مبردات شخصية لهواة التمارين الرياضية
سواء كنت رياضياً محترفاً، أو شخصاً عادياً يهوى ممارسة إحدى رياضاته المفضلة في عطلة نهاية الأسبوع، فإن حرارة الجو تؤثر على جودة تمارينك الرياضية وطولها. ولذلك أصبحت العديد من الشركات تسوق أدوات خاصة بالتبريد الشخصي، والتهوية لمساعدة المتمرن على ممارسة رياضته بشكل أحسن ولوقت أطول. وتتوزع هذه المنتجات إلى مراهم وأنواع مختلفة من “الجل”، إضافة إلى سترات رياضية تحتوي على مكعبات ثلج وماء بارد بالنسبة للراغبين في تداريب وتمارين منتظمة في أجواء حارة. وتشمل هذه الأدوات تشكيلة من المواد المخفضة للحرارة والتي يمكن أخذها قبل التمارين أو خلالها. وتوضع هذه المواد في الثلاجة قبل الاستخدام وتشمل سترات لمقاومة الحرارة، ومبردات توضع على مستوى العنق، وقبعات وأغطية رأس وألبسة رياضية مبردة متنوعة وعصابات قد يربطها المتمرن في أي مكان من جسمه، وأيضاً قفازاً مبرداً. وتشترك هذه المبتكرات جميعها في خاصية تبريد الجسم لمدة تتراوح بين نصف ساعة وساعة واحدة، وذلك حسب درجة اشتداد الحر.
وقد لاقت هذه المواد المبردة رواجاً كبيراً لدى الرياضيين وساعدتهم على الانتظام في تمارينهم الرياضية بغض النظر عن حرارة الجو. ويقوم مبدأ هذه المبردات على استهداف شرايين اليد الصغيرة التي تعتبر جزءاً من آليات تبريد الجسم الطبيعية، كما يقول العالم كرايج هيلر من جامعة ستانفورد، الذي أسهم في ابتكار أحد هذه المبردات. فالمستخدم للقفاز المبرد –يضيف هيلر- يلاحظ عندما يلبسه أنه يلمس صفيحة معدنية رخوة مبردة بماء بارد، وهي تنتج ضغطاً هوائياً منخفضاً يساعد على استمرار تدفق الدم الدافئ إلى راحة اليدين، اللتين تكونان باردتين بسبب القفاز.
ويقول العلماء إنه على الرغم من أن لمس بشرة الجسم لشيء بارد تسهم في خفض حرارة الجسم تبدو من اليقينيات التي يؤمن بها معظم الناس، فإن الأمر أكثر تعقيداً مما يبدو. ويعد بعض هذه المبردات غير ذي تأثير ملحوظ بسبب صغر حجمه، مثل ربطة العنق المبردة، وذلك حسب ما خلصت إليه دراسة حول هذه الربطة بينت أنها لا تجعل مرتديها يحس بفرق كبير، لا سيما على مستوى نبضات القلب. ويقول العلماء إن من بين مشكلات هذه المبردات هو البرودة الشديدة لبعضها، والذي قد يتسبب في خنق شرايين الدم، ويعرقل آليات وظيفة التبريد الطبيعية للجسم.
وكشفت دراسة قامت باختبار مفعول سترة مبردة لدى راكب دراجة في غرفة عالية الحرارة أن هذه السترة تزيد من نسبة التحمل لدى مرتديها. ويباع هذا النوع من السترات الذي يطلق عليه “ثيرموبليز” للرياضيين المحترفين في المراكز الرياضية الأميركية والكندية فقط.
وبالنسبة للأشخاص منخفضي الدخل، يمكنهم اللجوء إلى تقنية تبريد مجربة أثبتت نجاعتها تتمثل في غمر جذع الجسم في حوض حمام بارد لمدة 30 دقيقة، إذ من شأن قيامه بذلك مساعدته على تحسين أدائه الرياضي وقوة تحمله خلال التمرن.
وفي دراسة أجريت في جامعة نيومكسيكو على 16 شخصاً يمارسون حمل الأثقال، لوحظ أن الأشخاص الذين يستخدمون هذه المبردات يستطيعون حمل أثقال أكبر من تلك التي يحملها الأشخاص الذين يحملون الأثقال دون الاستعانة بها. وخلصت هذه الدراسة التي نشرت إلكترونياً في مجلة “ميتسن أند ساينس إن سبورت أند إكزيرسايس” إلى أن تبريد راحة اليد “تهيمن مؤقتاً على آليات ضبط مستوى الإجهاد الطبيعية في الجسم” خلال رفع الأوزان الثقيلة.
عن “وول ستريت جورنال”
المصدر: أبوظبي