كامبريدج، المملكة المتحدة (وام)

حصلت الشيخة شمّا بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، خريجة برنامج ماجستير قيادة الاستدامة من جامعة كامبريدج، على تكريم خاصّ من معهد «مولر» المرموق في «كلية تشرشل» الذي يجمع كوكبة من أهم القادة ورواد الأعمال في العالم. وتقديراً لجهودها المتميزة في ريادة الاستدامة، عُرضت مقولة الشيخة شمّا «تقع على عاتقنا جميعاً مسؤولية العمل على إيجاد عالم أفضل لأجيال المستقبل» في حرم المعهد بجانب مجموعة أقوال مأثورة لمشاهير وقادة عالميين معروفين منهم ميشيل أوباما والسير ونستون تشرشل.
ويلخّص اقتباس الشيخة شمّا سجلها الحافل والمتميز من الإنجازات التي أسهمت في دعم وتعزيز أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، بما في ذلك مبادراتها المؤثرة في قطاعات الأعمال والتعليم والعمل الإنساني. ومن موقعها كرئيس تنفيذي لمؤسسة «تحالف من أجل الاستدامة العالمية» حيث تسهم الشيخة شمّا في توحيد جهود القطاعين الحكومي والخاص لتطوير حلول مستدامة في مختلف القطاعات. فقد أسست الشيخة شمّا مؤسسة «حلقة الأمل»، وهي مؤسسة غير ربحية تسعى لتمكين الشباب والنساء وتغيير حياتهم للأفضل من خلال التعليم وتشجيع محو الأمية. وتقف هذه المؤسسة وراء العديد من المبادرات المجتمعية البارزة، مثل مبادرة «تبون تقرون؟» التي تهدف إلى تعزيز قدرة الأطفال المرضى في المستشفيات على الشفاء وإعادة التأهيل وتحسين حالتهم النفسية والصحية من خلال القراءة. ونجحت المبادرة في جمع تبرعات كُتب تجاوزت 8,500 كتاب وزعت على الأطفال المرضى. وقدمت المؤسسة أيضاً مبادرة «منارة الأمل» التي وزّعت 10 آلاف مصباح يعمل بالطاقة الشمسية للأطفال في 10 دول، وحظيت بتكريم خاص في قمة حلول الأمم المتحدة لعام 2018. وأسست الشيخة شمّا المجلس التنفيذي لتمكين المرأة الذي يهدف إلى تمكين النساء وتعزيز المساواة بين الجنسين في قطاع الأعمال بدولة الإمارات.
وأُزيح الستار عن اقتباس الشيخة شمّا أمس في معهد «مولر» بحضور زملائها من خريجي برنامج الماجستير، بمن فيهم جيليان سيكريت، الرئيس التنفيذي للمعهد وزميلة كلية تشرشل. حضر الحفل الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان والشيخ خليفة بن سلطان بن خليفة آل نهيان والبروفيسور آثين دونالد، عميد كلية تشرشل.
وبهذه المناسبة، قالت الشيخة شمّا: «أشعر بفخر كبير وأنا أقف اليوم هنا في حرم جامعة كامبريدج لأشهد إزاحة الستار عن اقتباس من أقوالي يُعرض بجانب أقوال مجموعة من أهم القادة العالميين الذين ساهموا في صناعة التغيير في عالمنا. ويشرفني كوني سيدة إماراتية أن أمثّل وطني وأترك بصمة مؤثرة في هذا الصرح التعليمي البارز، وآمل أن تكون كلماتي مصدر إلهام لقائدات المستقبل من العالم العربي وسائر بقاع الأرض ولجميع الزوار أو الطلبة الذين يتابعون دراستهم في هذه المؤسسة التعليمية المرموقة».
وأضافت: «يشرفني أيضاً أن أشارك هذه اللحظة المميزة مع زملائي في برنامج ماجستير قيادة الاستدامة بجامعة كامبريدج الذين أخذوا على عاتقهم مهمة دعم وتعزيز مبادئ الاستدامة ومُثُلها العليا. ونحن كمجموعة قررنا العمل معاً لإرساء الأسس لمشروع عظيم سيترك أثراً إيجابياً في هذا العالم ويوفر غداً أفضل للأجيال القادمة. وسنشكل فريقاً موحداً لتبادل خبرات الاستدامة ودعم المؤسسات الاجتماعية والشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة على مستوى العالم في مسيرتها نحو الاستدامة. فهذه المؤسسات لا تمتلك الخبرات الكافية أو الأدوات اللازمة لتحقيق الاستدامة ولكنها من دون شك تتمتع بإمكانيات واعدة وقدرة متميزة على دفع عجلة النمو والتقدم، والارتقاء بحياة شعوبها والمجتمعات التي تعمل فيها نحو الأفضل». وأكّدت الشيخة شمّا أنّ تحقيق الاستدامة مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع، وينبغي على كل فرد الالتزام بها لضمان تمتع الأجيال القادمة بفرص وموارد بيئية مماثلة لتلك التي تحظى بها أجيال اليوم، بل وحتى أفضل منها. وتابعت: «شهدت خلال حياتي الكثير من التطورات والإنجازات تتحقق وكانت تبدو صعبة للوهلة الأولى، لذا أنا أؤمن بأننا قادرون على جعل المستحيل ممكناً فقط من خلال قوة العزيمة والتصميم ووضع أهداف محددة ورؤية واضحة».
من جانبها، قالت جيليان سيكريت، الرئيس التنفيذي لمعهد «مولر»: «تشرفت بمعرفة الشيخة شمّا كزميلة دراسة في برنامج ماجستير قيادة الاستدامة بجامعة كامبريدج، حيث جمعنا شغفٌ مشترك ومسؤولية موحدة تجاه بناء مستقبل الأجيال المقبلة، وحرصنا على تبني ودعم أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة في مجال الأعمال والقطاع الأكاديمي. ولطالما شكلت الاقتباسات المعلقة على جدران المعهد مصدر إلهام للآلاف من القادة العالميين وطلاب العلم ذوي الرؤى الطموحة في كامبريدج. ونأمل أن تلهم كلمات الشيخة شمّا الآخرين على التحلي بمبادئ القيادة المسؤولة بما يسهم في بناء عالم أفضل».
وقال عبدالله الكعبي، الملحق الثقافي لبعثة الإمارات في لندن: «أنا فخور جداً بإنجاز الشيخة شمّا والبصمة الملهمة التي تركتها في معهد مولر بكلية تشرشل في جامعة كامبريدج، لتقدم نموذجاً يُحتذى به للمرأة الإماراتية التي تطمح دوماً للريادة في مجالها. وتمثل الشيخة شمّا جيلاً من الإماراتيين الذين أخذوا على عاتقهم مهمة تحقيق تغيير إيجابي في عالمنا. ونحن سعداء بما حققته حتى اليوم وما تقدمه من صورةً مشرفة عن الإمارات وعن جهود أبنائها في مجال الاستدامة أمام أصدقائنا في المملكة المتحدة».