أكد الرئيس المصري حسني مبارك - في كلمة وجهها أمس إلى الشعب المصري عشية الاحتفال بالذكرى الثامنة والخمسين لثورة يوليو- أن التحرك المصري الخارجي محكوم بمصلحة البلاد، فمصر تعمل من أجل سلام واستقرار الشرق الأوسط دون أجندات خفية وبعيدا عن المهاترات والمزايدة، ولم يقدم أحد ما قدمته للقضية الفلسطينية، ولا يخلو بيت في مصر من شهيد ضحى بحياته من أجلها ونواصل جهودنا دون صخب أو ضجيج من أجل سلام عادل ينهي الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة ويقيم عليها الدولة الفلسطينية المستقلة، كما نحتضن قضايا أمتنا في العراق والخليج ولبنان واليمن والسودان والصومال. وأوضح أنه يتابع الحوار الهادئ مع الأشقاء في دول حوض النيل، بما يحفظ مصالح مصر، ويحقق التنمية لدول الحوض كافة. وشدد مبارك على تمسكه بسيادة القانون وإعلاء كلمته وعدم التدخل في سير العدالة أو أحكام القضاء، والعمل من أجل مجتمع يصل فيه المواطن إلى أقصى ما يؤهله إليه تعليمه وإمكاناته وقدراته بعيدا عن المحسوبية، وتتصدى الأجهزة الرقابية للفساد ولا مكان بيننا لمرتكبيه أو لمن يتستر عليه ونعلي قيم حقوق الإنسان المكفولة بأحكام الدستور والقانون ولا نقبل انتهاك حقوق الإنسان المصري وكرامته أو المساس بها. وقال إننا نسعى لوطن ديمقراطي مستقر آمن يتيح المناخ الضروري للتنمية، ويحمي أبناءه من مخاطر التطرف والإرهاب ويقيهم مما نراه حولنا من أمثلة للفوضى والخراب والدمار في منطقتنا وخارجها ونبذل أقصى الجهد لنشر ثقافة جديدة تشتد حاجة المجتمع إليها إزاء قضايا عديدة كقضية الديمقراطية والرأي والرأي الآخر والعمل الحر، وقضايا الفكر والعقيدة، وقضايا المرأة، وقضية التوسع العمراني والخروج من الوادي الضيق، وقضية الزيادة السكانية باعتبارها أخطر ما يواجهنا من التحديات في الحاضر والمستقبل، وباعتبارها قضية وطن وشعب ومصير. وأعرب عن تطلعه بأن تدفع الانتخابات البرلمانية المقبلة بتجربة مصر الديمقراطية إلى الأمام. واختتم مبارك كلمته قائلا “ونحن نحتفل بذكرى الثورة نتذكر بالتقدير والاعتزاز رموزها وقادتها ونترحم على أرواح الرؤساء محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات ومن فارق عالمنا من رجالها ونقول لهم إن التاريخ سيذكر دائما ما قاموا به منذ ثمانية وخمسين عاما، وإن شعب مصر أصيل يعي أقدار الرجال ويحفظ ما قدموه من عطاء للوطن”.