أيـــن ركنت سيارتي؟
أن تقضي وقتا مسليا في مركز تجاري متنقلا من طابق الى آخر ومن واجهة محل الى مقهى الى مركز للترفيه أمر ممتع، لكن المتعة قد تتحول الى كدر بعد جولة التبضع والاستجمام ما لم تحفظ طريق العودة·
تخيل مثلا أن تنزل من أول درج كهربائي يصادفك وتتجه ناحية طابق من طوابق الباركينج ممسكا بأكياس ممتلئة بالمشتريات وتدرك فجأة أنك نسيت أين ''ركنت'' سيارتك· يا له من موقف مزعج!، ويا لها من دوامة تلك التي ستجعلك تلف وتدور بين مواقف المولات الكبرى التي تتحول في لحظة كهذه إلى متاهات لا أول لها ولا آخر·
معظمنا مررنا بمثل هذه التجربة المربكة التي تضيع الوقت وتتلف الأعصاب، وسط لفحات الهواء الساخن وضجيج المكيفات· وعلى الرغم من اللافتات الموزعة في كل اتجاه والتي تدعونا لنتذكر أين ''ركنّا'' السيارة في المواقف الداخلية المتشعبة والمتعددة الطبقات، الا أننا نسهو عنها في معظم الأوقات· الغريب والطريف أيضاً، أن وقوعنا مرة ومرتين وثلاث في مأزق نسيان موقع السيارة لا يعني أننا لن نعيد الكرة· ويبدو أن لا حل لهذا المأزق الا بأن ''يركن'' الواحد منا سيارته أمام أقرب مدخل يصعد منه الى المول على أن يعاود الخروج منه بعد الانتهاء من جولة التسوق·
أفضل حل
هذا الرأي ليس من عندياتنا، ولا من بنات أفكارنا، بل هو الطريقة التي يتبعها معظم الذين التقينا بهم في ثلاثة من أكبر المولات في البلاد حيث لا يخفى على أحد كم الإرباك الذي تحدثه مواقف السيارات الشاسعة خصوصا مع انتشار المراكز التجارية الجديدة· أم عبد الله - مثلا - تفضل أن يوصلها السائق الى المول لأن البحث عن باركينج يخرب مزاجها ولا سيما اذا لم تتوفق بمكان قريب من الردهة التي اعتادت عليها· وتجربتها في هذا المجال لا تشجع إذ سبق لها أن أمضت ساعة كاملة تبحث عن سيارتها في موقف أحد المولات ولم تتمكن من العثور عليها الا بمساعدة من الشرطة التي اصطحبتها في جولة بين طوابق الباركينج · وفي قصة طريفة تخبرنا خديجة علي أنها لا تذهب الى المول الا برفقة أختها الصغرى التي ترشدها في كل مرة أين ''ركنت'' سيارتها، وتقول إنها تمتلك ذاكرة جيدة بحيث تعرف كيف تصل سريعا الى الموقع· وبعد البحث والتدقيق اكتشفت خديجة أن أختها بكل بساطة تدون اسم الردهة ورقم الموقف على راحة يدها بمجرد النزول من السيارة· ومثل كثيرين مثلها تتقصد ندى الرفاعي أن ''تركن'' سيارتها في جانب معين من الموقف تتذكره بسهولة، وفي حال كان المكان شاغرا تختصر على نفسها مشقة اللف والدوران وتعاود أدراجها الى البيت·
مطلوب اختراع
من جهة أخرى لا يعترف الرجال بالإرباك نفسه الذي يحدث للنساء، وقلة منهم يقرون بأنهم وقعوا في مثل هذا الفخ إذ تعتبر الغالبية أن المرأة أقل قدرة من الرجل على حفظ الاتجاهات وجغرافية الأماكن والعناوين· ويعتبر أحمد عبد الله أن مواقف السيارات الواقعة تحت الأرض هي من اكثر الأماكن التي تسبب له الازعاج فكيف اذا حدث أن تاه عن سيارته هناك· وهو لا يستغرب أن تحدث مثل هذه ''اللخبطة'' مع امرأة أنستها متعة التسوق أين ''ركنت'' سيارتها· وهنا يقترح إبراهيم مبارك أن يتم اختراع جهاز مبرمج يكشف موقع السيارة توزعه المراكز التجارية على روادها، وبرأيه سوف يشهد هذا الجهاز إقبالا كثيفا من فئة النساء· فهل من مخترع؟