الدعوة لمليونية في «جمعة الوحدة الوطنية والتطهير»
دعت اللجنة التنسيقية لجماهير ثورة “25 يناير” جموع الشعب المصري للخروج في مسيرات مليونية يوم الجمعة المقبل في ميدان التحرير والميادين الكبرى في كافة محافظات مصر تحت شعار “جمعة الوحدة الوطنية والتطهير”. وقالت اللجنة في بيان لها أمس “أن تلك المسيرة المليونية تأتي لمواجهة مؤامرات أعداء الثورة من فلول النظام السابق والحزب الوطني المنحل والبلطجية والمجالس المحلية الفاسدة لقيامهم ببث الفتنة الطائفية بين أبناء مصر وزعزعة أمن الوطن والمواطن”.
وأضافت اللجنة “إننا ندعو أبناء الشعب المصري بكافة طوائفه وفئاته الذين يدركون أن الوطن والثورة يمران بمرحلة خطيرة للنزول إلى ميدان التحرير والميادين الكبرى في أنحاء مصر حماية للوطن وأمن المواطن، ونطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي ائتمنه الشعب على ثورته القيام بواجبه في تأمين هذه المليونية”. وتتكون اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية من 6 حركات هي “ائتلاف شباب الثورة”، و”جماعة الإخوان المسلمين”، و”الجمعية الوطنية للتغيير”، و”مجلس أمناء الثورة”، و”تحالف ثوار مصر”، و”ائتلاف مصر الحرة”.
من جانب آخر أصدر رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف قراراً بإحالة المتهمين في أحداث إمبابة إلى محكمة أمن الدولة العليا طوارئ نظراً لتشابك القضية وتعدد الأطراف المشاركة فيها. وستتم الإحالة بعد جمع الأدلة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتهمين. وألقت الأجهزة الأمنية المصرية أمس القبض على 10 أشخاص على خلفية إذاعة تسجيل مصور على شبكة “الانترنت” يدعو لحرق كنائس إمبابة.
وقال مصدر أمني مسؤول إنه يتم التحقيق حالياً مع هؤلاء الأشخاص لمعرفة مدى وجود صلتهم بأحداث إمبابة من عدمه. وكان تصوير مسجل قد انتشر على العديد من المواقع الالكترونية على شبكة “الانترنت” يدعو المسلمين إلى مهاجمة الأقباط وحرق جميع الكنائس بامبابة وذلك بعد الأحداث التي وقعت بإمبابة السبت الماضي واسفرت عن مقتل 12 شخصا واصابة 240 اخرين. ومازال الهدوء الحذر يسود حي إمبابة أمس ولا تزال قوات الجيش والشرطة تفرض حظر التجول بشارعي الأقصر والبصراوي في الحي مع انتشار مجنزرات ومدرعات ورجال الجيش والأمن المركزي بإعداد غفيرة.
وفي الأثناء واصل الآلاف من الأقباط أمس لليوم الثالث على التوالي اعتصامهم أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون بشارع كورنيش النيل بماسبيرو مطالبين بمحاكمة الجناة في أحداث امبابة وما قبلها وبمحاكمة المعتدين على الكنائس والتعامل بحزم مع كل من يتسبب في أحداث فتنة طائفية. والتقى محافظ الجيزة الدكتور علي عبدالرحمن أمس راعي كنيسة العذراء بامبابة للتنسيق بشأن بدء أعمال الترميم حيث تم اسناد أعمال الترميم إلى شركة المقاولون العرب المتخصصة في أعمال الإصلاحات والترميمات الإنشائية.
وقال المحافظ انه اتفق مع راعي الكنيسة على اتاحة الفرصة لاقامة الشعائر الدينية والصلوات بالكنيسة أثناء أعمال الترميم منوهاً انه تم تخصيص دور بالكامل لإقامة الشعائر بخلاف دور آخر لم تطله نيران الحريق. واضاف ان التقييم الإنشائي للكنيسة الذي جاء من قبل شركة المقاولون العرب اكد أن الحالة التي بصددها الكنيسة لا تستدعي الإخلاء الكامل اثناء أعمال الترميم. وتعهد وزير العدل المصري المستشار محمد عبدالعزيز الجندي بملاحقة كل من حرض على الاعتداء على كنيستي مارمينا والعذراء بإمبابة وتقديمهم للنيابة العسكرية تمهيداً لمحاكمتهم. وحذر من تنظيم أي تجمهر أو تظاهر يتسبب في تعطيل العمل بالمنشآت الحكومية أو سير وسائل النقل أو شل حركة المرور بصورة معتمدة مؤكداً انه لم يعد هناك سبيل للتفاوض بعد أن أصبح استقرار مصر على المحك وباتت الوحدة الوطنية في خطر.
واكد المجلس القومي المصري لحقوق الانسان ان النتائج الاولية لبعثة تقصي الحقائق في احداث فتنة إمبابة تشير الى وجود عدد من الاسباب الكامنة تقف وراء انفجار الوضع في مقدمتها التراخي والتباطؤ في التعامل مع التوترات الدينية وعدم علاجها العلاج الملائم وفق القانون العام بما يسهل افلات الجناة من العقاب والتهوين من حالة الاستقطاب الديني المتنامية عبر عقود والانفلات الإعلامي وعشوائية بعض الفضائيات وخوضها في مساحات تباعد بين المصريين وبعضهم البعض. وقال المجلس إنه سيعلن كافة التفاصيل المتعلقة ببعثة تقصي الحقائق التي شكلها في تلك الأحداث اليوم “الاربعاء” حيث سيتم استعراض تفاصيل الأزمة وما توصلت اليه البعثة من معلومات والتوصيات اللازمة منعا لتكرار تلك المصادمات وتقديمها للجهات المختصة.
واكد أن التحريض بوسائل الاعلام وبخاصة فضائيات الإثارة والسجال الديني والتي دعت بعض الأفراد للتوجه لمكان الحدث بما يهدد كيان الدولة وشرعيتها وتفكيك المجتمع بجانب تحدي النظام العام بفرض ما يتصورونه حقوقا بالقوة. كانت أحد أهم العوامل التي فاقمت من أحداث فتنة امبابة مطالبا باتخاذ مواقف حاسمة وصارمة حتى لا ينفلت الامر. واعلن الداعية الشيخ محمد حسان ان الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر وافق على لقاء وفد يمثل رموز التيار السلفي لبحث سبل التوافق على خطاب ديني موحد لمواجهة التطورات التي تمر بها مصر حاليا ولتحقيق الاستقرار والامن وللاتفاق على برنامج عمل يؤسس لتفعيل دور الأئمة خلال تلك المرحلة.
وشدد حسان على انه لا يجوز الاعتداء على قبطي أو ذمي باجماع القرآن والسنة وحذر من مخاطر الفتنة الطائفية مطالبا بتفعيل القوانين وعدم التهويل في التعامل معها أو التقليل من هيبة الدولة.
المصدر: القاهرة