هناء الحمادي (أبوظبي)

يجمع كبار السن على أن صيف الإمارات ينضج فيه الكثير من الفواكه الصيفية ليشبع أهل القرى، حيث يفرح المزارعون باستضافة أقاربهم وتوافد أولادهم من كل مكان كانوا يعملون فيه ليقضوا وقت القيظ.
ويسترجع المزارع الستيني خميس رحمة ذكرياته، التي تشير إلى أن الآباء والأجداد في الماضي كانوا ينتظرون موسم الصيف بفارغ الصبر ليتقاسموا الفاكهة الطيبة وما تجود به الأرض من خيرات، حين يهل الصيف وتبدأ تباشيره بالظهور، فيسارع الأهالي إلى جني ثمار الفواكه الصيفية مثل اللوز والمانجو واللومي والتين من المزارع وأشجار البيوت.
ويتذكر لحظة القفز من فوق أسوار المنازل لجمع التين بقوله: كانت طفولة بريئة، كنا نتسلق جدار البيت للحصول على تلك الفواكه اللذيذة التي تثمر أيام القيظ، لجمع أكبر قدر من التين، ثم البحث عن شجرة نستظل تحتها نأكل الثمار ونستمتع بمذاق ما قطفته أيادينا، مشيداً بتلك الأيام الجميلة والسلوك الذي أصبح من الماضي البعيد.
أما عبدالله الرحومي، فيقول إن الصيف في الماضي كان أغنى الفصول التي تجود بالفواكه اليانعة ذات المذاق الطيب، التي ينتظر موسمها بلهفة وفرح، مشيراً إلى أن صيف الإمارات كان يعج بأصناف كثيرة من الفواكه التي تنتج محلياً، وكانت موجودة بكثرة إذ يحرص الأهالي على زراعتها، حيث لا يخلو أي منزل من وجود شجرة واحدة على الأقل.
حسن أحمد، الذي يمتلك عدداً من أشجار التين في منزله، أوضح أن الشجرة تعيش في المتوسط من 50 إلى 70 عاماً، وقد يصل عمرها إلى 100 عام في الظروف البيئية الملائمة لها، مضيفاً: لو نظرنا إلى هذه الثمرة لوجدنا أن منها الأبيض والأحمر والأسود، وهي من الأشجار الفصلية متساقطة الأوراق، يصل ارتفاعها إلى أكثر من عشرة أمتار، وتأخذ أشكالاً مختلفة من هرمية إلى كروية، وتتحمل أشجار التين البرودة الشديدة والحرارة الشديدة، فيما يساعد الجو المعتدل على كثرة وجودة المحصول.
ولا تستمر ثمار التين بالنضج بعد قطفها كباقي أنواع الفواكه، ولذا يجب الانتظار حتى تنضج تماماً، أي عندما تذبل أعناق الثمار وتتدلى للأسفل، وتكون الثمرة طريةً وناعمة الملمس، ويفضل قطفها عندما تكون ناضجة تماماً لأن طعمها وهي غير ناضجة ليس طيباً.