«البيئة»: تركيب 9200 مصيدة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء في مزارع رأس الخيمة
نجحت الحملة الوطنية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء، في الوصول إلى الغالبية العظمى من مزارع رأس الخيمة خلال النصف الأول من العام الحالي، بعد تركيب أكثر من 9200 مصيدة فرمونية في 6854 مزرعة في كل مناطق الإمارة، ضمن استراتيجية وزارة البيئة والمياه، والتي تستمر حتى نهاية العام المقبل، ويتم تنفيذها بإشراف فنيين متخصصين وفرق فنية مدربة.
وكشف المهندس سعيد حسن البغام مدير إدارة الصحة الحيوانية والنباتية بالوزارة المنسق العام للحملة، أن جهود الشهور الستة الأولى من العام الحالي في إمارة رأس الخيمة أسفرت عن تغطية 6854 مزرعة في الإمارة، والتي يبلغ عدد أشجار النخيل فيها 808 آلاف نخلة، حيث تم حصر المصائد الفرمونية والحشرات التي تم صيدها خلال النصف الأول لعام 2010، وذلك في منطقة الحمرانية وخت وشمل والدقداقة وشعم وأذن، وبالتعاون والتنسيق مع بلدية رأس الخيمة وإدارة الأشغال والخدمات العامة.
وأضاف البغام أن الوزارة قامت بتركيب 9259 مصيدة فرمونية في المناطق المذكورة، وقامت بحملة لرش 56 مزرعة لمكافحة السوسة، بالإضافة إلى إخطار المزارعين برسائل خطية لإزالة النخيل المهمل، والتي بلغ عددها 19962 نخلة في 189 مزرعة.
وقال إن نجاح الحملة يعتمد على عوامل كثيرة أهمها تزامن عمليات تنفيذ المكافحة في جميع المواقع والمزارع وانتظام عمليات الإشراف والمتابعة بالتعاون بين الوزارة وكافة الجهات الاتحادية والمحلية المعنية وأيضا القطاع الخاص، وكذلك استجابة وتعاون المزارعين لتنفيذ وتطبيق آليات الحملة بمزارعهم.
وقال المهندس محمد صالح المحرزي مدير المنطقة الشمالية بالوزارة، إنه تم إعداد خطة انطلاق وعمل الحملة في المنطقة بتحضيرات وتجهيزات كثيرة منها حصر نسبة الإصابات بسوسة النخيل الحمراء وتحديد المواقع الأشد إصابة وأكثر المواقع إصابة بآفتي الحميرة والدوباس والمزارع المهجورة، إضافة إلى دراسة ما يتعلق بتوافر المياه ونسبة ملوحتها والمزارع التي تقع في المناطق الوعرة وإعداد خطة لتغطيتها، وأضاف: تم تشكيل لجنة تنفيذية تعنى بمتابعة أعمال الحملة إلى جانب زيارات ولقاءات إرشادية في المزارع للتعريف بأهداف الحملة وتوعية المزارعين بدورهم.
وقال إن الوزارة بادرت إلى تبني استخدام عدد من حزم المكافحة المتكاملة وبأسلوب يتوخى جوانب الفاعلية ضد الآفات المستهدفة، ويهتم بترشيد استخدام المبيدات الكيميائية، بهدف حماية أشجار النخيل والمحافظة على سلامة البيئة والإنسان فيها.
وأشار إلى أن المرحلة الثانية للحملة، والتي بدأت مطلع العام الجاري، استمرت فيها أعمال توزيع وتركيب المصايد الفرمونية، وكذلك توزيع المصائد الضوئية لمعظم المزارع الكبيرة والمتوسطة والمزارع المزودة بالكهرباء علاوة على إجراء العلاج الموضعي للأشجار المصابة بسوسة النخيل باستخدام أقراص الفوستوكسين وكذلك متابعة أعمال مكافحة الحشرات التقليدية على المجموع الخضري لأشجار النخيل بالمواقع المصابة بهذه الحشرات «نطاطات أوراق النخيل» (الدوباس) «وذبابة البلح الصغرى» (الحميرة) ، وأن الإجراءات الوقائية التي تقوم بها الوزارة وبالتعاون مع الجهات تتخذ بغرض حماية الأشجار السليمة من الإصابة والحفاظ على التوازن البيئي بين الآفة المستهدفة والآفات الأخرى بالمزرعة، ولتلافي حدوث الإصابة عند توفر ظروف مناسبة لها.
يذكر أن الإجراءات الوقائية في مكافحة سوسة النخيل الحمراء تعتمد على طريقتين هما المقاومة الحيوية عن طريق اللجوء إلى المصادر الطبيعية لمقاومة الآفات الزراعية أو على الأقل الحد من شراسة هجماتها على عوائلها إلى ما يعرف حديثاً بعلم المقاومة الحيوية وتهدف مثل هذه المقاومة إلى تلافي الآثار السلبية لاستخدام المبيدات الكيميائية، وخفض معدلات الاستهلاك العالية من هذه المبيدات للحد من الأثر التراكمي لبقاياها وانعكاسه على البيئة والصحة العامة، والحد من ظهور السلالات المنيعة من الحشرات نتيجة الإسراف في استخدام مجاميع كيميائية ذات قدرة أبادية عالية، فيما تعتمد الطريقة الثانية على تنشيط الأعداء الحيوية في البيئة للقيام بدورها وإعادة التوازن الأيكولوجي (البيئي) إلى المستوى الطبيعي المحافظ على مكونات البيئة المختلفة.
المصدر: رأس الخيمة