جو من الاثارة والتشويق عاشه زوار عالم مدهش مع «سكة الروع».. واستعاد كثيرون معه أيام الطفولة... الفعالية التي اقيمت في ركن التراث بالقاعة الغربية من عالم مدهش، استقطبت الكبار والصغار على حد سواء، الذين عاشوا خلالها قصص الأجداد وحكاياتهم الشعبية، عبر بيت قديم إجتمع فيه أبطال القصص المتداولة والأساطير الشهيرة التي كانت تروى للأطفال لتلقينهم دروساً وعبراً عن الحياة. «أم الدويس» و»أم الهيلان» و»بابا درياه» قصص يعرفها الكبار والصغار جيدا، يصطلح عليها في اللهجة المحلية بـ «الخراريف»، وعادة ما تقوم الجدات اللواتي يتحلق حولهن الأحفاد وأبناء الجيران، بسردها ضمن روايات اخرى غريبة سمعنها بدورهن من الجدات والأمهات في الماضي. وفي مشهد اسطوري جذب انتباه جميع من حضروا هذه الفعالية أُطلقت هذه القصص بشكل اقرب للواقع، والتقى زوار «سكة الروع» بأبطال القصص الشعبية والأساطير، الذين جسدوا شخصيتها كما تم سردها في القصة... حالة من التشويق وتجربة ليس لها مثيل خاضها زوار سكة الروع بالفعل... «أم الدويس»تلك المرأة شديدة الجمال، التى تبدو من ملامحها انها لاتزال في مقتبل العمر، بشعرها الطويل المنسدل وجمالها الآسر الذي لايقاوم، تفوح من جسدها رائحة المسك والعنبر، وتتزين بالذهب، صوتها ناعم لا يستطيع الرجال مقاومته، تأتيهم في الأماكن الخالية وتطلب منهم أن يتبعوها، ولا يجيبها إلا الشاب اللاهي، أما الشاب ذو الفضيلة والأخلاق الحسنة، فيبتعد عنها ويذكر إسم الله فتختفي... تحمل القصة عبراً كثيرة اذ تشير الى أن الجمال الخارجي يمكن أن يخفي وراءه شراً كامناً، وخاصة عندما يستخدم لإغواء الآخرين بعيداً عن الفضيلة. «أم الهيلان»من أكثر القصص الشعبية الشائعة هي الأخرى، تجسد في ثناياها المعتقدات التي تتناول «العين الحاسدة»، وأم الهيلان ، إمراة تدخل بيوت الناس بلا إستئذان، لاتخطىء عينيها أحدا، إن نظرت إليه تسبب له الأذى، ولاتترك البيت الذي تدخله إلا وتصيبه بالحسد. اما «بابا درياه»او (أبو البحر)، فهي من القصص المرتبطة بالبحر، وانتشرت بين سكان الإمارات الذين يعيشون على ساحل البحر، وخصوصاً من قبل البحارة والصيادين وغواصي اللؤلؤ... و»بابا درياه» كما تقول «الخراريف» اعتاد أن يتسلل إلى قوارب الصيادين ليخطف أحد البحارة، ويغرقه في البحر، فكل من يركب البحر يسمع صياح «بابا درياه» طالباً النجدة، ولكن البحارة يعلمون أنهم إذا أنقذوه فسوف يسرق مؤونتهم من الطعام والشراب، ويحاول أن يخرب سفينتهم مما يعرضهم للغرق، ولذلك يأخذون الحيطة والحذر منه، ويقومون بقراءة سور من القرآن الكريم والأدعية التي تبقيه بعيداً عن سفنهم، ويبدو أن الأهالي استخدموا هذه الحكاية لتخويف أولادهم وخاصة الشباب، وذلك لمنعهم من الذهاب ليلاً إلى البحر.