سيد الحجار(أبوظبي)

يسهم توسع أبوظبي في إنشاء وتطوير مشاريع الطاقة الشمسية في دعم استراتيجية تنويع مصادر الطاقة، وفق استراتيجية الإمارات للطاقة الهادفة إلى رفع نسبة مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة إلى 50% بحلول 2050، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام في أبوظبي.
وطرحت شركة مياه وكهرباء الإمارات مؤخراً مناقصة لإنشاء وتطوير مشروع عالمي لإنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الكهروضوئية الشمسية، بطاقة إنتاجية تبلغ 2000 ميجاواط، في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، فيما تم نهاية يونيو الماضي بدء التشغيل التجاري لمحطة «نور أبوظبي»، أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم، بطاقة إنتاجية قدرها 1.177 ميجاواط.
وأكد خبراء أن مثل هذه المشاريع تكرس مكانة الإمارات الرائدة على صعيد نشر حلول الاستدامة، لاسيما بعدما شهدت الفترة الأخيرة تنفيذ عدد من المشاريع المتميزة بقطاع الطاقة المتجددة والتي تباشر تنفيذها «مصدر» داخل الإمارات وخارجها.
ويعد إنشاء وتطوير مشروع عالمي لإنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الكهروضوئية الشمسية، بطاقة إنتاجية 2000 ميجاواط، في منطقة الظفرة، المشروع الأكبر في العالم، وجزءاً من سلسلة مشاريع اعتمدتها اللجنة العليا لقطاع الماء والكهرباء في أبوظبي، ويمتد على مساحة 20 كيلومتراً مربعاً، وستكون طاقته الإنتاجية ما يقارب ضعف الطاقة الإنتاجية لمشروع «نور أبوظبي»، أكبر محطة مستقلة للطاقة الكهروضوئية الشمسية في العالم حالياً.
ويتوقع أن يصل المشروع الجديد إلى مرحلة التشغيل التجاري في الربع الأول من عام 2022، الأمر الذي يزيد إجمالي سعة الطاقة الكهروضوئية الشمسية في أبوظبي إلى 3200 ميجاواط.
وجاء الكشف عن المشروع بعد إبداء 48 من كبار المطورين العالميين والمحليين اهتمامهم بهذا المشروع، وتماشياً مع برنامج إنتاج الطاقة والمياه المستقل الذي أطلقته حكومة أبوظبي عام 1998، فإن المطورين المختارين سيحصلون على حصة 40% من المشروع، فيما ستؤول ملكية الحصة المتبقية إلى جهات محلية.
من ناحية أخرى، بدأت شركة مياه وكهرباء الإمارات، نهاية يونيو الماضي، التشغيل التجاري لمحطة «نور أبوظبي»، أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم، بطاقة إنتاجية قدرها 1.177 ميجاواط.
ويتيح المشروع لأبوظبي زيادة إنتاجها من الطاقة المتجددة، والحد من استخدام الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء، ما يساعد على جعل الطاقة أكثر استدامة وكفاءة، ويقلل الانبعاثات الكربونية في أبوظبي بمقدار مليون طن متري سنوياً، أو ما يعادل إزالة 200 ألف سيارة من شوارع الإمارة.
وتم إنشاء محطة «نور أبوظبي» في سويحان بأبوظبي، بتكلفة إجمالية قيمتها 3.2 مليار درهم، وهي مشروع مشترك بين حكومة أبوظبي، وائتلاف يضم شركة «ماروبيني» اليابانية، وشركة «جينكو سولار» القابضة الصينية.
وتضم المحطة التي توفر طاقة إنتاجية تكفي تغطية احتياجات 90 ألف شخص، أكثر من 3.2 مليون لوح شمسي، تم تركيبها على مساحة 8 كيلومترات مربعة.
وعدا عن حجم الموقع، سجلت «نور أبوظبي» رقماً قياسياً جديداً عند تقديم العطاءات، حيث استقطبت التعرفة الأكثر تنافسية على مستوى العالم بقيمة 8.888 فلس لكل كيلوواط ساعة.
وأوضح الدكتور علي العامري رئيس شركة شموخ للنفط والغاز أن خطه دولة الإمارات الطموحة في تبني تكنولوجيات التحول المُستدامة، والاضطلاع بدور قيادي في تسريع عمليات تبني الطاقات المتجددة، لاسيما الشمسية، سواء داخل الدولة، أو في مناطق أخرى من العالم، تعد نموذجاً ملهماً للعالم نحو التوجه لاستخدام مصادر طاقة أكثر أماناً واستدامة ونظافة.
وأشار إلى أهمية مشاريع الطاقة الشمسية الجديدة في أبوظبي في دعم استراتيجية الإمارات للطاقة الهادفة لرفع نسبة مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة إلى 50% بحلول 2050، ما يساعد في الحد من الانبعاثات الغازية، وتحقيق فوائد اقتصادية من حيث تقليص تكاليف الإنتاج.
ولفت العامري إلى إمكانية استفادة المستهلك من التوسع في استخدام الطاقة الشمسية، موضحا أن الألواح الشمسية على أسطح البنايات في دول، مثل ألمانيا واليابان وسنغافورة، أسهمت في توليد مستويات قياسية من الطاقة المتجددة، حيث يمكن لملاك العقارات السكنية الاتفاق مع شركة الكهرباء لوضع ألواح شمسية على أن تباع الكهرباء المولدة لشبكات القوى الرئيسة.
وأشار إلى وجود فوائد عدة للطاقة الشمسية لاسيما أنها تعد «منتجاً صامتاً» للطاقة، حيث لا تتسبب ألواح الخلايا الشمسية أي ضوضاء عندما تقوم بتحويل ضوء الشمس إلى طاقة كهربائية قابلة للاستخدام.
وقال المهندس محمد الفردان، مدير إدارة المنطقة الحرة في مدينة مصدر إن طرح مناقصة لإنشاء وتطوير مشروع عالمي لإنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الكهروضوئية الشمسية، بطاقة إنتاجية 2000 ميجاواط، في منطقة الظفرة، فضلا عن بدء التشغيل التجاري لمحطة «نور أبوظبي»، أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم، بطاقة إنتاجية قدرها 1177 ميجاواط، يعزز استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، التي تم إطلاقها عام 2017، لرفع نسبة مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة إلى 50% بحلول 2050، وتقليل البصمة الكربونية لتوليد الطاقة بنسبة 70%.
وأوضح الفردان أن هذه المشاريع تتماشى مع سياسة أبوظبي الرائدة في مجال نشر حلول الطاقة المتجددة، والتي بدأت منذ سنوات، وتم تكريسها بتأسيس «مصدر» واستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، وإنشاء محطة «شمس 1» للطاقة الشمسية في الظفرة، مشيرا إلى أن الإمارات عمدت إلى وضع الاستدامة في صميم استراتيجيتها التنموية، حيث انعكس ذلك التوجه بوضوح في رؤية الإمارات 2021، واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050 التي تهدف إلى زيادة حصة الطاقة النظيفة ضمن مزيج الطاقة المحلي إلى 50%، والخطة الوطنية للتغير المناخي 2017-2050.
وأكد الفردان أهمية استراتيجية أبوظبي في تحقيق تنويع مصادر الطاقة عبر تنفيذ مشاريع عدة، سواء في الطاقة الشمسية أو الرياح، داخل الدولة وخارجها، موضحا أن المشاريع الجديدة تبرز إمكانات أبوظبي التي تؤهلها لتنفيذ مشاريع طاقة عالمية المستوى، مشيرا إلى أهميتها في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام في أبوظبي.
وتضم محفظة مشاريع «مصدر» 12 مشروعاً آخر داخل الدولة، منها 10 مشاريع بأبوظبي، أهمها محطة «شمس 1» بقدرة إنتاجية تبلغ 100 ميجاواط، في منطقة الظفرة. وفي أبوظبي أيضاً طورت «مصدر» عدداً من مشاريع الطاقة الشمسية، منها محطة طاقة شمسية غير متصلة بالشبكة في منطقة أم الزمول الصحراوية بطاقة إنتاجية تبلغ 100 كيلو واط، ومحطة طاقة شمسية كهروضوئية متصلة بالشبكة في جزيرة مروح بطاقة إنتاجية تبلغ 500 كيلو واط، إضافة إلى محطة الطاقة الشمسية في «مدينة مصدر» باستطاعة 10 ميجاواط.