لقطة لطبعة حذاء على التراب لا تبدو مثيرة عند النظر إليها للوهلة الأولى، إلا أنها إحدى أشهر لقطات القرن العشرين، حيث جرى تصنيفها كواحدة من بين الصور الفوتوغرافية المئة التي غيرت وجه العالم إنها طبعة حذاء رائد الفضاء الأميركي ''نيل آرمسترونج'' على سطح القمر عام ·1966 في سباق غزو الفضاء الخارجي، عندما كان العالم يرزح تحت سطوة القطبين العملاقين الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة الأميركية سجل التاريخ الغلبة للروس في اختراق الفضاء الخارجي· ولكن ما لبثت الولايات المتحدة أن عادت للحاق بركب السباق فتصدرت سدة المشهد في غضون سنوات قليلة خلال ستينيات القرن الماضي وكان الهدف الحلم هو وصول أول رحلة بشرية إلى سطح القمر· كانت غاية تاريخية تستحق الإعداد الدقيق والتوثيق الدامغ، حينها لم يكن أمام وكالة ناسا الفضائية الأميركية التي وثقت كل رحلاتها بتفاصيلها الدقيقة على موقعها الكتروني الخاص "ksc.nasa.gov" من أجل تسجيل رحلة المركبة ''أبولو''11 التي هبطت فعليا على القمر في يوليو 1969 سوى استخدام واحدة من أرقى آلات تصوير ذلك الزمان وهي الكاميرا ''الهازبلاد 500 سي'' مفخرة الصناعة السويدية من فئة الخمسة وثلاثين مليمترا ذات النيجاتيف من فئة الحجم الوسط· ولتلك الغاية تم تدريب رائد الفضاء ''نيل آرمسترونج'' على استخدام الكاميرا على سطح الأرض أولا في ظروف كان يتوقع أن تكون مشابهة للأجواء على سطح القمر نفسه· لم تكن عملية التصوير بالمهمة اليسيرة خصوصا مع ارتداء رائد الفضاء بدلة سميكة، مستخدما كاميرا ثقيلة كانت محمية بوضعها في غلاف خاص، ولأن تلك اللحظة لا يمكن أن تتكرر بسهولة طلبت الشركة المصنعة للكاميرا ''الهازبلاد 500 سي''، أن يترك رائد الفضاء واحدة من آلاتها على سطح القمر قبل عودته، وبعدها أصبحت الشركة تقول في اعلاناتها الفوتوغرافية مفاخرة بتلك الكاميرا: ''نيل آرمسترونج ترك واحدة على سطح القمر''· وقد كانت تلك العبارة تسحر ألباب الناس والمصورين الفوتوغرافيين على وجه الخصوص· بعدما خطا ''آرمسترونج'' أولى خطواته فوق سطح القمر وتبعه زميله ''بزز الدرين'' التقط طبعة قدمه على تراب القمر قائلا عبارته الشهيرة كما تؤكد موسوعة ''ويكيبديا'' الالكترونية الحرة ''هذه خطوة صغيرة لانسان، ولكنها قفزة عملاقة للجنس البشري''· وقد قام الاثنان بوضع صفيحة معدنية على سطح القمر كتبا عليها ''هنا وضع رجلان من كوكب الأرض أقدامهما للمرة الأولى على القمر لقد جئنا إلى هنا بسلام من أجل جميع البشر''· ثم قام الرجلان بتصوير تلك الصفيحة المعدنية التذكارية التي حملت اسميهما، بالاضافة الى اسم الرئيس الأميركي في ذلك الوقت ''ريتشارد نيكسون''· أما قصة اعلان ''آرمسترونج عن إسلامه بعد سماعه للآذان بعد هبوطه على سطح القمر (وهي القصة التي يتداولها الشباب العرب بكثرة على منتديات الانترنت العربية) فتنفيها الكثير من المراجع والمواقع الألكترونية كما هو الحال مع موقع مجلة ''دليل الانترنت'' التي تنفي القصة جملة وتفصيلا· خريطة جديدة للمقاصد السياحية ترسمها الأحوال الجوية غضب الطبيعة يضرب عشاقها مصطفى على، أبوظبي - هناك واقعتان على وجه التحديد أصابتا السياح بهلع لا ينسى، الأولى طوفان ''تسونامي'' الذي ضرب دول شرق آسيا في 2004 والمأساة التي خلفها، والثانية الإعصار ''ويلما''، أقوى الأعاصير المسجلة تاريخيا في المحيط الأطلنطي، والذي ضرب شبه جزيرة ''يوكاتان'' في المكسيك برياح سرعتها 175 ميلا في الساعة في ،2005 وبعثر الدمار في كل مكان، وأصيب آلاف السياح في ساحل الكاريبي وذووهم ومن علم بأمرهم من الإعلام بالصدمة والرعب· على أية حال، الواقع الآن هو أن المناخ قد تغير، وكثرت الأعاصير، حتى أصبحت مادة اعتدنا على رؤيتها في الصحف، والدليل أن ''كاترينا'' الذي ضرب الولايات المتحدة في 2006 مازال في الذاكرة، وشهد العام الماضي 17 إعصارا من بينها ''فيلكس'' و''هيرنييت'' و''جابرييل''، أما ''ماركو'' فأحدث أعاصير العام الحالي في أميركا اللاتينية· ولا داعي لذكر الزلازل في آسيا وهاجس دولها من الـ''تسونامي''· وأغلب الحديث عن الأعاصير في الدمار الذي تخلفه، ولكن الجديد أن الأعاصير تؤثر على كل الأنشطة الحياتية، من بعد وقوعها وحتى قدوم الأعاصير التالية، وتنسحب التأثيرات التي تحدثها التغيرات المناخية الحادة على الترفيه أيضا، ومن بينها السياحة· السائحون يبحثون الآن عن أماكن آمنة لقضاء عطلاتهم، خوفا من الأعاصير المتزايدة والزالازل والطوفان وغيرها من الكوارث الطبيعية، والتي أصبحت شائعة حتى أنه يمكننا أن نسخر من هذا الواقع بالقول إن ''الكارثة تأتي مجانا مع الرحلة!'' إلا إن البعض لا يمكنهم مقاومة الإغراء بقضاء وقت ممتع في المناطق الاستوائية خاصة في المواسم الهادئة، حيث تصبح الحشود أقل والأسعار ممتازة، وتزداد العروض التي تقدمها الفنادق والمنتجعات لإغراء الزائر بالعودة في نفس التوقيت، وأصبح السؤال الآن: هل يمكن الذهاب في رحلة آمنة من الأعاصير؟· الإجابة صعبة لأنه لا يمكن التنبؤ بالطقس بدقة، ولكن على السائح اتخاذ المزيد من الاحتياطات لكي يتجنبها، وقدمت وسائل الإعلام المختلفة نصائح مختلفة من بينها أن يتعلم المسافر استخدام الإنترنت لمعرفة مناخ الوجهة التي يقصدها، أو لمقارنة السياسات التي تتبعها الفنادق والرحلات السياحية وخطوط الطيران في حالة حدوث إعصار، من حيث الحجز والإقامة ورحلات الطيران· فالإنترنت أصبحت أداة لا يمكن الاستغناء عنها حاليا بالنسبة للمسافرين، وإن كنت مصرا على الذهاب للأماكن الاستوائية أو الآسيوية فهناك إرشادات ونصائح عامة· أولها متابعة النشرات الجوية للوجهة التي تقصدها، وفي الإنترنت موقع مثل خدمة الطقس الوطنية ومركز الأعاصير بالولايات المتحدة (www.nhc.noaa.gov) والذي سيكون من المفيد تصفحه قبل السفر إلى الولايات المتحدة وخليج المكسيك وجزر الكاريبي· ولنفس الغرض أيضا مواقع (www.caribbeantravel.com) و(www.cdera.org) و (www.stormcarib.com)· وتختلف سياسة شركات الطيران في حالة وقوع أعاصير بشكل كبير، فهناك بعض الشركات تسمح للمسافرين بتغيير خطط السفر بدون رسوم إضافية· وسياسة الفنادق في حالة الأعاصير أيضا مهمة، وهناك العديد من الفنادق خاصة في منطفة الكاريبي تلتزم بحماية السائحين في حالة وقوع أعاصير، وأيضا منظموا جولات سياحية الذين يلتزمون بالحفاظ على ممتلكاتك خلال نفس الظروف الجوية، ولا يفرضوون رسوما إضافية على إلغاء الجولات السياحية أو تأجيلها إذا وصلت سرعة الرياح 70 كم في الساعة أو أكثر· ويعرض موقع (Priceline.com) إعادة رسوم الجولة السياحية إذا أمطرت السماء أكثر من نصف بوصة في اليوم في أكثر من 100 وجهة سياحية· والأفضل اختيار وجهة سياحية بعيدة عن حزام الأعاصير، لأنك بعد كل هذه الاحتياطات قد لا يعجبك شروط التأمين والتي يجب أن تقرأها بحرص، لأن محاذيرها كثيرة وتفسد في حالة تغيير أي شرط من الشروط، أو ستفعل مثلما يقول الخبراء والتنقل في جولة بحرية من جزيرة لأخرى لمزيد من الاحتياط· ويمكنك مطالعة موقع (cruiseweb.com) لمعرفة الخيارات المتاحة في الجولات البحرية· أما إذا كنت مصرا على المغامرة لاتنس الاحتفاظ بسيولة مالية أو شيكات سياحية، ولا تتوقع أن تعمل ماكينات الصراف الآلي في ظل العواصف والأعاصير، وأيضا جهاز تليفون محمول يعمل عن طريق القمر الصناعي! ويجب أيضا أن تضع في الحسبان إلغاء الرحلة، والذي قد يكون هذا هو الحل الأمثل إذا كانت هناك توقعات بإعصار قوي، خاصة إذا كانت شركة الطيران التي ستسافر عليها ستتوقف عن العمل· أو إذا أخليت المنطقة السياحية التي ستزورها بسبب توقع إعصار· وهنا نذكر مرة أخرى بشراء تأمين الإلغاء المفاجىء للرحلة لأي سبب ولو كان مجرد التوقع بحدوث إعصار، ويمكن لهواة السفر والرحلات الولوج للإنترنت للمقارنة بين أسعار التأمين وسياسة كل شركة علي موقع مثل· www.insuremytrip.com وهو بوابة لـ19 من شركات التأمين العالمية ومكان جيد لتبدأ البحث انطلاقا منه·