هناء الحمادي(أبوظبي)

من يزور جاره أو إحدى المزارع التي تعج بها الكثير من مناطق الدولة، يصادف شجرة الليمون، أو كما تسمى محلياً اللومي، شامخة غنية بثمارها الصيفية، تزين البيوت وتعطي نكهة للشاي الأحمر أو وجبات الطعام، حيث يزرعها الكثير من أهل الإمارات كشتلات صغيرة، تكبر بسرعة تحت أنظار وابتسامات صاحب البيت. المزارع سعيد الظنحاني من الفجيرة قال: لديّ الكثير من أشجار الليمون التي تعتبر ثمارها رفيقة تروي الظمآن في الصيف، وقد كنا في الماضي نقطف اللومي من الشجرة ونعصرها بعد وضع الماء البارد وقليل من السكر لشرب العصير الطازج، حيث يزداد جمال المشهد بتساقط حبات اللومي على حوض السباحة في المزرعة.
ويسترجع عبيد اليماحي حكاية اللومي في الماضي: صباح كل يوم نجمع الكثير من حبات الليمون لتوزع على الجيران، وتكون تلك هي هدايا القيظ عندما تبدأ تباشيره، كما أن المسافر الذي ينتقل لإمارة ثانية غالباً ما يحمل معه خيرات وبشارات الصيف من اللومي والهمبا واللوز والعسل.
وحسب اليماحي لم يقتصر الأمر على ذلك، بل كانت الأمهات يقمن بتجفيف الليمون تحت أشعة الشمس ليتحول إلى نوع ثانٍ وهو «اللومي اليابس أو المجفف وهو الحلقة الثانية من الليمون الإماراتي، فهذه الحبات الشاحبة السوداء من الثمر الصغير تدخل في الكثير من الطبخات، مثل الصالونة أو يعصر منها على السلطات، خاصة النوع المحلي الذي له نكهة ومذاق مختلف عن بقية الأنواع في الأسواق.
أما موزة الحميري فأشارت إلى أن ربة المنزل تجفف الليمون في مكان يتعرض لأشعة الشمس، لعدة أسابيع، وتقلبها بين فترة وأخرى كي تجف كاملة، وتنفض عنها الغبار والأتربة، ثم ترفعها من الشمس حين يتحول لونها إلى البني، قبل أن يتحول إلى الأسود، لأنها إن صارت سوداء فتسبب مرارة الطعم.
وتوضح شيخة الرحومي أن الليمون يدخل أيضاً في الطبابة «الطب» خاصة عند التعرض للاحتقان أو المغص، غير ذلك يمكن المسح بنصف لومية على مكان لدغة بعض الحشرات فيخف أثر الحكة، وفي الزينة كانت النساء تغلي في الماء عشر حبات من الليمون اليابس بعد شقها قليلاً، ثم تترك لتبرد، وبعدها تعجن بها الحناء فتصير داكنة اللون عند تخضيب اليدين أو القدمين.