لم يستبعد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز احتمال إجراء مفاوضات سلام بين حركة “حماس” والحكومة الإسرائيلية في المستقبل. وقال بيريز في مقابلة نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” في موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت، بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة والستين لقيام إسرائيل، “لا يهمني الاسم، المهم هو المضمون. ليس هناك شيء دائم وأي شيء يمكن أن يحدث لأن حماس تواجه مشاكل أيضاً وهي ليست قوية جداً”. وأضاف “عندما بدأت مفاوضات مع (الرئيس الفلسطيني السابق الراحل ياسر عرفات) كان يقال لي: إن هذا لن يؤدي إلى شيء. وأعتقد أن الأمر نفسه ينطبق على حماس”. ورأى أن الحركة قد تتعرض لعقوبات اقتصادية دولية إذا لم تقبل شروط اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، خاصة الاعتراف بإسرائيل والاتفاقات الموقعة بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين ونبذ العنف. وتابع بيريز القول “في كل مفاوضات، كل طرف يريد أن يثبت لأنصاره أنه قوي وجريء ولن يتخلى عن شيء. لكن القادة يعرفون، في أعماق أنفسهم، أنه لا خيار لديهم غير صنع السلام”. وأوضح “لا أحد يتطلع الى سفك الدماء، لذلك يجب أن نميز بين المظاهر والامكانات الخفية”. ورفض بيريز انتقاد المجتمع الدولي لرد فعل إسرائيل ضد اتفاق المصالحة الفلسطينية، بدعوى أن إقامة حكومة وحدة وطنية فلسطينية ستكون لها تداعيات سلبية على أمن إسرائيل. وقال “إذا أرادوا (الفلسطينيون) الاتحاد، فليتحدوا. نحن من جانبنا نتحدث عن قضايا أمنية تعنينا وإذا شكلوا وحدة مع منظمة تواصل الدعوة إلى تدمير إسرائيل (حماس)، فالأمر لا يعود مسألة داخلية فلسطينية بل قضية سياسة خارجية تعنينا”. من جهة أخرى ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغ منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري خلال لقائهما في رام الله أمس بأن اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية بين حركتي فتح بزعامته و”حماس” سيعزز فرص السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضافت أن عباس أطلعه على آخر المستجدات الفلسطينية الخاصة بالمصالحة. إلى ذلك، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض اليوم الثلاثاء المجتمع الدولي الى الضغط على إسرائيل للإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية التي احتجزتها رداً على اتفاق المصالحة. وقال فياض أمام حشد من الاقتصاديين في رام الله “نتابع قضية وقف تحويل المستحقات الضريبية من إسرائيل مع مختلف الجهات الدولية للضغط على إسرائيل لوقف هذه المخالفة”. وتساءل “اذا لم يتمكن المجتمع الدولي من التدخل بفاعلية, لوقف هذه المخالفة, لا أدري ما الذي من الممكن أن نتوقعه في حال طلبنا من المجتمع الدولي إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية؟”. في غضون ذلك، أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن فرنسا أبلغت القيادة الفلسطينية رغبتها في تنظيم مؤتمر دولي للسلام على هامش مؤتمر “باريس 2” لتعزيز الدولة الفلسطينية نهاية شهر يونيو المقبل. وأكد في تصريح لصحيفة “الأيام” الفلسطينية ترحيب القيادة الفلسطينية بأي جهد لإحياء عملية السلام يستند إلى إقامة الدولة الفلسطينية داخل حدود عام 1967. وقال “لقد تحدث معنا المسؤولون الفرنسيون في هذا الموضوع ونحن مع أي محاولة دولية لإلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية وقبول حدود 1967 للدولة الفلسطينية كمرجعية للمفاوضات”. وجدد رفض أي محاولة لشطب أي من قضايا الحل النهائي للقضية الفلسطينية، خاصة القدس واللاجئين.