الدعاوى القضائية تلاحق «شيخ العرب همام» وتدين رقصات «العار» .. قبل العرض
تسببت الإعلانات عن مسلسلات شهر رمضان على شاشة عدد من الفضائيات العربية في إثارة حفيظة بعض من لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذه الأعمال، إلى جانب عدد من المحامين الذين رفعوا دعاوى قضائية في محاولة لوقف عرض هذه الأعمال.
وفي مقدمة هذه الأعمال مسلسل “شيخ العرب همام” ليحيى الفخراني وصابرين وعبدالعزيز مخيون وريهام عبدالغفور وتأليف عبدالرحيم كمال وإخراج حسني صالح، والذي يحكي قصة حياة الأمير همام بن يوسف المعروف بـ”شيخ العرب همام” زعيم قبيلة الهوارة في صعيد مصر، حيث أقام أحد أحفاد الشيخ همام ويدعى عبدالكريم محمد عمر الهمامي دعوى قضائية أمام محكمة عابدين بالقاهرة للأمور المستعجلة حملت رقم 1908 لسنة 2010، طالب فيها بمنع عرض المسلسل بعد عرض لقطات منه اعتبرها مسيئة لشخصية جدهم التاريخية، وأنها تصوره كزير نساء ومراهق ومتزوج من امرأتين رغم أنه كان متزوجاً من سيدة واحدة تسمى “صالحة”.
وقال عبدالكريم إنه رفع دعواه بعد موافقة عائلة الهمامية، خاصة أن أسرة المسلسل زارت مدينة فرشوط واطلعت على الوثائق التاريخية للأمير، ولكنها تجاهلت الالتزام بالسياق التاريخي للشخصية، كما لم تعرض السيناريو على أحفاده قبل التصوير، كما وعدت. وأكد أن عرض المسلسل بالشكل الحالي سيؤدي إلى الاحتقان والتلاسن بين العائلات.
ومن جانبه، أكد يحيى الفخراني أن المسلسل لا يسيئ إلى أحد، وأنه يقدم الشخصية كما هي مكتوبة في السيناريو الذي يسلط الضوء على بطولاته ومواقفه المشرفة والعظيمة، وطالب الجمهور وأقارب “شيخ العرب” بالتمهل في الحكم على العمل حتى يتم عرضه بشكل كامل في رمضان، وألا يعتمدوا على مشاهد معينة فقط عرضت كدعاية للمسلسل.
باروكة صابرين
وتعرضت صابرين لحملة انتقادات واسعة من علماء الدين ونشطاء “الإنترنت” بسبب خلعها الحجاب وارتدائها الباروكة في المسلسل، وهو ما دفع أحد المحامين إلى إقامة دعوى اتهمها فيها بالإساءة إلى الحجاب والتحريض على نشر الفساد بارتداء باروكة بدلاً من الحجاب، وأن هذا الأمر يمكن أن يدفع الفتيات للاقتداء بها، واعتبرها البعض نموذجاً سيئاً للفتاة المحجبة التي تخلع حجابها تحت ضغوط الآخرين، وانتشرت الدعوات عبر شبكة الإنترنت والمنتديات لمقاطعة المسلسل، كما هاجم عدد من الدعاة بينهم الدكتورة ملكة زرار والدكتور سعيد المغربي الأستاذ بكلية أصول الدين موقف صابرين.
وقالت صابرين إنها لم تخلع الحجاب، ولكنها أرادت أن تحافظ على صدقية الشخصية التي تجسدها في أحداث المسلسل، حيث تظهر في مشاهد كثيرة منه داخل منزل الزوجية، وظهورها بالحجاب في مشاهد تجمعها بزوجها داخل المنزل يقلل من صدقية دورها.
أزواج الحاجة زهرة
أثار مسلسل “الحاجة زهرة وأزواجها الخمسة” لغادة عبدالرازق جدلاً كبيراً من خلال الدعاوى المرفوعة ضده بدعوى أطروحاته حول تعدد زيجات المرأة وتشجيعها على الانفصال عن زوجها وعدم مراعاته لقدسية الشهر الفضيل، وأنه سيكون النسخة النسائية من مسلسل “عائلة الحاج متولي”؛ لأن بطلته تتزوج 5 مرات.
وقالت غادة إن أسرة المسلسل حصلت على موافقة الأزهر، ولا يمكن أبداً أن نفعل شيئاً ضد الدين، أو عادات وتقاليد المجتمع، والفن بشكل عام يجب أن يكون فيه إبداع وخيال، ويجب ألا نحاسب الدراما كما نحاسب المجتمع، فهناك أمور كثيرة تصنع في الفن لمجرد إضحاك المشاهد.
أما المؤلف مصطفى محرم، فأكد أن العمل يستند إلى مشاكل طلاق المرأة مثل طلاقها غيابياً ثم ردها أيضاً غيابياً وبغير علمها وإذا تزوجت شخصاً آخر تكون الزيجة باطلة وهنا تنشأ المشكلة، كما يناقش أيضاً مشكلة العصمة في يد الزوجة و”زهرة” تجد نفسها متزوجة من خمسة رجال وكل منهم له حكاية معها.
“الجماعة” وتاريخهم
يتوقع كثيرون أن يثير مسلسل “الجماعة” لإياد نصار وعزت العلايلي وتأليف وحيد حامد وإخراج محمد ياسين، ويتناول قصة جماعة “الإخوان المسلمين” جدلاً واسعاً خاصة أن الإعلانات التي تم بثها عن المسلسل ركزت على صور العرض العسكري الذي نفذه طلاب “الإخوان” في جامعة الأزهر عام 2006، إلى جانب عدد من اللقاءات السرية التي كان يعقدها الشيخ حسن البنا مؤسس الجماعة، وهو ما دعا نجله المحامي سيف الإسلام إلى إقامة دعوى قضائية لمنع عرض المسلسل، خاصة أنه طلب أكثر من مرة قراءة السيناريو حتى لا يحدث تجاوز في حق الأسرة، وهو ما لم تتم الاستجابة له، كما دشن عدد من شباب “الإخوان” صفحة على موقع “فيس بوك” باسم “ضد مسلسل الجماعة”، وضعوا عليها شعار “اعرفنا واسمع منا وليس عنا”، منتقدين ما وصفوه بمحاولة تزوير تاريخ “الإخوان”.
وأكد المؤلف وحيد حامد أنه حصل عقب انتهائه من كتابة المسلسل على تصريح خلا من أي ملاحظات من الرقابة، وأنه مع ذلك واجه انتقادات شديدة من “الإخوان” حتى قبل العرض على شاشات التلفزيون. وأشار إلى أن دافعه لتقديم المسلسل هو توضيح الصورة عن أكبر جماعة معارضة مؤثرة في مصر قائلاً: عملت المسلسل لأوضح للناس من هم “الإخوان” بحياد تام، وأنا باحث عن الحقيقة، واتضح أن “الإخوان” مثل غيرهم لهم عيوب ولهم ميزات وهجوم “الإخوان” على المسلسل يوضح نفورهم من كل نقد.
رقصات “العار”
ونفى أن يكون هدفه تشويه شكل “الإخوان” قائلاً: المسلسل سيوضح وجهة النظر الموضوعية التي اعتمدنا عليها في تناولنا لتاريخ الجماعة ومؤسسها.
أما مسلسل “العار” لمصطفى شعبان وحسن حسني وأحمد رزق وشريف سلامة وعلا غانم وسيناريو وحوار أحمد أبو زيد وإخراج شيرين عادل، فرفعت ضده هو الآخر أكثر من دعوى قضائية أبرزها من المحامي نبيه الوحش المعروف بملاحقته للفنانات قضائياً وحملت رقم 8794 بوقف تصوير وعرض المسلسل بدعوى أنه يحتوي على رقصات وملابس مثيرة ترتديها علا غانم، إلى جانب رقصات بدت مبتذلة، كما اتضح من صور ولقطات المسلسل، وأشار آخرون إلى أن العمل يحمل إيحاءات لا تليق بالعرض في الشهر الكريم خاصة التي يظهر فيها الأبطال وهم يتعاطون المخدرات. وقالت علا غانم إن مشاهدها موظفة ضمن السياق الدرامي للمسلسل، وإنها لا تعرف شيئاً عن الدعوى القضائية، ورفضت ما قاله المحامي، وقالت ملابسي غير مبتذلة، ورقصاتي في المسلسل مناسبة لشخصية زوجة تاجر المخدرات والتي لم تكن موجودة أصلاً ضمن شخصيات الفيلم السينمائي الشهير، والتلفزيون له معايير أشد في الرقابة من السينما.
مضايقات إسرائيلية
أما مسلسل “عابد كرمان”، والذي كان يحمل اسم “كنت صديقاً لديان” من بطولة تيم الحسن وريم البارودي وإبراهيم يسري وعبدالرحمن أبو زهرة وسيناريو وحوار بشير الديك وإخراج نادر جلال، فقد تردد أن تغيير الاسم جاء خوفاً من المضايقات الإسرائيلية، خاصة أن أحداثه تدور حول العميل العربي “عابد كرمان” الذي قدم الكثير من الخدمات لجهاز المخابرات المصري من داخل إسرائيل بين حربي 1967 و1973، وكان من أهمها قدرته على تكوين علاقة صداقة مع وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك موشي ديان وزوجته، كما تردد أن جهاز المخابرات المصرية أبدى العديد من الملاحظات على السيناريو، وهو ما خففه المؤلف بشير الديك، مؤكداً أن الاعتراضات جاءت في حدود شكلية خاصة بالتقنيات وطريقة أسلوب الحوار والتعاملات بين ضباط المخابرات.
ونفى الديك ما أشاعه البعض عن أن المسلسل يتعرض لمضايقات بسبب رفض إسرائيل هذه النوعية من الأعمال التي تظهر فشلها، وأنها أرسلت خطاباً رسمياً بهذا المضمون، قائلاً: إسرائيل لا تملك حق الاعتراض لكي يدعي أحد هذا الكلام، ولا دخل لها بنا، وفي المقابل ترحب المخابرات المصرية بأي عمل يبث روح الانتماء في الأجيال الجديدة ونجاح مسلسل “حرب الجواسيس” لهشام سليم ومنة شلبي في رمضان الماضي أسعدهم بشدة وطالبوني بالاستمرار في هذا الخط.
المصدر: القاهرة