علي الزعابي، مصطفى الديب (أبوظبي)

يمتلك خبرة كبيرة في عالم الرياضة، وتحديداً كرة القدم، وشغل العديد من المناصب في الفترة الماضية، منها رئاسة الهيئة العامة للرياضة، واللجنة الأولمبية السعودية، ورئاسة نادي الهلال، وتوجه مؤخراً إلى مجال الاستثمار في عالم «الساحرة المستديرة»، إنه الأمير عبدالله بن مساعد مالك نادي شيفيلد يونايتد الإنجليزي، والذي فتح قلبه لـ«الاتحاد» في حوار خاص، تطرق فيه إلى العديد من الموضوعات، خاصة فيما يتعلق بالدوري السعودي وأسباب تفوقه، فضلاً على الهلال الذي سبق وأن تولى رئاسته.
في البداية، كشف أنه يدرس حالياً الاستثمار في أربع دوريات جديدة حول العالم، مشيراً إلى أنه بصدد الإعلان عن الأسماء قريباً، مؤكداً أن استثماراته المستقبلية، كلها في كرة القدم، في ظل النجاح الكبير الذي يحققه حالياً في تجربته الإنجليزية.
أكد الأمير عبدالله بن مساعد، أن الدوري السعودي يعتبر الأقوى في المنطقة بلا منازع، لعوامل عدة أهمهما وأبرزها المنافسة القوية بين أكثر من فريق على مدار كل موسم، فضلاً على الإنفاق المالي الكبير من المملكة على كرة القدم، إضافة إلى عشق الجمهور السعودي لـ «الساحرة المستديرة»، الأمر الذي يدفعه للحضور إلى المدرجات، بجانب أن اللاعب السعودي نفسه «خامة» جيدة، ويملك مهارات وقدرات تساعد الأندية على الظهور بمستويات تنافسية عالية للغاية.
ونفى رئيس هيئة الشباب والرياضة السعودية السابق، أن يكون الدوري السعودي بطولة «القطب الواحد»، مشيراً إلى أن هناك منافسة كبيرة بين عدد كبير من الأندية التي لا تقل عن 4 أو 5 فرق في الموسم، ونوه إلى أن الهلال بالفعل هو أكثر الأندية فوزاً، من ناحية العدد، إلا أنه لا يفوز بالدوري كل موسم، وهناك تنقل للدرع من موسم إلى آخر.
ورفض الأمير عبدالله بن مساعد مقولة إن الهلال هو النادي الوحيد المدعوم من الدولة، وأن يكون ذلك سبباً في تفوقه، وقال: هذه «خرافة» و«حجة من لا حجة له»، والهلال حاله مثل حال الأندية الأخرى، رغم أنه «الزعيم» فعلياً بالأرقام، مشيراً إلى أن مسألة دعم الدولة للرياضة يسير على خط متساو لكل الأندية، وليس لنادٍ على حساب الآخر، وخير دليل على ذلك تداول البطولات، وتوزيعها بين العديد من الأندية.
وعن سر تفوق الهلال، قال: إنه نادي بطولات وهو كذلك منذ 40 عاماً، ولا يغيب موسم إلا ولديه لقب، وربما لا ينجح في حصد بطولة الدوري لمدة موسمين، إلا أنه سرعان ما يعود سريعاً وأكثر قوة.
وتطرق الأمير عبدالله بن مساعد إلى تتويج «الزعيم» السعودي على قمة الكرة الآسيوية، وقال: الفريق لعب بمستوى أكثر من رائع على مدار السنوات الماضية، ووصل إلى النهائي في الموسم السابق، إلا أنه خسر، لذلك كنا على يقين تام من تتويجه باللقب القاري، والفوز به مجرد مسألة وقت، في ظل وجود شواهد تؤكد ذلك تماماً، سواء على المستوى الفني تصاعد أداء الفريق، أو على صعيد المنافسة مع أندية «القارة الصفراء» بشكل عام. وعاد الأمير عبدالله بن مساعد للحديث عن قوة الدوري السعودي، مؤكداً أن مستوى المنافسة فيه أحد أسباب قوة الأندية خارجياً خلال الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن البطولة تطورت كثيراً، عكس دوريات أخرى كانت قوية، وتراجعت مثل المصري الذي يعد بطولة «القطب الواحد» بسبب فوز الأهلي بالدرع بصفة متواصلة من دون منافسة.
وأضاف: في مصر كان المستوى متميزاً قبل 20 عاماً، إلا أن فوز الأهلي بالبطولة بشكل متتابع، وهبوط مستوى الزمالك والأندية الأخرى عاد بالبطولة إلى الخلف، وأنا متابع للدوري المصري بشكل قوي، وأعشق الزمالك منذ أيام جيل حسن شحاتة وفاروق جعفر، لكن مع كل أسف الأهلي يتفوق دائماً على الزمالك بحالة الاستقرار، رغم أن الزمالك أفضل في العديد من المراحل، والمنتمون إلى «البيت الأبيض» لديهم بعض الهواجس الخاصة، وربما تكون صحيحة، لكن في النهاية أعتقد أن الأهلي يتفوق على الزمالك بالاستقرار. وتطرق الأمير عبدالله بن مساعد عن الاستثمار في كرة القدم، وأسباب اختياره لشيفيلد يونايتد في الدوري الإنجليزي، وقال: شيفيلد من أقدم أندية إنجلترا، وله قاعدة جماهيرية كبيرة، وتعثر مالياً بشكل قاس، ووجدته بسعر مناسب للغاية، الأمر مغرٍ لي بصفتي مستثمراً، وكان لابد من اقتناص الفرصة، مشيراً إلى أن شيفيلد مشروع متكامل يجمع الكرة بالحياة، خاصة أن الجميع كان يخطط إلى عودة النادي للدوري بعد سنوات عدة، لكن ما حدث أننا سبقنا كل التوقعات، وعدنا في عام ونصف عام، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي للنادي في الفترة الحالية، هو تثبيت أقدامه في الدوري الإنجليزي الممتاز، وعدم هبوطه مرة أخرى، وبعد ذلك نبدأ مرحلة أخرى بالوجود في المراكز المتقدمة. وأشار الأمير عبدالله بن مساعد أن تجربة شيفيلد فتحت شهيته لمزيد من الاستثمار في كرة القدم، وأنه مقبل على تجارب جديدة بفاضل بينها حالياً، وقال: لدينا تجربة أيضاً في الإمارات من خلال نادي الهلال يونايتد الذي يلعب بدوري الدرجة الثالثة، ونهدف إلى تطويره بصفة متدرجة.
وعن فتح الاستثمار في الأندية السعودية، شدد على أنه يتمنى ذلك، لكن لن يستثمر في المملكة، إلا في الهلال الذي يعشقه، إذا ما أتيحت الفرصة لذلك.

«الخصخصة» ضرورة للنجاح
قال الأمير عبدالله بن مساعد إن خصخصة الأندية ضرورية لنجاح البطولات، وقال: «النجاح كبير في الدوري الإنجليزي، لأن الأندية شركات تعتمد على المكسب والخسارة، لذلك تبحث دائماً عن التنافسية بصورة واضحة، الأمر الذي يعود بالنفع على البطولة»، متمنياً أن يتم خصخصة الأندية في منطقتنا، من أجل التطور، مؤكداً أنه لا سبيل للتطور إلا مع الاستثمار في كرة القدم، على أن يكون حقيقياً.

من «البيزنس» إلى «الحب»!
أكد الأمير عبدالله بن مساعد أن تجربته مع شيفيلد يونايتد تطورت، وتحولت من مجرد استثمار إلى عشق وحب للكيان، في ظل المشهد الرائع في المدينة، وحب الجماهير هناك للنادي وكرة القدم، ودعمهم الكبير للتجربة، خاصة بعد تعرض النادي لـ «كبوة» كادت تقضي على تاريخه بالكامل.