تامر عبد الحميد (أبوظبي)

تعيش الفنانة ديانا كرزون حالة من النشاط الفني هذا العام، حيث تتنقل مثل الفراشة بين المهرجانات الموسيقية العربية والجولات الفنية الأوروبية، وأحيت مؤخراً حفل ختام مهرجان «صيف عمان»، وشاركت بحفل في مهرجان «موازين» بالمغرب، وإحياء حفلات في «جرش للثقافة والفنون»، إلى جانب جولاتها الفنية في أوروبا ومن بينها أستراليا، مبينةً أن هذه الحفلات والتقاءها المباشر مع الجمهور وتفاعلهم الكبير معها يعوضها عن غيابها في إصدار الألبومات بشكل مستمر، بسبب عدم انضمامها لشركة إنتاج فنية.
وأوضحت ديانا في حوارها مع «الاتحاد» أنها انتهجت منذ سنوات إصدار وإنتاج الأغنيات المنفردة للتواجد بين فترة وأخرى في الساحة الفنية، وقالت: ابتعادي أو اختفائي لفترات بسبب عدم انضمامي لشركة إنتاج فنية، وبالتالي لا توجد خطة لتنفيذ أعمال فنية بشكل مستمر، فكل الأغنيات التي قدمتها في السنوات السابقة فهي من إنتاجي الخاص، ولا أنكر أنني مرتاحة فكرياً، لكن في الوقت نفسه لست مرتاحة مادياً، خصوصاً أن إنتاج الأغنيات وتصويرها على طريقة الفيديو كليب مكلف جداً.

أعمالي الفنية
وتابعت: أعد نفسي حرة من دون شركة إنتاج، لاسيما أن عقودها أصبحت صعبة، وتضع شروطاً جزائية خيالية، إضافة إلى النسبة الكبيرة التي تأخذها من الفنان أو الفنانة نتيجة إدارة أعمالها، لكن هذا لا يمنع بكل تأكيد أنني أتمنى الانضمام إلى شركة أعمال لإدارة أعمالي الفنية، لكني لن أتخلى عن حريتي إلا بشروط، وعقد يناسبني ويتناسب مع مسيرتي الفنية التي تعدت 15 عاماً، لافتة إلى أنه من المعيب أنه بعد كل هذه السنوات، والاسم الذي حفرته في عالم الغناء، أن تدق أبواب شركات الإنتاج وتطلب منها التعاقد.

اختفاء وعودة
وأوضحت ديانا أن اختفاءها وعودتها إلى الساحة يعود إلى وجود الميزانية، فحينما تسنح الفرصة لها لإنتاج أغنية لا تتردد إطلاقاً، لكي تكون بين جمهورها بين فترة وأخرى، وتفضل عمل توازن في التنويع للأغنيات بين المصري واللبناني والخليجي، وكذلك الأغنيات الوطنية، لكي ترضي جميع الأذواق، وتعرض هذه الأغنيات عبر قناتها الرسمية بـ «يوتيوب» على أساس أن جمهورها يستطع سماعها وكأنها بمثابة «ميني ألبوم»، يحوي أغنيات مختلفة، موضحة أن الأقراص المدمجة «سي دي» انقرضت في الآونة الأخيرة، وأصبح من السهل الحصول على الأغنيات وسماعها من خلال تحميلها من مواقع مختلفة على الهاتف الذكي أو USB – حافظة لتخزين ونقل البيانات - وإمكانية سماعها في أي وقت ومكان، هذا إلى جانب تدهور سوق الألبومات في الآونة الأخيرة بسبب تعدد المواقع الموسيقية والقرصنة التي أثرت بالسلب على أرباح الألبومات، ليبقى الحل في النهاية في إصدار الأغنيات المنفردة التي يصعب سرقتها.

ترويج فني
وعن رأيها فيما يحدث في الـ «سوشيال ميديا» بين الفنانين والفنانات من صراعات ومنافسات أغلبها تكون بعيدة كل البعد عن عملهم الأساس وهو الفن، قال: أعتبر نفسي إحدى الفنانات التي ليس لديها مشكلات فنية مع أحد، سواء في الـ «سوشيال ميديا» أو خارجها، لكني بل تأكيد لست مؤيدة ما يحدث في منصات ومواقع التواصل، خصوصاً فيما يختص بالتركيز على المنافسة بين تسريحات الشعر والمكياج والأزياء، والتباهي بالمجوهرات والماركات، فكل هذه الأمور أثرت سلباً على قيمة الفن، لأنها لا تتعلق بالفن لا من قريب أو بعيد، والغرض منها هو إضافة متابعين جدد، لدرجة أن بعض الفنانين تركوا الفن وتفرغوا لحسابات «سناب شات»، لعرض خصوصياتهم وحياتهم الخاصة على الملأ، وبالنسبة لي أنا مقلة جداً في الظهور بـ «السوشيال ميديا» وأغلب ما أعرضه يخص الترويج لأعمالي الفنية وحفلاتي.

أغنية خليجية
أكدت ديانا أنها تعشق الغناء باللهجة الخليجية، ولديها علاقات طيبة مع العديد من الشعراء والملحنين وصناع الأغنية الخليجية، وخصوصاً من الإمارات، كاشفة أنها تستعد في الفترة المقبلة لتنفيذ أغنية خليجية جديدة مع الشاعر الإماراتي أنور المشيري الذي التقته منذ فترة في أبوظبي، واتفقا على تنفيذ عمل فني يجمعهما قريباً.

حضور كبير
عبرت كرزون عن سعادتها البالغة لإحيائها حفل ختام فعاليات مهرجان «صيف عمان» مؤخراً، والذي شهد حضوراً كبيراً تجاوز 10 آلاف شخص، واكتظت بهم ساحات حدائق الملك حسين بالعاصمة الأردنية عمان، مقدمة باقة من الأغنيات التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، من بينها «راسك بالعالي»، و«هالليلة»، و«فرحتنا الليلة» التي تعتبر أحدث أغنياتها والتي حققت نجاحاً وانتشاراً عربياً كبيراً.

تجارب صعبة
منذ أكثر من 9 سنوات، تدير ديانا كرزون أعمالها الفنية بنفسها، وتعيش من دون مدير أعمال، وحول ذلك علقت: في زمننا الحالي لا أحد ينكر أن الصوت وحده لا يكفي لتكون على قمة النجومية إلا بوجود مدير أعمال محترف، لكنني للأسف الشديد مررت خلال مسيرتي بالعديد من التجارب الصعبة مع بعض مديري الأعمال وللأسف لم نتوافق سوياً، لكني أحاول قدر المستطاع تطوير أدواتي الفنية، خصوصاً أنه على الفنان أن يسعى ويجدد حتى يبقى مبدعاً وليس تقليدياً، لأن الأعمال المميزة هي التي تبقى وتظل خالدة في ذاكرة الناس.