بكين (وام)

حضر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومعالي وانغ تشي شان نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة، أمس، حفل الاستقبال الذي نظمته سفارة الدولة في بكين، بمناسبة مرور 35 عاماً على تأسيس العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية.
كما حضر الحفل الذي أقيم في فندق تشاينا وورد- بكين، الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للمطارات، ومعالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة، ومعالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، ومعالي علي بن حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، ومعالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية المبعوث الخاص لرئيس الدولة إلى جمهورية الصين الشعبية، وسعادة محمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، وعلي عبيد علي الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية، والشيخة حصة بنت محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، بجانب أعضاء السفارة والملحقيتين العسكرية والتجارية، وعدد من أصحاب المعالي الوزراء من الجانبين الصيني والإماراتي، وطلبة الإمارات الدارسين في الصين وعدد من رجال الأعمال الإماراتيين، إضافة إلى كبار المسؤولين في الحكومة الصينية والحزب الحاكم وشركاء الإمارات الصينيين في مجال الاقتصاد والأعمال والتجارة والثقافة، فضلاً عن السفراء الصينيين السابقين لدى دولة الإمارات.
وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن اعتزازه بالعلاقات الراسخة والمتطورة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة مع جمهورية الصين الصديقة والتي تشهد ازدهاراً غير مسبوق، مؤكداً أن علاقات الإمارات والصين لها مردود إيجابي كبير في مسيرة البلدين على المستويين الاقتصادي والسياسي والتعاون المشترك والذي تعود بداياته الفعلية إلى إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خلال عام 1984 بما يملكانه من مقومات وعناصر قوة يرتكزان عليها في تطويرها وتنويعها. وخلال لقاء سموه طلبة الإمارات الدارسين في جامعات ومعاهد الصين، حثهم على مواصلة الاجتهاد والمثابرة وبذل أقصى جهد لتحقيق التفوق، والاستفادة من المجالات العلمية والمعرفية المتطورة التي تتيحها هذه الجامعات والمعاهد التي يدرسون فيها، كما حثهم على أن يكونوا خير سفراء لبلدهم في الخارج، وأن ينقلوا صورته الحضارية المتميزة، وما يتحلى به الشعب الإماراتي من قيم أصيلة، مؤكداً أنهم يمثلون جسراً مهماً للتواصل الحضاري البنَّاء بين الشعبين الصديقين.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن الدولة لن تدخر جهداً في توفير الدعم والإمكانات كافة التي تساعدهم على طموحاتهم في نيل أعلى الدرجات العلمية واكتساب العلوم والمهارات والخبرات المتقدمة.
من جانبهم، أعرب طلبة الإمارات عن سعادتهم واعتزازهم بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، موجهين شكرهم وتقديرهم للدعم الذي تقدمه لهم الدولة ليواصلوا مسيرتهم العلمية بتفوق، مؤكدين سعيهم ليكونوا عند حسن ظن قيادة الدولة في استمرار بذلهم الجهود في تحصيلهم العلمي والإسهام مع بقية إخوانهم الطلبة في دعم تطور الوطن وتقدمه. كما تفقد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، معرضاً لمصورين إماراتيين تضمن صوراً فوتوغرافية التقطوها لمعالم ومناطق عدة في الصين.
وشهد حفل الاستقبال إزاحة الستار عن مجسم المبنى الجديد لسفارة دولة الإمارات في بكين.
كما تضمن الحفل عزف السلامين الوطنيين لدولة الإمارات وجمهورية الصين، إضافة إلى عروض تراثية إماراتية وصينية بجانب عرض فيلم وثائقي تناول مراحل تطور علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين والمحطات المهمة التي تخللتها والشخصيات البارزة التي أسهمت في تطورها لاسيما الزيارة التاريخية لمؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» التي قام بها عام 1990 وشكلت حجر الأساس الذي بنيت عليه مراحل تطور العلاقات الثنائية بين البلدين. يذكر أن العلاقات الإماراتية- الصينية مرت في محطات تاريخية شكلت الصورة المثالية الحالية لهذا الانسجام في الرؤى والأهداف بين القيادتين، فخلال عامي 2009 و2012 وبدعوة من نائب الرئيس الصيني آنذاك «شي جين بينج» قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارتين مهمتين شكلتا بداية حقبة جديدة للتعاون المشترك، حيث تزامنتا مع الطفرة الاقتصادية الصينية التي بدأت ملامحها بالتجلي في ذلك الوقت، ثم تبعها سموه بزيارة ثالثة عام 2015 عملت على تعزيز أواصر العلاقات الاستراتيجية الممتدة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، كما وسعت مجالات التعاون في مختلف القطاعات الثقافية والاجتماعية والتعليمية والتدريبية، إلى جانب المجالين الأمني والعسكري، ما مكّن البلدين من رفع مستوى العلاقات من العادية إلى الاستراتيجية. ومن أهم محطات الزيارات بين البلدين، زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» إلى بكين، ومشاركته في منتدى الحزام والطريق الذي عقد في العاصمة الصينية بكين خلال شهر أبريل الماضي، كما كان لسموه زيارة سابقة عام 2008 التقى خلالها مع كبار المسؤولين الصينيين، وعقد عدة اجتماعات مهمة، تزامناً مع الفعاليات الاقتصادية في مدينتي بكين وشنغهاي.
كما زار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي جمهورية الصين الشعبية للمشاركة في الدورة السادسة لمنتدى التعاون العربي- الصيني على مستوى الوزراء في يونيو 2014.
وفي المقابل، قام عدد من كبار المسؤولين الصينيين بزيارات لدولة الإمارات العربية المتحدة كان من أبرزها زيارة الرئيس الصيني «يانج شونج» إلى دولة الإمارات خلال شهر ديسمبر عام 1989، ثم زيارة «ون جيا باو» رئيس الوزراء الصيني في عام 2012، شارك خلالها في الدورة الخامسة للقمة العالمية لطاقة المستقبل، وتم خلال الزيارة توقيع اتفاقية للشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية الصين الشعبية، تبعتها زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ بي التي التقى خلالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأجرى فيها محادثات مع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، الأمر الذي حدد بشكل أكثر وضوحاً اتجاهات تطور العلاقات بين البلدين مستقبلاً.