أزهار البياتي (الشارقة) - تتواصل فعاليات مهرجان الشارقة القرائي في موسمه الرابع، وسط اهتمام لافت بكل ما يتعلق بثقافة الطفل، وأدبه، ومواهبه، حيث تم عرض مسرحية «باص العجائب» للأطفال، في إطار كوميدي هادف، بالإضافة إلى عدة برامج منوعة تقام يوميا لتحتفل بالصغار، وتحمل في مجملها رسائل وسلوكيات سامية لتوجههم، وتثقيفهم وإحاطتهم بكل الرعاية التي تنشط ذاكرتهم وتكسبهم المهارات، من خلال عدة أساليب تربوية وترفيهية، تساعد على التنشئة السليمة لصحة العقل والجسم. ويعد المسرح أبو الفنون جميعها، ورافداً مهماً من روافد الثقافة في المجتمعات الراقية، لذا كان له نصيب من الاهتمام خلال فعاليات المهرجان، باعتباره واحداً من الوسائل التربوية والتعليمية الهامة والتي تسهم في تنمية الطفل وتطويره اجتماعياً، وفكرياً، ونفسياً، فدوره لا يقل أهمية عن دور القراءة والكتاب الورقي في مجال الثقافة والعلوم، لذا فقد خصصت إدارة المهرجان مسرحاً مفتوحاً للأطفال في الهواء الطلق، لتعرض من خلاله أعمال مسرحية هادفة، تدعو من خلالها لغرس مجموعة من القيم والمبادئ السامية وتحفز الصغار على اكتساب السلوكيات القويمة، في إطار ترفيهي مرح. وتقول هند الجنيد، المنسقة العامة لفعاليات وبرامج المهرجان: في هذا الموسم استضفنا على مسرح قاعة أكسبو عملاً خليجياً مخصصاً للأطفال، من خلال العرض الأول للمسرحية الكويتية الجديدة «باص العجائب»، للمخرج والمؤلف المسرحي عادل المسلم، وأداء نخبة من الممثلين الخليجيين من بينهم «شيماء علي، أحمد إيراج ، فاطمة مكي والمعروفة بشهد، عبد العزيز المسلم، وباسل بكر» مع الطفلتين شوق وحنين، حيث تدور المسرحية حول حقيقة كون العلم نور والجهل ظلام، لتحث النشء على حب التعليم والتشجيع على التحصيل الدراسي والتفوق فيه، كما تتحدث عن ضرورة الثقة بالنفس والرغبة في تحسين الذات وتحمل المسؤولية في عمر مبكر، بالإضافة للترويج للكثير من السلوكيات والمبادئ الإسلامية السمحة من صبر وأمانة وصدق وتعاون وغيرها من القيم الإنسانية النبيلة، في قالب درامي مشوق ومرح فيه تسلسل حدثي متصاعد، لا يخلو من المواقف الكوميدية والإضحاك الهادف. وتكمل الجنيد: لقد كُتب نص المسرحية بصيغة بسيطة وسهلة وفي إطار مدروس شيق من البناء الدرامي، متضمناً الإثارة والمرح، ويعمل على إيصال المعلومة بشكل سلس ومباشر. كما يحمل عناصر من التوجيه، لكي تصل الرسالة بالشكل الصحيح، كما تم استخدام مؤثرات لافتة من الإضاءة والديكور والإكسسوارات والملابس المسرحية، والتي أضافت بدورها بعداً ثالثاً للإثارة والتشويق، وكان لها أثر كبير في حبكة وصياغة أحداث العمل». وتؤكد الجنيد، أن هذا العرض المسرحي جاء من منطلق حرصنا على شمولية المهرجان القرائي لكل البرامج والأنشطة التي تحظى باهتمام الطفل وتشد انتباهه، فقد ارتأينا ضرورة احتوائه على الفن المسرحي، كون المسرح فنا درامياً تمثيلياً موجّهاً وعريقاً، يحمل معاني ومضامين مؤثرة وعميقة، تسهم في تحقيق الأهداف القيمّة منها التربوية والأخلاقية والتعليمية والسلوكية، من خلال سرد مشوق لفصول صيغت بحبكة درامية وأحداث متسلسلة، تجسدها شخصيات حية ومتحركة أمام الجمهور، وهي محاطة بإطار مبهر من المؤثرات الصوتية والضوئية التي تستقطب الأطفال وتستحوذ على اهتمامهم. كما ترفه عنهم وتسليهم في ذات الوقت، ومن المعروف أن المسرح الحديث في كل العالم صار وسيلة معتمدة من وسائل التربية وتنمية الشخصية وتطويرها نحو الأفضل».