برايان تومبسون*

شهد قطاع النقل الجوي زيادة كبيرة في أعداد المسافرين تقدر بـ 35% مقارنة بقبل نحو عشرين عاماً، كما يتوقع الخبراء أن يستمر هذا النمو ليصل تعداد المسافرين حول العالم إلى 8.2 مليار شخص سنوياً بحلول 2036، بنمو 50%، ما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في عدد الطائرات والمسارات الجوية.
وفي سبيل تلبية زيادة أعداد المسافرين، فإنه يتعين على شركات الطيران والمطارات العمل لضمان أن المسارات الجوية التي يوفرونها للمسافرين من مختلف أنحاء العالم تواكب احتياجاتهم على النحو الأمثل.
وفي هذا الإطار، تعد إمارة أبوظبي واحدة من أهم الوجهات بالنسبة للمسافرين، حيث توفر باقة واسعة من مواقع الجذب الثقافية والتاريخية والوجهات الترفيهية والمطاعم التي ترحّب بأعداد هائلة من الزوار سنوياً.
في بداية مسيرتي المهنية في القطاع، كانت عملية تطوير المسارات تجري من خلال تقديم حوافز مالية تدفع شركات الطيران إلى افتتاح مسارات جديدة. ولكن الأمر لم يعد كذلك اليوم، حيث إنه وعند إخفاق المسار الجديد في استقطاب عدد معيّن من المسافرين، تتعرض شركات الطيران إلى مخاطر مالية ضخمة، فقد أصبح تطوير المسارات اليوم أحد مجالات التخطيط الدقيق والمتسق للأعمال.
وانطلاقاً من ذلك، يتعين على المطارات توظيف استثمارات أكبر وأن تصبح أكثر ابتكاراً في مجال البيانات الضخمة، وهو الأمر الذي يمثل أحد الجوانب الأساسية لاستراتيجيتنا في مطارات أبوظبي.
من ناحيةٍ أخرى، أصبحت المطارات حالياً مصدراً رئيساً للبيانات مجهولة المصدر، والتي تتعلق بسلوكيات المسافرين، والوجهات التي قدموا منها أو يقصدونها، والمبالغ المالية التي ينفقونها خلال الرحلات، وحجم إنفاقهم على التذاكر، وفيما إذا كانوا يسافرون بشكل فردي أو على شكل مجموعات، وحجم إنفاقهم داخل المناطق الحرة، والكثير من المعلومات والبيانات الأخرى. واستناداً إلى التحليلات الإحصائية المتوفرة في المطارات، يمكن للمسؤولين البدء بتأسيس نماذج أعمال حول المسارات الجديدة لشركات الطيران بكل سهولة ويسر.
فعلى سبيل المثال، من الممكن معرفة أن 400 ألف شخص يسافرون بين المطارين (أ) و(ب)، وأنهم ينفقون حوالي 2200 درهم في الرحلة الواحدة.
واستناداً إلى استخدام البيانات مجهولة المصدر، يمكن للمطارات تصميم نماذج أعمال أكثر تطوراً وموثوقية لمساعدة شركات الطيران في تسيير أعمالها.
واستناداً إلى خبراتنا الواسعة في مطارات أبوظبي، يمكنني التأكيد أنه من الممكن للبيانات الضخمة أن تساعد المسؤولين في المطارات على تقديم نماذج أعمال راسخة إلى شركات الطيران. إلا أنه وعلى الرغم من ذلك، يشهد القطاع تباطؤاً محدوداً في اعتماد التقنيات الجديدة، حيث بدأ ما يقل عن ثلث المديرين التنفيذيين في المطارات باستخدام التحليلات المتقدمة.
ولعل الرسالة الأبرز التي أود التركيز عليها تتمثل أن المطارات تحتاج إلى التأكد من أن استراتيجيات أعمالها تعتمد بدرجة كبيرة على البيانات لمواكبة احتياجات قطاع الطيران العالمي خاصة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك في ضوء النمو اللافت الذي يشهده القطاع في أعداد المسافرين والطائرات وزيادة مسافة المسارات الجوية.

*الرئيس التنفيذي لمطارات أبوظبي