استقر قرار المنتج والممثل فراس إبراهيم على التعاقد مع المخرجة الشابة رشا شربتجي لتقوم بإخراج الملحمة التلفزيونية “في حضرة الغياب”، التي تروي سيرة حياة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، بينما تتواصل التحضيرات للانطلاق بتصوير العمل بعد شهر رمضان المقبل مباشرة. يذكر إبراهيم أن هناك أكثر من عشر جهات إنتاجية قدمت عروضاً للمشاركة في إنتاج العمل، أبرزها مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية، وهو يدرس حالياً هذه العروض لاختيار أربع جهات إنتاجية فقط. وسيجسد الأدوار الرئيسية في هذا العمل الجديد عدد كبير من النجوم السوريين والمصريين والفلسطينيين واللبنانيين والأردنيين والتونسيين، ويصل عدد شخصياته إلى أكثر من مئتي شخصية، وسيجري تصويره في كل من سوريا ومصر ولبنان وباريس ولندن وروسيا، لملاحقة تفاصيل حياة الشاعر الكبير في تنقلاته المستمرة بين هذه المدن والبلدان، أما حياته في الأرض المحتلة، فسيجري تصويرها في أماكن مشابهة للبيئة الفلسطينية في كل من لبنان وسوريا، مؤكدا أن جميع المشاركين في هذا العمل سيكونون من نجوم الصف الأول في الدراما العربية، وقد عقد بعض الاتفاقات المبدئية مع عدد منهم، لكنه لم يوقع عقوداً بعد. مغامرة محسوبة وقد انتهى الأديب والسيناريست حسن يوسف من كتابة العمل، الذي أعلن عنه منذ حوالي سنة ونصف السنة، وأخذ وقتاً طويلاً في الإعداد والمراجعة، ولاسيما أنه يتعرض لحياة شخصية أدبية مرموقة، تحظى بشعبية واسعة النطاق، وما زالت صورته ومواقفه حاضرة في أذهان جمهوره، كما أنه شكل خلال حياته حضوراً مهماً ومؤثراً في المشهد السياسي، الذي لم يطرأ عليه الكثير من التطورات منذ رحيله عام 2008، مما يجعل هذا المسلسل مغامرة مثيرة، كما يصفها فراس إبراهيم نفسه. لكن فراس يعبر عن حبه للمغامرة، فهو لا يخشاها، وإلا لما كان قد وصل إلى ما وصل إليه اليوم، ويضيف بأن مغامراته محسوبة وهي بعيدة كل البعد عن التهور، وهذا ما يفسر الوقت الطويل الذي تطلبه الإعداد لهذا العمل. ويطمئن فراس جمهور محمود درويش ومحبيه، ويطلب منهم الاسترخاء، فهو لن يقدم إلا عملاً بمستوى هذه الشخصية الأدبية والرمزية الفذة. ويؤكد فراس إبراهيم أنه قرأ كثيراً عن محمود درويش وجمع كل ما كتب عنه، كما تعمق في قصائده بالتعاون مع الكاتب، للوقوف على الظروف التي كتبت فيها، واستنباط التفاصيل الخافية عن الجمهور. ويقول إنه مازال يبحث في شخصيته ويغوص في أغوارها، ليكون جاهزاً لتجسيدها بمصداقية على الشاشة الصغيرة. ويفاجئنا فراس بالقول: إن كثيراً من الناس يظنون أنهم يعرفون محمود درويش، لكن ما تنطوي عليه هذه الشخصية أعمق بكثير مما يتداوله الناس عنه من الناحيتين الإنسانية والوطنية. وسيكتشف المشاهدون عند عرض العمل مواقف مثيرة وتفاصيل حياتية مدهشة في مسيرة حياة الشاعر الكبير. وقد تم اقتباس عنوان العمل من كتاب لدرويش بعنوان “في حضرة الغياب” يتحدث فيه عن تجربة حياته، ويبوح فيه بوجدانياته الخاصة التي ظل يخفيها ويهمشها في شعره لسنوات طويلة، مقدماً عليها هموم القضية وعشق الوطن. حملة شرسة وكان فراس إبراهيم قد تعرض لهجوم عنيف منذ إعلانه إطلاق مشروعه الجديد، وبدأت حملة شرسة من الكتابات المنددة بالمسلسل وبتجسيده لشخصية درويش فيه، محذرة من المس بالشاعر الكبير. لكن فراس يؤكد أن هذه الهجمة المغرضة لن تؤثر فيه وهو ماض في مشروعه، لأنه على ثقة بأن الجهد الذي بذله والإمكانيات الإنتاجية التي حشدها، ستعطي العمل حقه، ليكون واحداً من أهم أعمال السيرة الذاتية التي قدمتها الدراما العربية. ويضيف أنه تواصل مع مؤسسة محمود درويش والمقربين منه، وحصل على مباركة للمضي قدماً في هذا العمل. ويستشهد فراس بالنجاح الذي حققه مسلسل “أسمهان” الذي تولى إنتاجه العام قبل الماضي وجسد فيه شخصية فؤاد الأطرش، حيث كان همه الأول هو نجاح المسلسل ككل وحاول توفير كل ما من شأنه أن يؤدي إلى ذلك، ويذكّر بأنه لم يفرض نفسه كبطل في العمل، لأن ما يهمه شخصياً ليس مساحة الدور، وإنما مدى ملائمته له، والإضافة التي يمكن له أن يقدمها من خلاله. وفي مسلسل محمود درويش يرى فراس أنه قادر بجدارة على تجسيد شخصية الشاعر، ولن يتراجع عن هذا القرار. فراس في رمضان ويطل الفنان فراس إبراهيم في رمضان القادم على جمهوره بأربع شخصيات مختلفة، اثنتان منها في الدراما المصرية، حيث يشارك بأحد أدوار البطولة في مسلسل “اغتيال شمس” تأليف محسن الجلاد وإخراج مجدي أبو عميرة ، إلى جانب عدد من النجوم المصريين منهم ياسر جلال وصفاء أبو السعود وخالد زكي وسميحة أيوب، ويجسد فيه شخصية لأحد القتلة الذين يطاردون العلماء المصريين بهدف ابتزازهم وترهيبهم للحصول على حقوق اختراعاتهم. كما يطرق باب الكوميديا لأول مرة بشخصية مخرج سينمائي ظريف في سباعية تلفزيونية تحمل عنوان “لعب كبار”. أما في الدراما السورية فيشارك في مسلسل “ساعة الصفر” تأليف مازن طه وإخراج يوسف رزق ومشاركة حسام تحسين بك ومنى واصف ونادين ووفاء الموصلي وصباح بركات ودينا هارون. وكذلك في مسلسل “أسعد الوراق” سيناريو وحوار هوزان عكو وإخراج رشا شربتجي، وهو نسخة جديدة عن عمل حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً في أواسط سبعينيات القرن الماضي، وظل محفوراً في الذاكرة الشعبية السورية، كواحد من أهم الأعمال التلفزيونية التي قدمتها الدراما السورية عبر تاريخها. ويتفاءل فراس بمشاركته فيه، نظراً لأهمية السيناريو المأخوذ عن قصة “الله والفقر” للكاتب السوري الكبير الراحل صدقي إسماعيل، وكذلك براعة المخرجة شربتجي التي يشهد لها كثيرون بالكفاءة، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الفنانين الكبار فيه كمنى واصف وأمل عرفة وأيمن رضا وتيم حسن، وهو يتوقع له بأن يكون من الأعمال القوية لهذا العام.