سامي عبدالعظيم (رأس الخيمة)

ليس غريباً أن تبدو مباريات دوري الدرجة الأولى، وكأنها خلف «الأسوار المغلقة».. أو أنها تقام بعيداً عن عيون المتابعة أو المشاهدة، لتكون بطولة «الهواة» في «الظل»!!
لم تتوقع أندية الدرجة الأولى، أن تكون انطلاقة الموسم الجديد الذي يشهد مشاركة 11 فريقاً، وسط غياب شبه كامل للنقل التليفزيوني الذي اقتصر على 4 مباريات من أصل 45 مباراة، مع نهاية الجولة التاسعة من البطولة التي تشهد حالة كبيرة من التحدي، بفضل الأجواء المثيرة التي رافقت المباريات، في ظل الحرص الكبير من جميع الأندية على تجميع النقاط لتعزيز حظوظ التأهل إلى «المحترفين».
أكثر ما يثير علامات الاستفهام أن مباريات عدة شهدت الكثير من الأحداث المرتبطة بوقائع حقيقية في الملعب لم ترصدها «الكاميرات»، لدرجة أن اتحاد الكرة سعى في أكثر من مناسبة، لطلب أشرطة المباريات من قناة الشارقة، نادي مسافي، بسبب عدم تلفزة المباراة المثيرة للجدل بين مباراة مسافي وضيفه دبا الفجيرة ضمن الجولة الثالثة، إذ كانت تستدعي وجود كاميرات للتحقق من التفاصيل الخاصة بشكوى مسافي، الذي طلب إعادة المباراة، لوجود خطأ من الطاقم التحكيمي، في واقعة تغيير لأحد اللاعبين في مسافي.
وحرص اتحاد الكرة على توقيع عقد رعاية بطولاته المختلفة، مطلع الموسم الحالي، بمبلغ 18 مليون درهم، كما يسعى لتوسيع التركيز أكثر بدوري الأولى في الموسم الحالي والمواسم المقبلة، بما يضمن الحرص على تلفزة المباريات، والاهتمام أكثر بالمنشآت الرياضية في الأندية وتطويرها وتشييد المرافق، بسبب عدم صلاحية بعض مقرات الأندية لنقل المباريات حسب الشروط الفنية.
وأوضح جمعة الشامسي، رئيس مجلس إدارة نادي الحمرية، أن تلفزة المباريات تعزز قوة الدوري وتمنحه الاهتمام من الجماهير التي تحرص على الإلمام بنتائج المباريات، وتبحث دائماً عن الأخبار، خصوصاً أن معظم الأندية الموجودة الآن في المنافسة، من مناطق مختلفة في الدولة، تحتشد بالجماهير الحريصة على مساندة اللاعبين وتحفيزهم لتجميع النقاط، والاقتراب أكثر من مرحلة المنافسة على بطاقتي التأهل، ما يعني عملياً أن عدم نقل مباريات بطولة مؤهلة إلى «المحترفين» غير مقبول أو منطقي.
وأشار الشامسي إلى أن النقل التلفزيوني مرتبط باللاعبين أيضاً، وحتى على مستوى الأطقم التحكيمية، لأن ارتفاع نسبة المشاهدة للمباريات ونقلها عبر الفضائيات تؤدي إلى الواقع الجيد على جميع الصعد، إلى جانب المتابعة التي تحظى بها المسابقة من كبار المواطنين لأسباب عدة، أهمها مرتبطة باللاعبين والأقارب لهم، أو انطلاقاً من الدافع المعنوي لتشجيع الفريق الذي ينتمي إليه.
وأشار جمعة العبدولي، عضو مجلس إدارة دبا الفجيرة، إلى أن عدم تلفزة مباريات الدرجة الأولى، يعيد إلى الأذهان والذاكرة تسمية «دوري المظاليم» الذي لا يتم الاهتمام به، أو تقديمه للمشاهدين في كل مكان، بوجود أفضل اللاعبين من المواطنين والأجانب، فضلاً عن التطور الذي تشهده المنافسة، والاهتمام الكبير من مجالس إدارات الأندية، بالتحضير للدوري، والسفر إلى المعسكرات الخارجية، وغيرها من الأشياء التي تؤكد حجم الاهتمام بالبطولة.
ونوه العبدولي إلى أن القنوات الفضائية يجب أن تسعى لرفع مستوى الاهتمام بمباريات دوري الأولى، لأنه يمثل الدرجة الأدنى من «المحترفين»، خصوصاً أن المنافسة تبدو على أشدها بين جميع الفرق لبلوغ النهاية السعيدة التي تحقق تطلعات الأندية المختلفة.
وكشف راشد أميري، نائب المدير التنفيذي لشؤون القنوات في قطاع الإذاعة والتلفزيون في دبي، عن تقدير كبير لدوري الأولى على غرار السنوات الماضية، التي شهدت نقل المباريات، بموجب عقد الرعاية، وإقامة استوديوهات التحليل، بمشاركة أبرز الشخصيات الرياضية، انطلاقاً من الحرص على تقديم الإضافة، موضحاً أن دبي الرياضية تستعد لمرحلة جديدة من الاهتمام بدوري الأولى، اعتباراً من الشهر المقبل، بعدما دخلت المنافسات مرحلة مهمة وقوية، في سباق البحث عن المراكز المتقدمة للمنافسة على التأهل.
وأوضح راشد العوبد، مدير عام قنوات الشارقة الرياضية، أن دوري الأولى حصل على التقدير، من خلال الاهتمام والمتابعة وتلفزة المباريات في المرحلة الماضية، لتأكيد الدور الذي تلعبه القناة، بتغطية الفعاليات والمسابقات الرياضية المختلفة، موضحاً استمرار الشارقة الرياضية على نهجها في متابعة ونقل الأحداث المرتبطة بالدوري، وتوفير استوديوهات التحليل، في ظل المنافسة القوية بين جميع الفرق على النتائج التي تمهد الطريق لبطاقتي الصعود إلى «المحترفين».

المهبوبي: «الهواء» يطور المسابقة
شدد أحمد المهبوبي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق، رئيس لجنة تطوير الهواة، على أن الواقع الآن على صعيد النقل التلفزيوني لمباريات دوري الأولى، يجب أن يراعي الاستفادة من دروس الماضي، على صعيد هذه الخطوة التي وجدت التقدير والاهتمام من المراقبين والأندية، موضحاً أن نقل المباريات يجب أن يكون ضمن أولويات القنوات الفضائية، لأنه يعزز فرص تطوير المنافسة، وجذب الرعاة وإمكانية تطوير المرافق الرياضية في الأندية.

أحمد عبيد: «البنية التحتية» مشكلة
ذكر أحمد عبيد، مقدم البرامج والمذيع في «دبي الرياضية»، أن هناك عقبات كبيرة، في طريق النقل التلفزيوني، لمباريات «الأولى»، على علاقة بالبنية التحتية التي يجب أن تمهد الطريق إلى النقل الجيد للمباريات، على مستوى البطولة التي تحظى بالاهتمام والمتابعة من القطاعات المختلفة.
وأشار إلى أنه يتلقى الكثير من الاستفسارات الخاصة بنقل المباريات من المتابعين، مع التأكيد على قيمة متابعة الدوري للرياضيين، حسب ميولهم ورغبتهم، كما أنه عانى كثيراً من عدم جاهزية المنشآت، أو حتى على مستوى فريق العمل الذي يكلف بنقل المباريات.

منقوش: نشر الثقافة والتراث
قال عبدالعزيز منقوش، المدير التنفيذي للتعاون، إن نقل مباريات دوري الأولى، له أهمية مختلفة بالنسبة للمدن في الشارقة ورأس الخيمة وعجمان والفجيرة، لمعرفة المعلومات عنها، وكما أن العمل على نشر التفاصيل الخاصة بالتراث، حسب طبيعة كل منطقة، من شأنه أن يؤدي إلى تأكيد الوعي والتثقيف، إلى جانب المكاسب الأخرى المرتبطة بشكل المنافسة وطبيعة إثارة المباريات.

المحرزي: «الرعاية» تبدأ من «اللقطة»
أشار سعيد المحرزي رئيس مجلس إدارة مسافي، إلى أهمية العمل على الخيارات التي تؤدي إلى نقل مباريات الدوري، بسبب التأثير المعنوي لذلك في نفوس اللاعبين، وبعض الفئات الأخرى المرتبطة بالحدث، مشيراً إلى أن نقل المباريات، يعزز نجاح الدوري، ويؤدي إلى التجاوب من الشركات والمؤسسات الوطنية التي يمكن أن تبادر إلى رعاية الأندية، طالما أن ذلك مرتبط بالترويج الجيد لها على صعيد الملاعب المختلفة في الدوري.

الشحي: جماهير «الهواة» تتجاوز «المحترفين»
شدد محمد الشحي، عضو مجلس إدارة العروبة السابق، على ضرورة البحث عن أفضل الخيارات التي يمكن أن تؤدي إلى تلفزة مباريات الدوري، بالحرص على ما يمكن أن يمثل الدافع القوي للاعبين والجماهير والحكام، مشيراً إلى أهمية التنسيق بين القنوات الرياضية، لضمان توجيه الاهتمام والمتابعة للدوري الذي يضم أفضل العناصر؛ على مستوى المواطنين والأجانب، فضلاً عن قيمة البطولة المؤهلة إلى «المحترفين».
وأوضح الشحي أن الحضور الجماهيري، في بعض مباريات دوري الأولى، يتجاوز عدد الذين يتابعون مباريات دوري الخليج العربي، الأمر الذي يعكس الحرص على المسابقة من أبناء كل منطقة، ضمن مرحلة البحث عن قيمة المنافسة القوية والإثارة التي ترافق المباريات.