«الفصول الأربعة» خزانة مليئة بالأسرار والحكايات
«الفصول الأربعة» واحد من أهم العروض المسرحية التي استمتع بها الأطفال والكبار ضمن فعاليات مهرجان الصيف 2010. العرض الذي جسدته إحدى الفرق العالمية في القاعة الشرقية من عالم مدهش، أكبر وجهة ترفيهية مغطاة في المنطقة، حظي بإقبال كبير من الزوار، وامتلأ المدرج الذي يتسع لأكثر من ألف شخص بالأطفال الذين جاءوا برفقة ذويهم لمشاهدة هذا العرض العالمي المميز، فيما حضره آخرون وقوفاً. بدأ العرض الذي تزين بديكورات مذهلة وإضاءة آسرة، بخروج فتاة صغيرة من «خزانة» دولاب كبير، لتتوجه بحديثها للجمهور وتعرف بنفسها «أنا أليس». وتبدأ الفتاة بسرد قصتها الجميلة، وما يضمه هذا الدولاب من أسرار وأخبار وحكايات مليئة بالتشويق، تشابه حكايات ألف ليلة وليلة، إنها حكاية الفصول الأربعة بكل جمالياتها واختلافها وروعة ألوانها، حكاية الطبيعة الصافية، لا شوائب فيها ولا رتوش، جمال خصه الله بالطبيعة، لنعيش أجمل اختلافاتها وأحلى تقلباتها عبر أربعة فصول تشكل سيمفونية رائعة لم تعزفها من قبل يد أي فنان.
ويبدأ العرض مع فصل الخريف الذي يكتسي اللون الأصفر الزاهي، لتسقط أوراق الشجر، وتبدأ الفرقة على أنغام موسيقى تعكس أجواء الخريف بعرض مهارات الرقص والأداء المسرحي التي أذهلت الزوار وجعلتهم يصفقون وقوفاً تشجيعاً لأفراد الفرقة، الذين ارتدى بعضهم تصميمات تعكس مجموعة من الآلات الموسيقية كالطبل والجيتار والبوق، ليمتلئ المسرح بأجواء موسيقية خريفية رائعة الجمال. تهب الريح ويختفي اللون الأصفر قليلاً قليلاً، ليحل محله اللون الأبيض معلناً قدوم فصل الشتاء، يكتسي المسرح لون الثلج، ويبدأ أفراد الفرقة بأداء مجموعة من المهارات والرقص على الجليد، وهم يلبسون الأحذية الطويلة تحسباً لبرد الشتاء، أما البطريق الطائر القطبي المغرم بالثلج، فقد أخذ يرقص فرحاً بفصله المفضل، فصل الشتاء.
لكن لا بد للثلج أن يذوب لتسطع الشمس من جديد، وتزهر الورود والأشجار معلنة بدء فصل الربيع، ليضع العارضون أكاليل الورد على رؤوسهم، ويمتلئ المسرح بأجواء المرح، وتطير الفراشات والعصافير، بينما تقوم واحدة من الفرقة بأداء عرض أذهل الجمهور الذي صفق لها طويلاً من خلال الأرجوحة المعلقة في السقف، والتي بدأت تحركها وتطير بها عالياً وتؤدي حركات غاية في الروعة والتميز.
وأخيراً تكتمل دائرة الفصول مع انتهاء الربيع وقدوم الصيف لتصبح الشمس أكثر حرارة، والفاكهة أطيب وأكثر نضوجاً، أما البحر فامتلأ بعشاقه من محبي السباحة، إنه فصل الفرح والمناسبات السعيدة التي عبر عنها أفراد الفرقة بمجموعة من الحركات الراقصة والملابس التي تعكس جمالية الصيف وروعته. وهكذا تدور الفصول لتحكي أجمل قصة للطبيعة، لينتهي العرض وسط حماس الجمهور الذي صفق طويلاً، فرحاً بروعة الأداء وجمالية المسرحية.
ولم تخف الطفلة فاطمة الهلالي 5 سنوات فرحتها بالعرض الذي أخذت خلاله تقوم عن كرسيها وتقعد، وتصفق تارة وتضحك تارة أخرى، تعبيراً عن فرحتها وحماسها للعرض.
تقول فاطمة التي حضرت برفقة والدتها زينب: «أحببت العرض كثيراً، وأعجبتني خزانة الملابس والطفلة التي خرجت منها، كانت تؤدي حركات جميلة أتمنى لو أتعلمها.
فيما أكدت الأم زينب أن العرض أجمل مما كانت تتوقع، وتتابع قائلة: «الحمد لله، أن العرض لم يفتني فقد كنت حريصة على القدوم لمشاهدته برفقة أولادي، والاستمتاع به في أول يوم من عرضه».
وعبرت منى أبو عايش التي حضرت برفقة ابنتها أيسر بلال، عن إعجابها الشديد بالعرض، لقد أحبت طريقة تعبير الفرقة عن جمالية الفصول، من خلال الموسيقى والألوان والرقصات والحركات المسرحية الجميلة. فيما أبدت أيسر التي تعشق فصل الربيع رغبتها في مشاهدة العرض للمرة الثانية، إنه عرض لا يمل منه تقول أيسر متابعة: أعجبني العرض كثيراً وأحببت كل الفصول، لكن فصلي المحبب هو الربيع، لأني أحب الفراشات والزهور.
المصدر: دبي