سجلت الطائرة التجارية “بوينج 787 دريملاينر” يوم الأحد الماضي أول عملية تحليق تجريبي ناجحة تتم خارج الولايات المتحدة، وذلك في إطار مشاركتها في فعاليات معرض فارنبورو للطيران. وتأتي هذه الطائرة المتطورة ذات الحجم المتوسط لتغير مفاهيم السفر الجوي التقليدي، ولتعلن عن إطلاق ثورة جديدة في عالم الطيران والتحليق في السماء. ويمكن القول إن “بوينج 787 دريملاينر” هي وليدة برامج كاملة من البحوث الميدانية والمخبرية أطلقتها شركة بوينج قبل عدة سنوات في إطار الإعداد لاستراتيجية مدروسة تهدف إلى التفوق على شركة إيرباص في الأسواق العالمية للطيران التجاري. ويكاد يجمع المحللون والخبراء على أنها تمثل أولى مؤشرات النجاح التي ينتظر أن تحققها الشركة الأميركية خلال السنوات القليلة المقبلة. وتقول مصادر شركة بوينج إن دريملاينر التي لم يتم تسليم أي منها إلى الزبائن، ستكون الطائرة التجارية الأكثر مبيعاً في تاريخ صناعة الطيران التجاري على الإطلاق. وحتى الآن، تسلمت الشركة طلبات لشرائها تفوق بكثير ما كانت تنتظره أو تطمح إليه بالرغم من أن سعر الطائرة الواحدة يقدر بنحو 153 مليون دولار. وتضم مقصورة الطائرة 2400 قدم مربع (240 متراً مربعاً) من المساحات الداخلية الخاصة بالترفيه مثل صالات التسلية والمقاهي وغرفة الكومبيوتر والإنترنت وقاعة السينما والمطاعم وغيرها من وسائل الترفيه التي تقتحم عالم الطائرات التجارية للمرة الأولى. ويعجّ النفق الداخلي للركاب بالتصاميم البنائية الهندسية المتميزة مثل السقوف المقببة المضاءة بأحدث الأساليب ووفق دراسات تعتمد على أسس علم النفس البشري، والسلالم اللولبية للانتقال من طابق إلى آخر. ويذكر أن عشرات المهندسين المعماريين والتشكيليين والمتخصصين حتى بتصميم الأزياء شاركوا في نقل هذه الطائرة من عالم الخيال إلى واقع عملي. ولا يقتصر أمر التطور الذي أتت به بوينج 787 دريملاينر على تصميمها الهندسي، بل إن يوينج أعدت أيضاً أنظمة وأساليب جديدة تماماً لخدمة ورفاهية الركاب. وتعدّ “دريملاينر” المنافسة الوحيدة لطائرة “إيرباص إيه 380” بالرغم من أنها أصغر منها بكثير. وهي تتسع لما بين 200 و350 راكباً.