خطبة الجمعة: الزكاة تعزز التكافل الاجتماعي وتقوّي المحبة والمودة بين أفراد المجتمع
دعا أئمة مساجد الدولة في خطبة الجمعة أمس إلى ضرورة أداء فريضة الزكاة مؤكدين أنّها نوع من أنواع التكافل الاجتماعي، تقوّي أواصر المحبة والمودة بين أفراد المجتمع جميعاً، وتجعل المجتمع مجتمعاً متعاطفاً متواداً متماسكاً قوياً كالجسد الواحد.
وهي تعين الفقراء في قضاء حوائجهم، وتسهم في حل الكثير من مشكلاتهم فإن من حق الفقير أن يأخذ من مال الزكاة ما يكفيه، لقوله تعالى “والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم”.
كما أكّد الخطباء على أنّ الزكاة ركن من أركان هذا الدين العظيم شرعها الله تعالى، وفرضها على المستطيعين من عباده لحكم عظيمة وفوائد كثيرة، فهي طهارة للمال، وتزكية للنفوس، وقد قال الله عز وجل “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم”، وقد أعد الله تعالى الجزاء العظيم والأجر الكبير لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، فقال سبحانه “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون” إنهم أدوا زكاتهم فاستحقوا الأمن يوم القيامة، وفازوا بجنة عرضها السموات والأرض، فهنيئاً لمن أدى الزكاة المفروضة عليه طيبة بها نفسه فنال هذا المقام الكبير والفضل العظيم في الآخرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة، من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن، وصام رمضان، وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا، وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه، وأدى الأمانة”.
ولفت أئمة مساجد أبوظبي إلى أن الله وعد المزكي بنماء ماله في الدنيا، فقال سبحانه “وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “قال الله تبارك وتعالى يا ابن آدم أنفق أنفق عليك”، وفي كل صباح ينزل ملكان يدعوان للمنفق بالزيادة والبركة، ومن المعلوم أن دعاء الملائكة مستجاب ومحقق الوقوع، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً”.
ولا تنقص زكاة المال ، لذلك أقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك فقال صلى الله عليه وسلم” ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثاً فاحفظوه، ما نقص مال عبد من صدقة،....”
وقال الخطباء إنّ الغني إذا أخرج زكاته تحققت الرحمة وسادت الألفة بين أفراد المجتمع لقوله تعالى”ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون” والزكاة تعطى لمن يستحقها، وخير من نستعين به لمعرفة من يستحق الزكاة هو صندوق الزكاة، الذي يقوم على جمع أموال الصدقات وإعطائها لمستحقيها من خلال معايير وضوابط للصرف مدروسة، والصندوق مؤسسة حكومية مؤتمنة تعمل في إطار السياسة الحكيمة للقيادة الرشيدة فتستحق منا كل الثقة والتفعيل.
من جهة أخرى دعا خطباء الجمعة أمس إلى ضرورة التثبت من الأخبار التي يتم تناقلها عبر الهواتف النقالة من غير روية التي قد تسبب أضرارا للآخرين، والتأكد من صحة ما ينقل، وإن ما يتناقله البعض عبر الهواتف من أخبار ورسائل نصية تتضمن آيات قرآنية أو أحاديث نبوية يجب التثبت من صحتها قبل إرسالها لغيرهم،
وكذلك ما يتعلق بشؤون الهيئات أو المؤسسات أو الأشخاص من بث أخبار عنهم أو ما يمس سمعتهم أو الإبلاغ عن إصابتهم بحوادث أو الإخبار عن وفاتهم كل ذلك يجب التأكد من صحته ولا يصح نشره دون تثبت أو إطلاع صحيح من مصادر الخبر، لأن كل كلمة يقولها الإنسان أو يكتبها أو ينقلها هو مسؤول عنها أمام الله سبحانه وتعالى وعن آثارها، لقوله تعالى “ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد “، ولقول الرسول صلى الله عليه وسلّم “ كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع “.
إلي ذلك أعلن أئمة المساجد أمس أنّ صندوق معاشات ومكافآت التقاعد لإمارة أبوظبي يرجو من جميع المتقاعدين أو المستحقين ممن لم يستوفوا الإقرار السنوي للمتقاعدين والمستحقين لعام 2010 القيام باستيفائه لدى مقره في أبوظبي، وذلك تقديرا للظروف المعيشية لهؤلاء المتقاعدين وتلافياً لوقف معاشاتهم التقاعدية، كما يمكن للقاطنين خارج مدينة أبوظبي استيفاء الإقرار السنوي في مراكز “ تم “ في المنطقة الغربية، وفي مركز خدمة العملاء بمبنى بلدية العين وفروعها الخارجية.
المصدر: أبوظبي