زر طبيبك قبل السفر
لكل أمر من أمور حياتنا اليومية أو الشهرية أو السنوية، أو لو لمرة واحدة فى العمر، إجراءات وتجهيزات وترتيبات، لا بد منها، ومع حلول الإجازة الصيفية يميل البعض إلى أخذ قسط من الراحة، فمنهم من يقضيها في الأماكن السياحية في داخل الدولة، وآخرون يفضلون السفر للخارج للترفيه، وقضاء أجمل الأوقات وسط الطبيعة الساحرة والمناظر الخلابة. وحتى تكون تلك الإجازة سعيدة لا بد أن تتوافر فيها الصحة والأمان لتحقيق الاستمتاع بالسفر حتى العودة، خاصة أن الفرد المسافر إلى بلد آخر سيجد نفسه أمام تغييرات متعددة، منها ما هو حميد كالجو واختلاف درجات الحرارة، ومنها أمور أخرى غير مرغوبة مثل مشاكل العدوى والتعرض للأمراض غير المألوفة له، إلى جانب الكثير من العوامل التي قد تعرض المسافر لبعض المشاكل الصحية أو تسبب له الإزعاج، وتمنعه من تحقيق هدفه من رحلة السفر والاستمتاع بها.
عن ذلك يقول الدكتور سمير سامي، ماجستير تغذية: «قد يتعرض المسافر لمخاطر العدوى ببعض الأمراض حسب البلد الذي يقصده، فالتوجه إلى الدول المعروفة بالمستوى الصحي المتدني، وبتفشي وانتشار أنواع معينة من الأمراض، وعوامل نقل العدوى، وعدم توفر مكان الإقامة المستوفي للشروط الصحية من ناحية النظافة والتهوية، ومدى سلامة الغذاء والمياه وصحة البيئة، وانعدام الخدمات الصحية في ذلك البلد، كل تلك العوامل تجعل المخاطر الصحية المترتبة عن السفر إلى مثل تلك الدول أكبر، في حين أن التوجه إلى المدن الصناعية والعواصم السياحة الكبرى قد يحمل مخاطر صحية أقل، إلا أن ذلك لايمنع من الأخذ ببعض الإحتياطات التي تضمن الصحة والسلامة، أيا كانت وجهتك في السفر، وأيا كان الهدف منه.»
طول الرحلة
يمكن لطول مدة الرحلة أن يسبب أيضاً بعض المشاكل الصحية للمسافر، يصفها الدكتور سمير بالقول: «الشعور بالإجهاد، سواء كانت الرحلة براً أو بحراً أو جواً، خاصة إذا كان المسافر يعاني من مرض معين أومشكلة صحية معينة، أما استهتار المسافر، وعدم إلتزامه بالإحتياطات والمحاذير الوقائية فهي إحدى أهم العوامل التي قد تعرضه لمخاطر صحية كبيرة يكون هو المسؤول عنها».
غذاء المسافر
يستطرد الدكتور سامي حديثه، قائلاً: «عند الإستعداد للسفر، يصاب الكثيرون من المسافرين بالقلق الشديد حيال الطعام الذي سوف يحملونه معهم، أو يتناولونه في البلد الذي يقصدونه، وخاصة إذا كان هناك أطفال في العائلة.
ويضيف: «إذا كنت من الأشخاص الذين يحملون معهم خلال السفر بعض الطعام، أو كنت تستعد للسفر سواء بالطائرة أو السيارة فهناك بعض النصائح التي سوف تستفيد منها للوقاية من أكثر الأمراض شيوعاً في السفر ألا وهي التسمم الغذائي، سواء بالبكتيريا أو بالطفيليات والفيروسات».
يلفت الدكتور للأعراض، موضحاً: «أكثر مايعاني منه المسافر هو الإستفراغ، آلام البطن، ارتفاع درجة الحرارة، والغثيان. وعادة ما تظهر تلك الأعراض بعد فترة قصيرة من تناول أطعمة ملوثة، أو شرب مياه غير نقية، وغالباً ما يتعرض المسافر للتسمم الغذائي. فجودة الطعام تعتمد على جودة مكوناته، سواء كنت تريد إعدادها في البيت، أو كنت تريد أن تتناولها في الخارج، وفي حالة تعرض الطعام الذي تتناوله أو الشراب لأي نوع من الملوثات من البكتيريا والفيروسات، فإن هذا من شأنه أن يعرضك للتسمم الغذائي.
ينصح الدكتور سمير المعنيين بالقول: «إذا كنت تعتقد أنك معرض للتسمم الغذائي في البلد الذي تنوي التوجه إليه، عليك باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب الإصابة بالإسهال، وفي حالة تعرضت لذلك فإنك تحتاج إلى الإكثار من شرب السوائل لتعويض تلك التي فقدتها، مع التوقف من تناول الأطعمة الدسمة، كما يجب مراجعة الطبيب، إذا استمر الإسهال مع ارتفاع درجة الحرارة».
نصائح غذائية
وبالحديث عن أهم النصائح الغذائية يقول محدثنا: «قبل السفر عليك بمراجعة دكتور التغذية، وذلك من أجل التوجية التغذوي المناسب لشخصك، فاذا كنت متبعاً لنظام غذائي محدد، سيوضح لك أهم البدائل والتوصيات بالسفر، وبشكل عام يفضل الإهتمام بالأطعمة والفواكة قليلة السعرات، وقليلة السكريات، والمحتوية على نسبة عالية من الماء، والإعتماد على تلك التي لا تحتاج إلى التبريد، نظراً لصعوبة توافره طوال الرحلة، والحذر كل الحذر من تاريخ الصلاحية، إذ يفضل المنتج حديث الإنتاج».
يضيف الدكتور سامي: «غسل اليدين بالماء والصابون قبل تحضير الطعام وقبل تناول الطعام، كما يحتاج الأطفال الصغار للتذكير دوما بضرورة غسل أيديهم بعد استعمال المرافق الصحية، وقبل تناول الطعام. غسل الفواكه والخضراوات بالماء الجاري قبل أكلها أو تقشيرها أو طبخها. ويفضل تناول الفواكه التي يمكن تقشيرها، على أن يقشرها الشخص بنفسه، وتجنب سلطة الفواكه الجاهزة في المطاعم. واستعمال المنتجات الغذائية المبسترة كالحليب المبستر، والجبن المصنوع من حليب مبستر، إضافة إلى عدم ترك الطعام في درجة حرارة الغرفة أكثر من ساعتين، وحفظ الأغذية سريعة التلف كالأسماك والدواجن واللحوم بالثلاجة بعد تسوقها مباشرة. الالتزام بهذه العادة الصحية سيقلل من خطر تكاثر الجراثيم الموجودة في الطعام. ويشدد الدكتور كذلك على عدم تناول الطعام من الباعة المتجولين، والتخلص من فضلات الطعام وقمامة المطبخ، وعلى أهمية تناول الأطعمة النباتية كذلك. ولا يتردد في دعوة الحريصين على مراعاة صحتهم للبحث عن المطاعم التي تقدم وجبات تفيد صحة القلب، وهي الأطعمة قليلة الدهون والتي تتبع معايير صحية مثل الشوي بدلا من قلي الطعام، والتي تستخدم الزيوت النباتية المحتوية على دهون غير مشتقة، مثل زيت الذرة أو زيت دوار الشمس أو زيت الزيتون. ولا تنس في سفرك زيارة المطاعم المتخصصة في تقديم الأسماك بدلا من اللحوم الحمراء، حيث من الأفضل من يتبع حمية لتقليل الوزن تناول وجبة سمك مشوي ليس مضافا عليه زبدة أو زيت».
نصيحة ذهبية
يتوجه الدكتور سمير بنصائح محددة للنساء المسافرات بصورة خاصة، فيقول: «على المرأة قبل سفرها أن تراجع طبيبها. لا سيما إذا كانت حاملاً، فهي لا تستطيع السفر دون إذن طبي، وذلك حرصاً عليها وعلى صحة جنينها، ومن بين المسافرين المحتاجين لرعاية خاصة كذلك مرضى السكري الذين يمثلون 25% من اجمالي سكان الامارات تقريباً، ومرضى الضغط، ومرضى القلب، ومرضى العظام بكل فئاتهم، إضافة إلى المسنين».يتابع الدكتور: «إذا كنا نؤمن السيارة ونفحصها قبل السفر لسلامتها، فمن باب أولى فحص وتأمين وتوجية المسافر قبل السفر، وذلك من أجل صحته، وحتى يأخذ معه ما يحتاجة من تعليمات وتوصيات وارشادات وأدوية».
ويختتم قائلا: إذا لم يكن هناك قانون يطلب منك تصريح صحي قبل السفر، فاصنع أنت هذا التصريح لنفسك، وقم قبل السفر بزيارة طبيبك واستشارته من أجل سلامتك وسلامة أسرتك.
المصدر: أبوظبي