المناخي من جهة أخرى.
وقال الظنحاني: «إن إجمالي النباتات المحلية في دولة الإمارات بلغ ما يقارب 755 نباتاً محلياً منتمياً إلى 81 عائلة، كما تلعب دوراً مهماً في منع تعرية التربة وانجرافها، ومكافحة التصحر، ومنع زحف الرمال، وتنقية جودة الهواء، والمساهمة في امتصاص الكربون، وتلطيف جو المنطقة، وتخفيض الاحتباس الحراري، وتشكل مأوى للعديد من أنواع الكائنات الحية كالزواحف والقوارض والحشرات، بالإضافة إلى أن بعض أنواع النباتات مثل الحشائش تعتبر علفاً متحملاً للحرارة ولا يتطلب كميات عالية من الماء مقارنة بالأنواع المستوردة، والبعض الآخر يستخدم كمصدات للرياح».

عائلات النباتات المحلية
وأكد أن النباتات تختلف باختلاف البيئات الإماراتية، فبعضها لا ينمو إلا في الصحراء، وآخر في الجبال، وبعضها ينمو في مناطق متوسطة الارتفاع، وتختلف تبعاً لذلك مواعيد البزوغ والإزهار والنضج، حيث تزهر معظم النباتات في الأراضي الإماراتية خلال فترة الربيع، وأشار إلى أهم العائلات التي تنتمي إليها النباتات المحلية في الدولة منها «البقولية» وتشمل نبات «ظفرة» الذي يتوزع في (مسافي، دبا الفجيرة، الذيد، العين، والمناطق الجنوبية من الدولة مثل حتا ومصفوت)، و«الخنازيرية» وتشمل نبات «القطف» وينتشر في (وادي سيجي، وادي شويهة، جبل حفيت، مسافي، خور فكان، وحتا)، و«جار النهر» التي تشمل نبات «لسان البحر» المنتشر محلياً بالقرب من المياه العذبة الضحلة والمالحة، و«البطمية» المنتشرة محلياً في (وادي كوب، وادي البيح، ورؤوس الجبال)، و«الخبازية» وتشمل نبات «سر» وتنتشر في خورفكان، و«العجرمية» التي تشمل نبات «فريط» وتنتشر في (أبوظبي وسهل خور كلباء)، و«البختري المنكسر» وتشمل نبات «المنكسر»، و«الخشخاشية» وتشمل نبات «الديدحان» المنتشر في رؤوس الجبال، و«الفوية» وتشمل نبات «أبو كف» المنتشر في (حتا، ورؤوس جبال الدولة) وغيرها الكثير من العائلات.
وأكد محمد الظنحاني، أن الجهات المختصة وضعت استراتيجيات ومبادرات خاصة بالمحافظة على أشجار البيئة المحلية لضمان استمرارية زراعتها للأجيال القادمة، كما حددت إجراءات وخططاً تنفيذية تضمن تحقيق هذا الهدف من خلال توفير الرقابة الفعالة على هذه الأشجار لضمان حمايتها من النشاطات البشرية، والتخلص من ظاهرة الحيوانات السائبة التي تعتدي على نمو هذه الأشجار، ونقل أشجار البيئة المحلية الطبيعية والمزروعة الكبيرة المتأثرة بمشاريع البنية الأساسية والخدمات، ونقلها وإعادة زراعتها بمواقع جديدة.