إقامة مجانية، مسطحات خضراء، وصالات ألعاب، وقاعات لمشاهدة مباريات كأس العالم، منافسات تجري في جو من الحب والمرح، وغيرها من وسائل الترفيه المتنوعة تنتشر في أرجاء قرية «السعديات لإسكان العمال»، تعد خير شاهد على الجهود التي تبذلها الدولة في سبيل توفير كافة وسائل الراحة للعاملين على أرضها مهما اختلفت درجاتهم الوظيفية أو شهاداتهم العلمية. هناك من داخل القرية التي تقع في قلب العاصمة الإماراتية أبوظبي، التقينا الشيخة مهرة بنت خالد بن صقر القاسمي، المدير الأول للاتصالات في شركة التطوير والاستثمار السياحي (TDIC)، وهي الشركة المسؤولة عن تطوير «قرية السعديات لإسكان العمال»، لتحتضن عمال الإنشاءات العاملين في مشروع «جزيرة السعديات». موقع متميز تقول القاسمي، إن القرية التي تشغل موقعاً مميزاً على شاطئ جزيرة السعديات الجنوبي، وتمتد على مساحة 21 هكتاراً تستوعب أكثر من 20.000 عامل في المرحلة الأولى، على أن تصل قدرتها الاستيعابية حتى 40.000 عامل. وقد خصصت «شركة التطوير والاستثمار السياحي» مساحة أرض أخرى مجاورة للقرية للبدء بأي أعمال توسعية تفرضها احتياجات الإسكان المستقبلية. ومن المقرر انتهاء كافة الأعمال في المشروع بحلول شهر أغسطس 2010. وسيبدأ نقل العمال للسكن على مراحل. وقد سكنت الدفعة الأولى من العمال القرية في أغسطس 2009. تضيف لقد استوحيت فكرة تصميم «قرية السعديات لإسكان العمال» من رؤية «شركة التطوير والاستثمار السياحي»، ورغبتها في تطوير سكن عمالي مناسب ومريح من الدرجة الأولى مع مراعاة معايير الاستدامة، وهو ما ينسجم مع التوجه العام للدولة الذي يسير في هذا الاتجاه. وقد تم تصميم المشروع والعمل على إنجازه بشكل يراعي أسس الاستدامة البيئية على صعيد موقع المشروع ومعايير المباني الخضراء، مع الأخذ بالاعتبار الجوانب الاجتماعية المتعلقة بصحة ورفاهية العمال. وتضيف القاسمي، لترسيخ معيار جديد مميز في مشاريع الإسكان العمالي، تم تعيين أبرز الاستشاريين وعينت مقاولين عالميين لإنجاز عمليات تصميم وإنشاء هذا المشروع. قيمة جمالية وعن أهم ميزات المخطط التنظيمي العام للمشروع تذكر القاسمي. - العمل على تقليل تأثير درجة الحرارة قدر المستطاع وذلك بالاستفادة من الدراسات البيولوجية حول المناخ. - تقسيم القرية إلى أربع مناطق سكنية تستوعب كل منها 5000 عامل مع مراعاة التصميم الموحد والمحافظة على سهولة التواصل العام بين المناطق الأربع وكافة المرافق التابعة لها. - توفير المسطحات الخضراء داخل القرية من خلال اعتماد تدابير وإجراءات مختلفة للزراعة والتركيز على غرس النباتات بالدرجة الأولى، والتي تضفي قيمة جمالية وترفيهية على القرية، بالإضافة إلى الإسهام في تعديل درجة حرارة الجزيرة والحفاظ على البرودة الطبيعية فيها. - ترشيد استهلاك المياه من خلال تطبيق نظام TSE لإعادة تدوير كافة المياه المستعملة واستخدامها في السقاية وخزانات المياه المهدورة في المراحيض. والاعتماد على الألواح الشمسية لتسخين المياه من أجل الاستخدام في الحمامات. - استخدام تجهيزات خاصة لتقليل هدر المياه العذبة. - تطبيق استراتيجية مناسبة لرفع كفاءة استهلاك الطاقة وتقليل انبعاث غاز الكربون. - مبنى يستخدم كمطعم ولإقامة النشاطات الترفيهية في وقت واحد، مع خدمات شاملة ضمن أجواء مريحة، وساحة نشاطات اجتماعية تضم مرافق للتسلية والترفيه. وتزيد القاسمي، توجد ثلاثة أنواع من الوحدات السكنية: - النوع A1 - يضم ستة أشخاص بالغرفة الواحدة بمساحة 24 مترا مربعا. والعدد الأقصى لمستخدمي كل مرحاض وحمام هو ثمانية عمال. - النوع A2 - يضم شخصين بالغرفة الواحدة بمساحة 10.5 متر مربع. والعدد الأقصى لمستخدمي كل مرحاض وحمام هو خمسة عمال. - النوع A3 - يضم شخصين بالغرفة الواحدة بمساحة 18.5 متر مربع. ولهما حمام ومرحاض خاص منعزل ضمن الغرفة. وكافة الغرف مزودة بخزائن شخصية للعمال ذات أقفال، وإضاءة ومقبس كهرباء لكل شخص، ونوافذ قابلة للفتح مجهزة بمنخل لمنع دخول الحشرات، وأجهزة تكييف يمكن التحكم بشدة تبريدها، وأجهزة للكشف عن الدخان. إدارة فندقية التدخين ممنوع ضمن الوحدات السكنية والأماكن المغلقة في القرية، والجهة المسؤولة حالياً عن إدارة وتشغيل قرية السعديات لإسكان العمال، واحدة من أفضل الهيئات المشهود لها بالكفاءة في العمل الفندقي والضيافي وهي شركة أبوظبي الوطنية للفنادق. وعن مراعاة الجوانب البيئية داخل قرية العمال توضح محدثتنا أنه تم تصميم وتركيب أول منشأة في دولة الإمارات تبنى خصيصاً لمعالجة النفايات، وتمتاز بالاستدامة البيئية في جزيرة السعديات. وستتيح هذه المنشأة تقليل النفايات إلى الحد الأدنى، وتطبيق استراتيجيات التخزين وإعادة التدوير في قرية السعديات لإسكان العمال خلال كافة مراحل الإنشاء والتشغيل. وتم استخدام تصاميم بارزة لرفع كفاءة استهلاك الطاقة، تشمل نظاماً شمسياً لتأمين المياه الساخنة، وتحصيل الحد الأقصى من الإضاءة الطبيعية من خلال تركيب النوافذ والأنابيب الشمسية، واستخدام الأسقف والألواح الجدارية العازلة لتقليل الحرارة الممتصة، واستخدام المواد المعاد تدويرها في البناء. وأيضاً توفير المساحات الخضراء التي تضفي قيمة جمالية على القرية بالإضافة إلى تقليص الظاهرة المتنامية المسماة «حرارة المناطق الحضرية»، والتي تشهد ارتفاع درجات الحرارة ليلاً بسبب تزايد التنمية والنشاط العمراني. كما أعدت خطط زراعية عالية الكفاءة لتقليل استهلاك المياه إلى الحد الأدنى. خدمات متطورة كما لفتت القاسمي إلى أن شركة سوربانا السنغافورية، ذات الخبرة الطويلة في تخطيط وتطوير المدن والحاصلة على جوائز عالمية في هذا المجال، هي الجهة المسؤولة عن إعداد المخطط التنظيمي العام للمشروع، وقد جعلت تقليص استخدام المياه جزءاً أساسياً من عمليات تصميم وتشغيل قرية السعديات لإسكان العمال. فكل المياه العادمة الناتجة عن الموقع يعاد تدويرها وتستخدم لأغراض الري وخزانات المراحيض، بالإضافة إلى استخدام منظمات تدفق المياه، والحنفيات التي تعمل بالكبس، ونظام الري بالتنقيط، وأنظمة قياس كميات المياه والكشف عن أي تسرب