دينا محمود (لندن)

بعد أكثر من أسبوع على الاجتماع العاصف الذي عقده الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع المسؤولين عن كبريات شركات الطيران في بلاده لبحث انتهاكات قطر لاتفاقية «السماوات المفتوحة»، لا تزال وسائل الإعلام الأميركية تواصل مطالبة السلطات بالتحرك لوضع حد لاستخفاف الدوحة بهذه الاتفاقية، التي تم التوصل إليها قبل ما يزيد على عام.
وأكدت مجلة «ناشيونال ريفيو» أنه يتعين على الرئيس ترامب اتخاذ إجراءات حازمة لإجبار «نظام الحمدين» على وقف المساعدات المالية الهائلة التي يمنحها لشركة الخطوط الجوية القطرية، ما يخل بتكافؤ الفرص بينها وبين شركات الطيران في الولايات المتحدة، ويهدد الأميركيين بخسارة ما يربو على 1.2 مليون فرصة عمل. واعتبرت المجلة الاجتماع - الذي ضم إلى جانب ترامب نائبه مايك بينس، وكذلك الرئيس التنفيذي لـ «القطرية» أكبر الباكر - بداية للاستماع الجاد إلى مظالم الشركات الأميركية، التي تحظى بدعم عدد كبير من أعضاء الكونجرس، في مساعيها لإلزام الناقل الوطني للدويلة المعزولة، بالوفاء بالتزاماته بموجب الاتفاقية التي تم إرغام نظام تميم بن حمد على التوقيع عليها.
وتُلزم بنود «السماوات المفتوحة» الشركة القطرية بعدم تسيير رحلات طيران تقصد الولايات المتحدة من مطارات دول أخرى، بخلاف مطارات قطر نفسها. لكن الشركة تستعين بشركة «آير إيطالي» - التي تمتلك الدوحة نسبة كبيرة من أسهمها - للحصول على حصة غير عادلة من السوق الأميركية، وزيادة عدد الرحلات المباشرة التي تُسيّرها لمطارات الدولة الأكبر في العالم، دون التخلي في الوقت ذاته عن الدعم الحكومي الضخم الذي تحصل عليه من السلطات القطرية. ووصفت «ناشيونال ريفيو» الاجتماع - الذي تناول هذا الملف وعُقِدَ في البيت الأبيض - بـ «الاستثنائي»، في ضوء أنه سمح لمسؤولي شركات الطيران الأميركية بأن يتحدثوا بوضوح عن مخاوفهم، حيال السياسات الانتهازية والألاعيب التي تنخرط فيها «القطرية»، للاستفادة من كونها شركة حكومية، لا مملوكة ملكية خاصة مثل الشركات المنافسة لها في أميركا.
وقالت المجلة إن المزاعم التي يرددها مسؤولو الشركة القطرية بأنها لا تتلقى دعماً من «نظام الحمدين»، لا تجد من يصدقها في أوساط صناعة الطيران في الولايات المتحدة، خاصة أن الأرقام تؤكد أن سلطات الدوحة منحت للناقل الجوي للبلاد 491 مليون دولار خلال عام 2017 وحده.
وأشارت إلى أنه ربما لم يكن من قبيل المصادفة أن تشتري الشركة في العام نفسه حصة تُقدر بـ 49% من أسهم «آير إيطالي»، التي كانت لا تُسيّر وقتذاك سوى رحلات محدودة للغاية إلى المطارات الأميركية، وبشكل موسمي.
فسرعان ما أطلقت الشركة الإيطالية خطط توسع، تشمل رحلات مباشرة من ميلانو الإيطالية إلى نيويورك وميامي الأميركيتين على مدار شهور العام. كما تُسيّر هذه الشركة رحلات من ميلانو إلى لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو خلال فصل الصيف.
وشددت المجلة على أن ذلك يؤكد أن ما تتبعه «آير إيطالي» - بتخطيط من الدوحة - ليس إلا خطة تستهدف «سرقة المسافرين من شركات الطيران الأميركية، والاعتماد على المساعدات التي تحصل عليها من الحكومة القطرية، لتعويضها عن أي خسائر تُمنى بها، في الفترة التي تكوّن فيها حصتها في السوق»، وهو ما يوجب على إدارة ترامب التحرك لوقف ذلك دون إبطاء.