شبابيك اليمن تحف فنية تثير الخيال
النقش على الخشب فن وعلم ومهارة يتوارثها أبناء اليمن جيلاً بعد جيل، وفي سوق النحت والنقش على الخشب في ما يعرف بسوق “المنجارة” في باب اليمن بصنعاء القديمة يجلس يحيى الطويل في ورشته الخاصة بجميع أنواع النجارة الحديثة والقديمة وبيع التحف الأثرية القديمة والذي تحدث عن فن النقش على الخشب، ممتدحاً إياه باعتباره قديم ضارب في في أعماق حرف المهن النوعية اليمنية.
يقول الطويل:”تعلمت الحرفة من أبي، وعلمتها لأولادي مستلهماً من تاريخنا العريق أبرز الأشكال الفنية الخاصة بفن النقش على الخشب، مشيراً إلى أن أهم الرموز المطلوبة هي نقش ثمرة البن للتذكير بشهرة اليمن في زراعة البن.
وحول كيفية تنفيذ النحت أو النقش، يوضح الطويل أن العملية تبدأ بالرسم ثم تحديد شكل النقش ثم نوع الخشب المناسب، وبعد ذلك يتم النحت بآليات مختلفة وفقاً لطبيعة الخشب. ويشير الطويل إلى أنه لا يسمح للزبائن بالتدخل في عمله، مبرراً أن ذلك “سر المهنة”. ويتابع:”ننقش على الشبابيك والأبواب الخشبية وهي لا تزال مطلوبة لاسيما في الأماكن السياحية والسفارات والمراكز الثقافية على الرغم من انتشار شبابيك الألمنيوم والحديد”.
عوامل النشأة
وعن العوامل التي ساعدت على نشأة فن النقش على الخشب، يقول الطويل:”في مدينة صنعاء القديمة برزت الكثير من العوامل التي ارتقت بحرفة النجارة التي كانت علامة مميزة في تاريخ المدينة فضلاً عن وجود الفنانين المهرة الذين أنتجوا تحفاً آسرة ومتناسقة زينت البيوت الصنعانية من الداخل والخارج، لافتاً إلى أن فن النجارة جعل الأخشاب الصماء تتحول إلى أعمال ناطقة وساحرة بجمالها.
ويكشف أن هناك العديد من الأسر امتهنت النقش على الخشب غير أنها تمر هذه الأيام بمرحلة ركود كبيرة تهدد بتلاشي الأيدي الماهرة في هذه الحرفة اليدوية التي توشك أن تسقط تحت براثن الآلات الحديثة كغيرها من الحرف اليدوية. ويضيف الطويل: في صنعاء اشتهرت عدة أسر بحرف معينة مثلاً أسرتنا كانت الأكثر شهرة في مجال نقش وزخرفة الأبواب الخشبية بينما كان بيت “الأسطى” مشهوراً بنقش المنابر وبيت “الحيلة” مشهوراً بنحت براويز المرايا.
وعن نوع الخشب الذي يفضل استخدامه، يقول:”أفضل استخدام خشب الطنب، لأنه يصمد لمئات السنين دون أن تهاجمه “الأرضة” (حشرات تتلف الخشب) أو يتأثر بالتغيرات الجوية والمناخية، وهو إلى جانب قوته ومتانته ممتاز للنحت والقطع فلا يلتوي ولا يتأثر مهما كانت آلة القطع أو النحت قوية، أما خشب “الطلح” فنستخدمه في صنع الأبواب الخارجية لصلابته، إلا أنه غير مرغوب فيه كثيراً نتيجة قابليته للتشظي، ولذلك لا ينفذ العمل فيه إلا إذا كان أخضر وأفضل ما يصنع منه (المحاريث)، أما خشب الحُمَرْ وخشب البرقوق فيستخدم في صنع قطع الأثاث التي تحتاج إلى خراطة مثل أقطاب (المدايع) ومشاربها قبل تزيينها وتطريزها بالفضة”.
أنواع النقوش على الشبابيك
عن أنواع النقوش على الشبّابيك، يقول الطويل:” الشباك الخشبي المنقوش في العمارة الصنعانية نوعان شُبّاك عَربي وهو عبارة عن قفص خشبي يعلو الجدار الداخلي، ويأخذ شكل الفتحة الجدارية التي رُكِّب الشباك عليها، ويقدر عمق القفص بمقدار بروزه عن الواجهة وهو حوالي 60 سم بإضافة عمق الجدار إلى عمق الشباك.
وهناك الشُبّاك التركي الذي يشبه الشباك العربي لكنه يتميز عنه بمظهره الجانبي المثلث، وتنفتح مقدمته وخلفيته المثقوبة والألواح التي يتكون منها، وتكون مجهزة بصفائح رقيقة من الخشب المتقاطع والمتداخل بشكل مائل”.
المصدر: صنعاء