حسن الورفلي (القاهرة - بنغازي)
يواصل الجيش الليبي الحشد العسكري لقواته في محاور القتال بضواحي طرابلس، بعد دفع القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بآلاف المقاتلين والعتاد العسكري تمهيداً لعملية اقتحام قلب طرابلس، وكثف سلاح الجو الليبي خلال الساعات الماضية غاراته الجوية التي استهدفت تمركزات الميليشيات المسلحة الداعمة لحكومة الوفاق الوطني، ما أدى لمقتل عدد من المسلحين وتدمير آليات عسكرية بالقرب من منطقة كوبري السواني وطريق المطار ومعسكر النقلية.
وقال المكتب الإعلامي للواء 73 مشاة التابع للجيش الليبي: إن قوات الجيش نجحت في استهداف مرصد عسكري تابع للميليشيات المسلحة في طريق المطار، لافتاً إلى اندلاع مناوشات بين قوات الجيش الليبي والميليشيات المسلحة منذ الساعات الأولى، فجر أمس السبت، وذلك في منطقة الأحياء البرية وعدد من محاور القتال في طرابلس.
وأكدت مصادر عسكرية ليبية لـ«الاتحاد» أن القوات المسلحة الليبية تحشد كافة قواتها العسكرية تمهيداً لدخول قلب طرابلس، لافتة إلى أن قوة عسكرية كبيرة في منطقة الجبل الغربي من الزنتان يتم تجهيزها لتلحق بالوحدات العسكرية الأخرى في محاور طرابلس.
ورداً على تأكيدات قيادات عسكرية بارزة في الجيش الليبي على اقتراب ساعة الصفر لاقتحام القوات لقلب العاصمة طرابلس خلال الأيام القليلة المقبلة، أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنها تعمل ما في وسعها مع كافة الأطراف المحلية والخارجية لتجنب التصعيد العسكري في ليبيا وحماية المدنيين من أي استهداف والاهتمام بمن أجبروا قسراً على مغادرة منازلهم.
وأهابت البعثة الأممية بكافة الأطراف الليبية بضرورة احترام بنود القانون الدولي الإنساني الذي يحرم استهداف المدنيين والمرافق الصحية، مضيفة «نذكرهم بالعواقب المترتبة على مخالفة أحكام القانون الدولي والإنساني».
وفي طرابلس، أصدرت وزارة العدل التابعة لحكومة الوفاق قراراً يقضي بالإفراج عن البغدادي علي المحمودي وهو آخر رئيس وزراء في عهد معمر القذافي، موضحة أن الإفراج عنه جاء بناء على التوصية التي انتهت إليها اللجنة الطبية المختصة بشأن ضرورة خضوع المعني لرعاية طبية خاصة في مراكز متقدمة خارج المؤسسات العقابية، وذلك بعد أن استنفدت وزارتا العدل والصحة في حكومة الوفاق سبل علاجه في الداخل.
وأكدت الوزارة أن الإفراج تم لدواعٍ صحية بهدف تمكين النزيل المريض من متابعة علاجه خارج مؤسسات الإصلاح والتأهيل استجابة لاعتبارات الرأفة والرحمة الإنسانية التي تشكل جوهر مبادئ حقوق الإنسان دون أن يعد ذلك بأي وجه من الوجوه إنهاء للمتابعة القضائية للمعني أو فصلاً في التهم المنسوبة إليه.
ويرى مراقبون أن إفراج الميليشيات المسلحة الداعمة لحكومة الوفاق عن البغدادي المحمودي يأتي في إطار الغزل السياسي الذي تمارسه حكومة السراج مع أنصار النظام الليبي السابق، وذلك بهدف تحييدهم عن دعم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية في عملية «طوفان الكرامة» لتحرير طرابلس.
وأكد مراقبون أن الميليشيات المسلحة التي تحتجز عدداً من رموز النظام الليبي السابق تسعى لفتح خطوط اتصال مباشر مع أبرز رموز نظام القذافي، وذلك في محاولة لتجميل صورتها بعد سنوات من تنكيلها بسجناء رموز نظام العقيد الراحل في سجون تحت سيطرة الميليشيات الإجرامية والمتشددة.
وفي جنوب ليبيا، أكدت المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس توقف إنتاج 290 ألف برميل يومياً من حقل الشرارة النفطي جنوبي البلاد.
وأكدت مؤسسة النفط الليبية أن فرقاً من المؤسسة الوطنية تقوم بالتحقق من الصمامات المشتبه بإغلاقها في منطقة الحمادة، مشيرة إلى أنه يجري تحقيق واسع النطاق حول الموضوع الذي لم يؤثر على الإنتاج في حقل الفيل النفطي.
سياسياً، بدأ المبعوث الأممي لدى ليبيا الدكتور غسان سلامة إجراء مشاورات مكثفة مع سفراء الدول الكبرى المعنية بالوضع في ليبيا، وذلك لبحث إيجاد حل للأزمة وتفعيل الحل السياسي في البلاد.
وعقد المبعوث الأممي لدى ليبيا عدداً من الاجتماعات مع السفراء الأجانب الموجودين في تونس، من بينهم سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا آلن بوجيا، وتم الاتفاق على الاستمرار في دعم العملية السياسية وتكثيف الجهود لاحتواء النزاع القائم، بحسب ما أكده المكتب الإعلامي للبعثة الأممية في ليبيا.
وأجرى سلامة لقاءً مطولاً مع سفير المملكة المتحدة لدى ليبيا مارتن رينولدز لبحث آلية إيجاد حل للانقسام في ليبيا وسبل العودة للعملية السياسية في أقرب وقت ممكن، مؤكدين على ضرورة حماية المدنيين كأولوية قصوى.
إلى ذلك، أكدت سفيرة فرنسا لدى ليبيا دعم بلادها الكامل لجهود تقريب وجهات النظر داخلياً وخارجياً وضرورة حماية المدنيين.
وفي أول رد فعل من بعثة الأمم المتحدة في ليبيا على اجتماع أعضاء مجلس النواب الليبي في القاهرة، بحث الدكتور غسان سلامة مع النائب الأول لمجلس النواب الليبي فوزي النويري والنائبين يوسف الفرجاني ومصباح دومة، تفاصيل الاجتماع الأخير في القاهرة وآخر المستجدات السياسية وسبل تخفيف حدة المعارك في طرابلس.
فيما يرى عضو مجلس النواب الليبي أحمد الشارف أن أعضاء البرلمان أكثر الداعمين لتفعيل الحل السياسي منذ عام 2014.