الطلب على رحلات السفر البري يرتفع 20%
ارتفع الطلب على السفر البري خلال موسم الصيف الجاري بنسبة 20%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب مسؤولين بشركات النقل البري.
وقال هؤلاء لـ “الاتحاد” إن ارتفاع أسعار الطيران الاقتصادي يسهم في عودة الطلب على السفر البري، بعدما شهد العام الماضي تراجعاً كبيراً في نشاط النقل البري للركاب، بسبب احتدام المنافسة مع شركات الطيران الاقتصادي.
وتتراوح تكلفة الرحلات البرية إلى الدول العربية المختلفة بين 300 و700 درهم للفرد، حيث تختلف الأسعار بناء على المسافة، ومميزات السفر، ووجهة الانطلاق من إمارات الدولة المختلفة، وتستغرق الرحلة المتجهة إلى دمشق نحو 35 ساعة، وتصل إلى 3 أيام عند التوجه للقاهرة.
وأشار مسؤولون بمكاتب السفر والسياحة إلى عوامل أخرى تدفع بعض العملاء لتفضيل السفر البري بخلاف انخفاض الأسعار، وفي مقدمتها الوزن المسموح به للركاب والذي يصل إلى 120 كليو جراما للمسافرين إلى القاهرة ونحو 50 كيلو جراما للمسافرين براً إلى عمان ودمشق، فيما تحدد غرامة الوزن الزائد في السفر البري بنحو 3 دراهم فقط للكيلو.
بينما يحدد الاتحاد الدولي للنقل الجوي “الأياتا” الحد الأدنى للوزن المسموح به على شركات الطيران بنحو 20 كيلو جراما على الدرجة السياحية، و30 كيلو جراما لدرجة رجال الأعمال، و 40 كيلو جراما للدرجة الأولى، ويتراوح الوزن المسموح به في شركات الطيران الاقتصادي بين 10 و30 كيلو جراما، بينما لا تتحمل بعض هذه الشركات أي أوزان، حيث تشترط سداد مبلغ معين على الحقيبة الأولى يتراوح بين 60 و 100 درهم، والحقيبة الثانية بين 140 و200 درهم.
كما تتراوح غرامات الوزن الزائد التي تحددها شركات الطيران بين 20 و 80 درهما للكيلو جرام الواحد، كما تزيد شركات الغرامة لبعض الوجهات إلى أكثر من ذلك.
وأشار مراقبون إلى عدد من مميزات السفر البري بخلاف الأسعار والوزن ومنها سهولة الحجز في أوقات الضغط على شركات الطيران، حيث يمكن الحجز قبل السفر مباشرة، فضلا عن وصول رحلات السفر البري للعديد من المدن والمحافظات العربية التي لا تصل إليها رحلات الطيران، إضافة إلى تفضيل بعض العائلات لاسيما من محدودي الدخل للسفر البري.
فيما رأى آخرون أن استفادة السفر البري من ارتفاع تكلفة الطيران الاقتصادي يقتصر فقط على فترة موسم الصيف والتي تشهد فيها أسعار الطيران ارتفاعاً ملحوظاً، فيما يتراجع اهتمام المسافرين بالسفر البري طوال العام، مشيرين إلى أن الطيران الاقتصادي استحوذ على نحو 70% من عملاء السفر البري خلال السنوات الأخيرة.
تحسن الطلب
وقال ماجد حمدان المدير التنفيذي لشركة بلاد الشام لنقل الركاب بالحافلات إن الطلب على رحلات الشركة لكل من القاهرة وعمان ودمشق ارتفع بمتوسط 20% خلال الموسم الحالي، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، موضحا أن موسم السفر البري يمتد خلال الفترة من يونيو إلى أغسطس من كل عام.
وذكر حمدان أن العام الماضي شهد تراجعاً ملحوظاً في أسعار الطيران الاقتصادي، لاسيما مع بداية إطلاق شركة “فلاي دبي” صيف 2009، لتتراجع أسعار السفر جواً للإسكندرية ودمشق لأقل من 500 درهم، وهو ما أدى لتراجع الطلب وقتها على السفر البري بنسبة وصلت لأكثر من 60%، وهو ما هدد كثيرا من الشركات بالخروج من السوق.
وأضاف حمدان أن الظروف تغيرت خلال هذا العام، حيث ارتفعت أسعار شركات الطيران الاقتصادي لتصل أسعار رحلات هذه الشركات إلى 2000 درهم للوجهات العربية وفي مقدمتها الإسكندرية والقاهرة وعمان والأردن، وهو ما شجع الكثيرين من العملاء على العودة لشركات النقل البري.
وذكر حمدان أن أسعار السفر البري لم تشهد أي زيادة مؤخرا، حيث يقدر سعر السفر لدمشق أو عمان بنحو 225 درهما، يضاف إليها 135 درهما سعر تأشيرة دخول السعودية، فيما يقدر سعر الرحلة إلى القاهرة بنحو 530 درهما، يضاف إليها أيضا سعر تأشيرة المرور بالسعودية، كما تزيد الأسعار للرحلات المتجهة للمحافظات الأخرى بمصر بمتوسط 10 دراهم حسب بعد المحافظة عن القاهرة.
وذكر حمدان أن الوزن المسموح به على رحلات الشركة إلى مصر يقدر بنحو 120 كيلو جراما، فيما يتراوح بين 40 و 50 كيلو جراما للرحلات المتجهة إلى الأردن وعمان، ويتم احتساب 3 دراهم فقط على الكيلو الزائد، مشيرا إلى أن الوزن الزائد غالبا ما يكون مع المتجهين إلى القاهرة فقط.
وأوضح حمدان أن الرحلة المتجهة إلى القاهرة تستغرق يومين إلى ثلاثة، فيما تستغرق الرحلة إلى دمشق بين 30 و 35 ساعة، مشيراً إلى أن رحلات السفر البري تنطلق أيضا إلى أغلب الدول الخليجية، لاسيما الرحلات المتجهة لأغلب المدن السعودية.
رحلات عمرة
وبين حمدان أن تحسن الطلب على السفر البري يرجع أيضا إلى انتعاش رحلات العمرة البرية خلال الفترة الحالية، موضحاً أن سعر السفر البري إلى مكة لا يزيد على 200 درهم، إلا أنه ذكر أن رحلات العمرة الجوية لبعض شركات الطيران الاقتصادي لا تزال تمثل منافسة سعرية لشركات النقل البري.
ومن جانبه، أشار محمد الحفار مدير عام شركة الأهلية للنقل البري إلى مميزات أخرى للسفر البري يمكن الاستفادة منها في مواجهة المنافسة الشرسة من شركات الطيران منخفض التكاليف.
وأضاف أن السفر البري يتميز بسهولة الحجز في أوقات الضغط على شركات الطيران، حيث يمكن الحجز قبل السفر مباشرة، وهو ما يفيد كثيرا من المسافرين خاصة خلال هذه الفترة من العام والتي تشهد ضغوطا كبيرة على الطيران.
وتابع أن السفر البري يفيد العائلات بشكل كبير، سواء من حيث أسعار السفر وكذلك الوزن المسموح به، فضلا عن وصول رحلات السفر البري للعديد من المدن والمحافظات العربية التي لا تصل إليها رحلات الطيران.
زيادة الوزن
ومن جانبه قال محمد العطية مدير شركة المتقدمة للسياحة والسفر إن أسعار الطيران الاقتصادي تحدد بناء على العرض والطلب، وبما أن هذه الفترة تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الطلب، فمن الطبيعي أن تشهد هذه الأسعار بعض الزيادة الطفيفة لبعض الوجهات التي يزيد عليها الطلب.
إلا أن العيطة يرى أن ارتفاع أسعار الطيران الاقتصادي لا يعد السبب الرئيسي لتحسن الطلب على السفر البري، موضحاً أن هذا الطلب على السفر البري يرجع في المقام الأول إلى زيادة الوزن المسموح به للركاب والذي يصل إلى أكثر من 100 كيلو جرام للرحلات المتجهة للقاهرة، مقابل نحو 40 كيلو جراما للرحلات الجوية. وقال العيطة إن بعض شركات الطيران استجابت للإجراءات الدولية التي اتخذت مؤخراً لتخفيض الوزن المسموح به، وهو ما أسهم في تراجع الطلب على السفر بهذه الشركات.
وأضاف العيطة أن أوزان الأمتعة باتت تمثل نقطة تفضيلية مهمة للمسافرين حاليا.
من جانبه يرى علاء العلى مدير شركة نيرفانا للسياحة أن ارتفاع أسعار الطيران الاقتصادي غالبا ما يكون خلال فترة موسم الصيف بسبب زيادة الطلب، إلا أنه في الأوقات العادية غالبا ما يتقارب كثيرا مع أسعار السفر البري.
وأوضح العلى أن السفر البري تأثر سلباً بانتشار شركات الطيران منخفض التكاليف، بحيث يمكن القول إن الطيران الاقتصادي استحوذ على نحو 70% من عملاء السفر البري خلال السنوات الأخيرة، موضحاً أنه في الأيام العادية يصل سعر تذكرة الطيران الاقتصادي لبعض المدن العربية لنحو 700 درهم، وهو ما يتقارب كثيرا مع أسعار السفر البري.
وأضاف العلى أنه لا يمكن تجاهل مزايا السفر الجوي أيضا مقارنة بالسفر البري الذي قد يمتد لأيام، ما يسبب المزيد من الإرهاق للمسافرين، مقابل نحو 3 ساعات فقط جوا.
وأوضح العلى أن استفادة السفر البري من ارتفاع تكاليف الطيران الاقتصادي تكاد تقتصر على موسم الصيف، موضحا أن السفر البري قد يخدم في المقام الأول العائلات مرتفعة العدد لاسيما من محدودي الدخل.
المصدر: أبوظبي