ليكيب :هنري كسب الرهان الفرنسي
أثبت بما لا يدع مجالاً لأي شك أنه لا غنى عنه في صفوف منتخب الديوك الفرنسية، وهو بالفعل ورقة رابحة للمدير الفني ريمون دومينيك، ولكنه لم ينجح حتى الآن في إقناع جماهير اقليم كاتالونيا معقل نادي برشلونة الإسباني الذي يلعب له منذ بداية الموسم·
النجم الفرنسي الهداف تيري هنري الذي رفع رصيد أهدافه الدولية مع منتخب بلاده إلى 48 هدفاً بالهدفين اللذين سجلهما خلال المباراة الودية الأخيرة التي لعبها منتخب فرنسا أمام منتخب تونس وفاز عليه 1/،3 ليتجاوز بذلك وبفارق سبعة أهداف كاملة مواطنه الشهير ميشيل بلاتيني نجم منتخب الديوك في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، والذي توقف رصيده عند 41 هدفاً بالهدف الذي سجله في دور الثمانية لبطولة كأس العالم 1986 في مرمى منتخب البرازيل في المباراة التي انتهت بتعادل الفريقين في الوقت الأصلي 1/1 وانتهت بفوز فرنسا 3/4 بضربات الترجيح·
وبعد أن حظي هنري برضا الفرنسيين وتصالح مع جماهير منتخب بلاده بعد أدائه الطيب في آخر ثلاث مباريات لعبها الديوك وهي على الترتيب صربيا 1/2 ورومانيا 2/2 وأخيراً مباراة تونس الدولية الودية 1/،3 فإنه بات في حاجة ماسة وشديدة لنيل رضا جماهير كاتالونيا التي تشجع بجنون فريقه البارسا·
وعن هذا الوضع المتناقض بين ما يعيشه هنري مع منتخب بلاده وما يعانيه في ناديه الإسباني برشلونة، تقول صحيفة ليكيب الفرنسية: هنري البالغ من العمر حالياً 31 سنة لا يعيش حالياً أفضل أيامه في ناديه على عكس حاله مع منتخب الديوك· والسبب في تقدير الصحيفة يرجع إلى أن هنري عندما يلعب لبرشلونة يشركه المدرب على الجانب الأيسر في ظل طريقة 4-3-3 وتكون النتيجة أنه لا يؤدي بالشكل المطلوب منه، علاوة على أنه يلعب قليلاً في الدوري الإسباني ورغم ذلك نجح مع منتخب بلاده في أن يسجل هدفين في ثلاث مباريات·
وتضيف الصحيفة قائلة: ''وحتى في الفترات التي لعب فيها هنري أساسياً مع ناديه لم تتوقف انتقادات جماهير كاتالونيا تجاهه أبداً''· وأعربت الصحيفة عن أملها في أن يلعب تيري هنري اليوم مع ناديه برشلونة في مباراته ضد فريق اتلتيكو بلباو في الدوري الإسباني، وإن كانت الصحيفة قد أبدت في الوقت نفسه تشككها في إمكانية مشاركته في المباراة لإعطائه قدراً أكبر من الراحة بعد المباراتين الأخيرتين مع منتخب بلاده أمام رومانيا وتونس''·
ووصفت الصحيفة هنري بأنه أفضل مدافع عن المدير الفني لمنتخب بلاده ريمون دومينيك وانه كان من أوائل من هبوا لنجدته وإنقاذ ماء وجهه عندما ضيق الإعلام الفرنسي الخناق عليه في محاولة لإبعاده عن تدريب المنتخب، ولكن المجلس الفيدرالي الفرنسي أنصفه مجدداً منذ أيام قليلة ووافق على استمراره في قيادة منتخب الديوك حتى مونديال 2010 بجنوب أفريقيا ولا سيما أن الوقت لم يعد يسمح بالتغيير وأن معظم اللاعبين يرغبون في استمراره لمنحه فرصة جديدة ومنحهم هم أيضاً نفس الفرصة لإثبات الذات وتعويض ما فات·
وتعترف الصحيفة بأن دومينيك نجح في توظيف هنري التوظيف الصحيح في ظل طريقة 4-2-3-1 التي يلعبها ويمنحه حرية أكبر في الحركة بالنزول إلى وسط الملعب عندما يلزم الأمر، والتحرك في قلب الهجوم بنفس القدر من الحرية وهو ما لا يتاح له عادة في فريقه برشلونة في ظل وجود الكاميروني الهدّاف صامويل ايتو الذي يعيش أفضل حالاته الفنية وأيضاً في ظل تألق الأرجنتيني الموهوب ليونيل ميسي، وهو ما يجعل تيري هنري يشعر أحياناً بنوع من الغربة، ويزيد الأمور سوءاً الهتافات العدائية التي تقودها بعض الجماهير ضده عندما يلعب· وتقول الصحيفة أيضاً إن هنري مثلما ضرب بقوة مع منتخب بلاده وأجاد وتألق وسجل فإنه في حاجة ماسة الى أن يفعل نفس الشيء مع البارسا حتى يكتسب ثقة الجماهير وحبهم·· وإذا كان قد كسب رهان المنتخب فعليه أيضاً أن يثبت قدرته علي قبول التحدي الذي وضعته فيه جماهير كاتالونيا وأن ينجح في إقناعها بأن الهداف القدير نجم مدفعجية أرسنال السابق ما زال في جعبته الكثير ولم يصل إلى مرحلة الشيخوخة بعد، وانه مثلما ملك قلوب الجماهير الإنجليزية على امتداد سنوات لعبها للأرسنال، قادر أيضاً بالإرادة والتصميم على أن ينتزع الآهات من حناجر جماهير البارسا في اقليم كاتالونيا حتى ولو جلس على دكة الاحتياطي اليوم في لقاء البارسا مع اتلتيكو بلباو
المصدر: القاهرة