المنافسة ومصاعب التوريد أكبر تحديات تواجه «سامسونج»
سجلت سامسونج الكترونيكس أكبر شركة تكنولوجيا في العالم من حيث المبيعات تراجعاً نسبته 30 في المئة لصافي أرباحها في ربع السنة الأول من عام 2011، ما يعزى في المقام الأول إلى شدة المنافسة في مجالي الهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون المسطحة.
وحذرت الشركة الكورية الجنوبية التي تصنع سلسلة هواتف جالكسي الذكية والكمبيوترات اللوحية، من احتمال أن تواجه الصناعة نقصاً في بعض المكونات في أعقاب كارثة الزلزال والتسونامي الذي ضرب اليابان في شهر مارس الماضي.
وقال مسؤولون تنفيذيون في شركة سامسونج إنه من المنتظر أن تستمر أحوال الأعمال الصعبة خلال ربع السنة الثاني من هذا العام بسبب ما يواجه الاقتصاد العالمي من عراقيل وكذلك شدة المنافسة في مجالي الأجهزة الالكترونية الاستهلاكية والهواتف المحمولة.
كما كشفت سامسونج عن تراجع أرباحها التشغيلية بنسبة 33 في المئة إلى 2949 مليار وون (2,8 مليار دولار) خلال ربع السنة الأول في أدنى مستوياتها لفترة سنتين تقريباً، بينما زادت مبيعاتها بنسبة 6,8 في المئة إلى 36985 مليار وون. وهبط صافي ربح سامسونج 30 في المئة إلى 2785 مليار وون متوافقاً إلى حد كبير مع التوقعات التي صرح بها من قبل.
غير أن روبرت يي رئيس قطاع علاقات المستثمر قال إن سامسونج تتوقع زيادة الطلب على إنتاجها من الرقائق الدقيقة وشاشات ال سي دي في ربع السنة الثاني لغاية باقي العالم.
وقال سونج جونج وهو المحلل الاقتصادي في مؤسسة دايوو سكيوريتيز للأوراق المالية: “ينتظر أن تشكل أشباه الموصلات لسامسونج المحرك الرئيسي لإيرادات أرباع السنة المقبلة وأن تستمر قوة دفع أعمال الاتصالات بالنظر إلى أنه من المرجح أن تحظى موديلات سامسونج الجديدة على قبول المستهلكين”.
يذكر أن شركة سامسونج تهيمن على سوق رقائق الذاكرة حيث تبلغ حصتها 40 في المئة في السوق العالمية. وسجل قطاع أشباه موصلات الشركة هامش تشغيلي نسبته 17,9 في المئة في ربع السنة الأول بالنظر إلى أن أسعار رقائق الذاكرة التي تعد من المكونات المهمة في أجهزة الكمبيوتر الشخصية والأجهزة الالكترونية المحمولة أخذت في الصعود منذ أن أضرَّت كارثة زلزال وتسونامي اليابان بسلسلة التوريد.
كما سجل قطاع هواتف سامسونج المحمولة أداء أفضل من المتوقع في ربع السنة الأول محققاً هامش ربح تشغيلي نسبته 13,5 في المئة وهي الأعلى منذ أوائل عام 2008.
وتبلغ حصة سامسونج في سوق الهواتف المحمولة 19,7 في المئة بعد نوكيا البالغة حصتها 31 في المئة، بحسب إحصائيات مؤسسة ستراتيجي اناليتيكس التحليلية.
ويتوقع محللون أن تظل سامسونج تزيد حصتها في سوق الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية.
وتقول بيانات الشركة إن هاتف جالكسي اس الذكي بيع منه 14 مليون جهاز منذ إطلاقه أواخر شهر مايو 2010، وينتظر أن تكشف سامسونج عن نسخة لوحية جديدة تسمى “جالكسي تاب” في شهر يونيو المقبل.
غير أن سوق الكمبيوترات اللوحية تشتد المنافسة فيها على نحو مطرد حيث ينتظر أن تكشف سوني عن أحدث أجهزتها اللوحية قريباً.
كما أن سامسونج متورطة في معركة قضائية مع شركة أبل التي أقامت ضدها دعوى حقوق براءات اختراع مؤخراً. فقامت سامسونج برفع دعوى مضادة في كل من آسيا وأوروبا.
وفي إشارة إلى احتدام المنافسة في السوق قالت اتش تي سي صانعة الهواتف الذكية التايوانية إنها باعت في الربع الأول ثلاثة أمثال عدد الهواتف الذكية التي باعته من عام مضى في نفس الفترة. وأعلنت أنها سجلت إيرادات وأرباح قبل الضريبة تفوق التوقعات بلغت 104,2 مليار دولار تايواني (3,64 مليار دولار) و17 مليار دولار تايواني على الترتيب.
من جانب آخر تدرس سامسونج الكترونيكس بيع قطاع خاسر من قطاعات أعمالها هو قطاع سواقة الأقراص الصلبة hard disk drive بغرض جمع المال اللازم استثماره في مجالات نمو جديدة بحسب خبراء في هذا الشأن. تأمل سامسونج أن تبيع هذا القطاع مقابل 1,5 مليار دولار غير أنها قد تدرس عرضاً لشرائه بأقل من مليار دولار.
وتعتبر سيجات تكنولوجي المتخصصة في تصنيع الأقراص الصلبة إحدى الشركات المرشحة لشراء هذا القطاع. ومن شأن بيع قطاع الأقراص الصلبة أن يساعد سامسونج على إعادة الاستثمار في مجالات أعمال واعدة.
يذكر أن سامسونج الكترونيكس قالت في شهر فبراير الماضي إنها تعتزم تشكيل شركة تآلف مع شركة خدمات العقاقير العضوية كويتايلز ترانسناشيونال كورب المتمركزة في الولايات المتحدة ضمن توجهها نحو تنويع أنشطتها في غير مجال الإلكترونيات الاستهلاكية.
نقلاً عن: «فايننشيال تايمز»
ترجمة: عماد الدين زكي