نمو مبيعات السيارات الألمانية في الصين يقود الصناعة إلى الانتعاش
يشهد قطاع صناعة السيارات الألمانية نمواً سريعاً، ويعود الفضل في ذلك للطفرة الكبيرة في مبيعات السيارات في الصين خاصة الفاخرة منها، وكذلك لضعف اليورو.
وتشير آخر أرقام المبيعات العالمية الواردة من شركات صناعة السيارات الفاخرة في ألمانيا، الى تعافي أكبر شركات السيارات في ألمانيا من الأزمة الأخيرة التي لم يشهد القطاع مثلها منذ قرون عديدة، وبقوة لم يتوقعها الكثير من خبراء السيارات ومحللوها.
وتوقع قبل شهور قليلة فقط، العديد من المراقبين في هذا القطاع، أنه لا يمكن للعديد من شركات السيارات أن تتعافى وتعود لمستويات ما قبل الأزمة، قبل حلول العام 2012. وتتوقع كل من “فولكس فاجن”، و”أودي”، أن تحقق مبيعاتها أرقاما قياسية هذا العام تصل الى مليون وحدة، وذلك بعد أن ارتفعت مبيعاتها 19% الى 554,950 سيارة في النصف الأول من العام 2010. وذكرت “بي أم دبليو” أن مبيعاتها ارتفعت بنسبة 13,7% لشهر يونيو المنصرم لتبلغ نحو 119,663، وارتفاع بنسبة 14,1% الى 585,755 سيارة في النصف الأول من العام الحالي.
أما “دايلمر” صاحبة “مرسيدس بنز”، فذكرت انها حققت أفضل مبيعات لها في شهر يونيو بارتفاع قدره 13,2% الى 113,300 وحدة. كما ارتفعت مبيعاتها في النصف الأول من هذا العام، 15,2% الى 556,700 سيارة، حيث تعزي ذلك الى الطلب القوي على الموديلات الجديدة من فئة “إي” و”إس”. ومع ذلك، انخفضت مبيعات الشركة من السيارات الذكية الصغيرة بنسبة 17% في السنة في النصف الأول من العام الجاري.
ويقول إيان روبيرتسون مدير تسويق بي أم دبليو “يتعافى سوق السيارات في بعض الحالات بسرعة أكثر مما هو متوقع. ونهدف للاستمرار في هذا الوضع في النصف الثاني من العام”. وبينما تظهر نتائج “بي أم دبليو”، و”أودي”، و”دايلمر” وغيرها من شركات السيارات، التحول الكبير الذي يطرأ على زيادة الانتاج في ألمانيا، بدأت بوادر التعافي تظهر على مختلف ملامح اقتصاد البلاد، حيث يعزى اضافة كل وظيفة جديدة من بين خمس وظائف، الى قطاع السيارات.
وبعد الحد من المخزون حتى يتوافق مع الركود الاقتصادي الذي حدث في السنة الماضية، يقول كاي بليشنر من “آي جي ميتال” في بادين وورتينبيرج موطن “دايلمر” و”بورش”: “تحاول الآن العديد من الشركات جاهدة توفير طلبات العملاء المتزايدة، مما حدى بمجموعة منها زيادة ساعات العمل”. وقاد هذا التحول الى ارتفاع بنسبة 2,6% أكثر مما هو متوقع في مبيعات السيارات الألمانية الصنع في الصين في شهر مايو الماضي، وذلك حسبما نشرته مؤخراً الدوائر الحكومية الرسمية.
وتاتي هذه الزيادة غير المتوقعة مزامنة مع نمو المبيعات في كل من أميركا والأسواق الناشئة. لكن تعتبر الصين العامل الأكبر، حيث شهدت مبيعات “بي أم دبليو” ارتفاع لأكثر من الضعف في النصف الأول، وكذلك الحال بالنسبة لمرسيدس. اما “أودي” فحققت ارتفاعاً كبيراً قدره 64% في النصف الأول الى 110,000 سيارة.
كما ساعد ضعف اليورو الشركات بزيادة هوامش أرباحها للسيارت الصادرة من الصين، وأميركا، وأوروبا. ولمقابلة الطلب المتزايد، ذكرت أودي انها تخطط للاستمرار في الانتاج في مصنعيها في ألمانيا خلال شهر أغسطس، بدلا عن قفلهما لمدة الثلاث أسابيع في فصل الصيف. كما زادت ساعات العمل في المصانع الأخرى حتى تفي بطلب فئات أيه 3، وأيه 4، وكذلك في مصنع نيكارسولم لانتاج الفئة “أيه 6” و”أيه8”.
عن «وول إستريت جورنال»
المصدر: أبوظبي