العراقيون ينتخبون مجالس المحافظات في أهدأ اقتراع منذ الاجتياح
أدلى ملايين العراقيين بأصواتهم في أكثر عملياتهم الانتخابية هدوءاً منذ سقوط الرئيس الراحل صدام حسين في ،2003 إذ انتهت انتخابات المحافظات أمس بعد أن تم تمديد وقت الاقتراع الرسمي لساعة إضافية بغية إفساح المجال أمام المزيد من الناخبين· وفيما لم يتم تسجيل هجوم كبير واحد في أي مكان بالبلاد، تشير التوقعات إلى إقبال كبير في نسبة التصويت في غياب معلومات دقيقة عن المشاركة وورود اتهامات متفرقة بحدوث بعض الخروق والتجاوزات· وقال اللواء محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع إنه خلال التصويت، لم تقع أي خروقات أمنية كبيرة ترقى لمستوى الاعتداءات الأمنية المعتادة في مثل هذه المناسبات، وإن الأمور سارت وفق ما هو مخطط لها معتبرا ذلك نجاحاً عظيماً وفي وقت حرصت فيه القوات الأميركية البالغ قوامها 140 ألفاً، على عدم الظهور بشكل ملحوظ أمام مقار مراكز الانتخابات·
وأعلنت المسؤولة في المفوضية العليا للانتخابات حمدية الحسيني أن المراكز الانتخابية أغلقت أبوابها السادسة مساء بالتوقيت المحلي بعد انتهاء عمليات التصويت في جميع المحافظات· وأكدت أن ''الانتخابات سارت بشكل جيد دون أي معوقات'' فيما أبدى مراقبون أجانب تفاؤلا حذرا مؤكدين أنها فرصة طيبة للعراقيين للتعبير عن رأيهم ومعربين عن أملهم في أن تكون هذه الانتخابات ناجحة بكل المعايير· وفي أول رد فعل له بعد إغلاق صناديق الاقتراع، قال رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ان الانتخابات المحلية انتهت بتسجيل نصر للديمقراطية وان الشعب العراقي أظهر انه يستطيع التعامل مع الانتخابات كممارسة حضارية وديمقراطية· وقال المالكي في كلمة متلفزة مساء أمس،''ونحن ننهي هذه الانتخابات نكون قد سجلنا نصرا من خلال الكثافة في المشاركة ومن خلال الضبط الكبير لسير العملية انتخابية''· وأضاف ''وبذلك نكون قد بعثنا برسالة للعالم ان هذا شعب العراق استطاع ان يتعامل مع هذه الممارسة الحضارية الديمقراطية وفي اختيار حكوماته المحلية وفي الرقابة والاشراف على سيرها''·''
وانتهت الانتخابات في الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي لمدينة بغداد (1500 بتوقيت جرينتش) بعد ان قامت السلطات بتمديد الاقتراع لمدة ساعة واحدة· وقال المالكي ''في هذا اليوم عبر العراقيون عن شعور عال بالواجب الوطني والشرعي الذي يدعوهم للوقوف إلى جانب وطنهم كما عبروا بفعالية أكيدة عن المشاركة والمراقبة''· ويتطلع المالكي إلى استخدام الانتخابات لبناء قاعدة سلطته في المحافظات قبل الانتخابات الوطنية المقررة في وقت لاحق العام الحالي· بينما تأمل جماعات العرب السنة التي قاطعت انتخابات المحافظات السابقة، في الفوز بنصيب من السلطة في المحليات·
من جهتها،أعلنت النائبة العراقية شذى العبوسي عن جبهة ''التوافق'' أن خروقات عديدة وقعت أمس في عدد من المراكز الانتخابية في مناطق متعددة فيما قام أحد عناصر الشرطة العراقية باطلاق النار على الناخبين في منطقة المقدادية وإصابة اثنين بجروح· وقالت في تصريح صحفي ،''توزعت هذه الخروقات على عدد من المدن العراقية في بغداد وبعقوبة والموصل والرمادي''· كما اقتحم مئات من الأكراد الشيعة الفيليين مكتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في مدينة خانقين، شمال شرق بغداد، احتجاجا على عدم ورود اسمائهم ضمن لوائح الناخبين· وكانت المفوضية العليا المستقلة أعلنت أمس ضبط عملية تزوير كبيرة في منطقة الجزيرة غرب تكريت قام بها ياسر علي مدير المركز الانتخابي رقم 15 في مدرسة المعالي في منطقة الجزيرة لحساب الحزب الإسلامي بزعامة طارق الهاشمي في منطقة عندما قام بوضع استمارات الانتخاب بصناديق الاقتراع قبل أن يصل الناخبين إلى مركز الاقتراع· وحول بعض الشكاوى التي وردت من كتل سياسية مرشحة في الانتخابات، أعلن عضو المفوضية العليا المستقلة للانتخابات كريم التميمي ان الشكاوى وكذلك الاقتراحات سيتم النظر رليها محددا 3 أيام بعد انتهاء الانتخابات لتسلم الشكاوى·
وكان المالكي أمر بعد ظهر أمس برفع الحظر الذي تم فرضه على تسيير المركبات داخل المدن· وفي محاولة لتقليل مخاطر هجمات إرهابية محتملة، كانت الشرطة فرضت حظرا على قيادة السيارات في بعض المدن· كما تعين على النساء فتح حقائبهن وتفريغ محتوياتها لدى دخولهن إلى مراكز الاقتراع كما لم يسمح للناخبين بحمل الهواتف الخلوية· وتنافس المرشحون البالغ عددهم 14431 مرشحا موزعين بواقع 3921 امرأة و10519 من الذكور في الانتخابات لشغل 400 مقعدا في مجالس المحافظات في 14 محافظة من أصل 18 حيث لن تجري الانتخابات في مدن إقليم كردستان الثلاث ومدينة كركوك المتنازع عليه· وستنبثق عن الانتخابات مجالس تتمتع بصلاحيات واسعة تندرج ضمن إطار اللامركزية· ومن غير المتوقع أن تصدر النتائج الأولية قبل أيام وقد يستغرق ظهور النتيجة النهائية أسابيع·
المصدر: بغداد