باكستان تلعب دوراً رئيسياً في المحادثات مع «طالبان» الأفغانية
يحتاج الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إلى مساعدة باكستان لإقناع بعض فصائل طالبان بإنهاء تمردها، وهو جزء رئيسي من استراتيجيته للسلام، لكن الشكوك بشأن دوافع إسلام آباد وقدرتها على تحقيق ذلك لا تزال قائمة.
وتسعى كل من باكستان وأفغانستان إلى تشجيع بعض عناصر طالبان على المصالحة مع الحكومة الأفغانية من خلال نبذ تنظيم القاعدة وإلقاء السلاح والمشاركة في العملية السياسية. وقال شاه محمود قريشي وزير الخارجية الباكستاني خلال حفل عشاء في منزل السفير باكستان في كابول الاثنين الماضي “باكستان تريد أن تساعد أفغانستان”.
وأضاف “اتخاذ القرار بشأن ما يريدون فعله يرجع إليهم. نريد مساعدتهم كجيران طيبين؛ لأننا نشعر أن وجود أفغانستان مستقرة تتمتع بالسلام والرخاء هو في مصلحة باكستان”.
وسيكون موقف شبكة جلال الدين حقاني التي تعمل على الحدود الأفغانية الباكستانية ولها صلات ممتدة منذ فترة طويلة بالمخابرات العسكرية الباكستانية ضروريا لجهود إسلام آباد. لكن الولايات المتحدة تتشكك في إمكانية إقناع واحدة من أكثر الفصائل وحشية وفاعلية في طالبان الأفغانية بإلقاء السلاح والانخراط في العملية السياسة في أفغانستان.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يوم الاثنين خلال زيارة لباكستان “ننصح أصدقاءنا في أفغانستان بقوة بالتعامل مع من هم ملتزمون بمستقبل سلمي”.
ويعتقد أن لشبكة حقاني صلات وثيقة بتنظيم القاعدة. ومن المرجح أن تعلن قريبا وزارة الخارجية الأميركية شبكة حقاني كمنظمة إرهابية دولية.
وقال كمران بخاري المحلل الأمني الذي يعمل لحساب مؤسسة ستراتفور وهي مؤسسة مخابرات خاصة “لإيران والهند نفس الحلفاء” في إشارة الى صلات الدولتين بقبائل أفغانستان وجماعاتها العرقية المتنوعة. وأضاف “تقليديا تحالف الإيرانيون مع الطاجيك والهزارا والأوزبك، وهي نفس الشعوب التي كان الهنود يدعمونها أيضا. ومن مصلحتهما ضمان ألا تهيمن باكستان على أفغانستان”.
لكن باكستان تتطلع أيضا إلى توسيع نطاق نفوذها في أفغانستان حتى لا ينظر إليها على أنها مجرد تدعم طالبان أو جماعات البشتون التي تهيمن على معظم أجزاء الجنوب مثلما فعلت في التسعينيات. وقال بخاري “تعلموا درس المرة الماضية.. في هذه المرة الباكستانيون لا يريدون دعم طالبان وحسب.. سيدعمون كرزاي وسيدعمون طالبان. يريدون تقويض النفوذ الهندي في المجتمع الأفغاني”. ولكي تفعل هذا سيكون على باكستان أن تقدم شيئا.
وقال حسن عسكري ريزفي المحلل السياسي الباكستاني “يبدو أن بعض التفاعل حدث بين حقاني وربما باكستان وأفغانستان.. لكن مرة أخرى، ما الذي ستريد الحكومة الأفغانية أن تعرضه عليهم؟” وهو لا يعتقد أن مقاتلي حقاني أو الجماعات الأخرى سيكون لديهم استعداد “لإلقاء أسلحتهم ليعيشوا في وئام بعد ذلك.. يجب أن يعرض عليهم شيء ما”.
المصدر: إسلام آباد